أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم (الثلاثاء) بأن محطات تحلية المياه توقفت عن العمل في غزة. وقالت أونروا في بيان مقتضب على حسابها في منصة ((إكس)) إن محطات هامة لتحلية المياه توقفت عن العمل لعدم توفر الوقود في غزة. وأضاف البيان أن الناس "ليس لديها ما يكفي من المياه، مشيرا إلى أن البقاء على قيد الحياة أصبح تحديا كبيرا". وتابع أن العائلات بما في ذلك الأطفال تجبر على السير طويلاً للحصول على المياه، مؤكدا أن المياه ضرورية للحياة. ودعت الوكالة الأممية السلطات الإسرائيلية إلى توفير الوصول إلى المياه فورا. وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم الجمعة الماضي من وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع الساحلي جراء إغلاق المعابر البرية ما ينذر بخروج الأوضاع عن السيطرة. وقال بيان صادر عن المكتب "نحذر من اشتداد أزمات الغذاء والمياه والدواء وتفاقم المجاعة والعطش بسبب منع الجيش الإسرائيلي إدخال المساعدات والوقود إلى قطاع غزة ونحمله المسؤولية الكاملة عن كارثة إنسانية وشيكة". وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يمنع إدخال الوقود والدواء ضمن سياسة الضغط على المدنيين والأطفال والنساء وهي "جريمة ضد الإنسانية"، مما أدى إلى توقف أكثر من 98% من مخابز القطاع عن العمل بسبب انعدام غاز الطهي، وكذلك توقف أكثر من 700 بئر للمياه عن العمل مما يعزز فرص تعميق المجاعة والعطش ضد المدنيين وخاصة ضد الأطفال والنساء. وطالب دول العالم بالضغط على إسرائيل والولايات المتحدة لوقف حرب "الإبادة الجماعية والضغط عليهما من أجل فتح معبري رفح وكرم أبو سالم والسماح لآلاف الجرحى والمرضى بالسفر لتلقي العلاج في الخارج وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية. وأغلق الجيش الإسرائيلي في 5 مايو الماضي معبر (كرم أبو سالم / كيرم شالوم) التجاري الوحيد مع غزة ردا على هجوم صاروخي على نقطة عسكرية قريبة من المعبر أوقع أربعة جنود قتلى وتبنته حركة حماس. وفي 7 مايو الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته العملياتية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الواقع جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر، وذلك بعد شنه "عملية دقيقة لمكافحة الإرهاب" في المنطقة الشرقية لرفح. وحذرت منظمات دولية عدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع إغلاق إسرائيل معبري رفح وكرم أبو سالم. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت إلى مقتل أكثر من 36 ألف شخص ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية. وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية. وبسبب الحرب الإسرائيلية، يعاني غالبية سكان القطاع من نقص في الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية، مما دعا منظمات أممية إلى التحذير من عواقب وخيمة قد تحل في القطاع مثل المجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض بين السكان المحليين.
مشاركة :