أبرز ما تداوله الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي

  • 6/4/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

احتضنت بكين الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي في 30 مايو 2024، والذي سجّل حضورا مميزا ورفيع المستوى، حيث ترأس الجلسة الافتتاحية الرئيس الصيني شي جين بينغ بوجود زعماء أربع دول وهي تونس، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، فضلا عن حضور العديد من الوزراء. وقد اعتمد المنتدى إعلان بكين وخطة تنفيذ المنتدى 2024-2026، وأيضا بيانا مشتركا بين الصين والدول العربية حول القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى توقيع العديد من وثائق التعاون مع الدول المشاركة. وقد أكد المنتدى في دورته العاشرة على أهمية التوافق بين الصين والدول العربية وأهم النتائج التي تم تحقيقها في التعاون الثنائي، بالإضافة إلى مستقبل التعاون بينهما في العديد من المجالات لبناء مجتمع مصير مشترك لشعوب الجانبين. وما يميز البيان المشترك للمنتدى تركيزه على القضية الفلسطينية والأحداث في غزة والدعوة إلى وقف إطلاق النار في القطاع ودعم عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة. وخلال حفل افتتاح المؤتمر، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة رئيسية أكد من خلالها على أهمية التعاون بين الصين والدول العربية، وأعلن أن القمة الصينية-العربية الثانية ستُعقد في الصين في عام 2026 وهو ما اعتبره "علامة فارقة أخرى في العلاقات الصينية-العربية"، كما أكد شي على أن الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع الجانب العربي من خلال "أطر التعاون الخمسة"، والتي تشمل بالأساس مجال الابتكار بين الصين والدول العربية عبر إقامة مراكز للتعاون في مجالات متطورة كالتكنولوجيا والفضاء وأيضا إنشاء مختبرات مشتركة تهتم بالتنمية الخضراء والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات الأخرى. أما الإطار التعاوني الثاني بين الصين والدول العربية، يشمل التعاون المالي والاستثماري، من خلال توسيع الشراكة والتعاون بين بنوك الجانبين، وتعزيز التعاون في مجال العملة الرقمية. ويهتم الإطار الثالث بالتعاون الثنائي في مجال الطاقة عبر تعزيز الأمن والتعاون الاستراتيجي في هذا المجال. أما الإطار التعاوني الرابع بين الصين والدول العربية، فيشمل العلاقات الاقتصادية التجارية، والبحث عن مزيد التعاون المشترك والمنفعة المتبادلة، وذلك من خلال تسريع العديد من الآليات والاتفاقيات الثنائية وتعزيز التجارة الالكترونية. وقد أعلن الرئيس الصيني أن إطار التعاون الخامس مع الدول العربية يتمحور على الشعوب من خلال إنشاء المركز الصيني-العربي لمبادرة الحضارة العالمية، وتعزيز السياحة في السنوات المقبلة. إن التعاون بين الصين والدول العربية يحمل أهمية كبيرة في مستقبل الشراكة الثنائية بينهما، ويبرز ذلك في العديد من المجالات، أهمها المجال الاقتصادي، فإن الصين والدول العربية تمتلكان موارد اقتصادية هائلة، والتعاون بينهما يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة في مجالات التجارة والاستثمارات. كما تسعى الصين إلى تعزيز تبادلاتها مع الدول العربية في مصادر الطاقة مثل النفط والغاز، بينما ترغب الدول العربية في جذب الاستثمارات الصينية في مجالات مختلفة مثل البنية التحتية والتكنولوجيا، لذلك فإن التعاون بين الجانبين هو تعاون متكامل ومتوازن ويصب في إطار المصلحة المتبادلة. كما أن تعزيز التعاون يعمل أيضا على دعم التنمية المشتركة، إذ يمكن أن يساهم هذا التعاون الفعال في تنمية البنية التحتية في الدول العربية، وهو ما يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة في هذه الدول. بالإضافة إلى ذلك، فإن التوافقات بين الصين والدول العربية يمكن أن تساهم أيضا في تحولات في المشهد السياسي الدولي، حيث يمكن أن يؤثر التحالف القوي بين الجانبين على العديد من القضايا وخاصة منها في الشرق الأوسط ودعم السلام والأمن في المنطقة. بعد مرور عشرين عاما على إقامة منتدى التعاون الصيني-العربي، برهنت الصين والدول العربية على أن هذا التعاون مثال للصداقة الحقيقية والتعاون المربح، وأن تواصل التبادلات المشتركة والتعاون الوثيق سيكون مفتاحًا لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك لمختلف الشعوب والحضارات. الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لمؤسسة شبكة الصين

مشاركة :