الأبناء بحاجـة إلـى أم نـاجحة وسعيدة أكـثـر مـن وجودها معهـم مـدة أطول

  • 6/5/2024
  • 02:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يقول‭ ‬المحامي‭ ‬والسياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الشهير‭ ‬أنطوني‭ ‬روبرت‭ ‬‮«‬إن‭ ‬سر‭ ‬النجاح‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تتعلم‭ ‬كيف‭ ‬تستخدم‭ ‬الألم‭ ‬والمتعة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬السماح‭ ‬للألم‭ ‬والمتعة‭ ‬باستخدامك‮»‬‭!‬ نعم‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬التحدي‭ ‬يولد‭ ‬النجاح،‭ ‬ويتفتق‭ ‬عنه‭ ‬الإبداع،‭ ‬هكذا‭ ‬هي‭ ‬ترى‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬المتميزات،‭ ‬لذلك‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬مبهرة‭ ‬معاناة‭ ‬ما،‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تتخطاها‭ ‬وتتجاوزها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تجسده‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬طريق‭ ‬طويل‭ ‬مليء‭ ‬بالصعاب‭ ‬والأشواك‭ ‬والعذاب‭ ‬والمثابرة،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العلم،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يلزمه‭ ‬من‭ ‬حكمة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬مصاعب‭ ‬الحياة‭ ‬بثبات،‭ ‬ليصبح‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬محصلة‭ ‬اجتهادات‭ ‬صغيرة‭ ‬تتراكم‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭.‬ سيدة‭ ‬الأعمال‭ ‬المهندسة‭ ‬نور‭ ‬جعفر‭ ‬المطوع،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬تنظيم‭ ‬ومزاولة‭ ‬المهن‭ ‬الهندسية،‭ ‬ومجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬المكاتب‭ ‬الهندسية‭ ‬والمجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الاستشاري‭ ‬لجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬ولجنة‭ ‬تحكيم‭ ‬مشاريع‭ ‬التخرج،‭ ‬وجدت‭ ‬شغفها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬في‭ ‬الفن،‭ ‬وأبدعت‭ ‬في‭ ‬مجاله‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافرها،‭ ‬حتى‭ ‬نالت‭ ‬عدة‭ ‬جوائز‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬ هي‭ ‬صاحبة‭ ‬مشوار‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬والانفرادات‭ ‬أهَّلها‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬صاحبة‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجالها،‭ ‬علمتها‭ ‬الحياة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬المرء‭ ‬كلما‭ ‬تعلم‭ ‬تملكه‭ ‬شعور‭ ‬بالضآلة،‭ ‬وأن‭ ‬التواضع‭ ‬وتقبل‭ ‬الآراء‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬سمات‭ ‬النجاح،‭ ‬وأن‭ ‬رسالة‭ ‬المعلم‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬لدى‭ ‬طلابه‭ ‬وتكريس‭ ‬قيم‭ ‬الاحترام‭ ‬والمسؤولية‭ ‬والعطاء‭ ‬بلا‭ ‬مقابل‭ ‬كي‭ ‬يصبح‭ ‬إنسانا‭ ‬صالحا‭ ‬وسويا‭ ‬في‭ ‬مجتمعه،‭ ‬وأن‭ ‬الأبناء‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أم‭ ‬ناجحة‭ ‬وسعيدة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قضاء‭ ‬وقت‭ ‬أطول‭ ‬معهم‭.‬ حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬المميزة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬ حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشأتك؟ ‭- ‬لقد‭ ‬كنت‭ ‬طفلة‭ ‬هادئة،‭ ‬متفوقة‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المراحل،‭ ‬ونهمة‭ ‬بشدة‭ ‬للقراءة،‭ ‬حيث‭ ‬نمتلك‭ ‬مكتبة‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬تضم‭ ‬مئات‭ ‬الكتب،‭ ‬وحدث‭ ‬أننا‭ ‬تبرعنا‭ ‬للمكتبة‭ ‬العامة‭ ‬بعديد‭ ‬من‭ ‬المؤلفات،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬ذقت‭ ‬فيها‭ ‬طعم‭ ‬التميز‭ ‬والنجاح‭ ‬كانت‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتي‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬فنية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين‭ ‬بعمل‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬لوحة‭ ‬فنية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الصحي،‭ ‬تضم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسنان‭ ‬تبتسم،‭ ‬وبها‭ ‬شخصيات‭ ‬كارتونية،‭ ‬وحدث‭ ‬ذلك‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬هواية‭ ‬الرسم‭ ‬التي‭ ‬أتقنتها‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكر،‭ ‬وكانت‭ ‬الجائزة‭ ‬بلاي‭ ‬ستيشن‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أعرف‭ ‬كيفية‭ ‬استخدامه،‭ ‬ولم‭ ‬أتوقع‭ ‬الفوز،‭ ‬واحتلالي‭ ‬أول‭ ‬اسم‭ ‬في‭ ‬الفائزين،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬أدمنت‭ ‬الشعور‭ ‬بالتميز‭ ‬والتفرد‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬تقدير‭ ‬وإعجاب‭ ‬الآخرين،‭ ‬ثم‭ ‬توالت‭ ‬المشاركات‭. ‬ متى‭ ‬ظهر‭ ‬شغفك‭ ‬بالهندسة؟ ‭- ‬بعد‭ ‬مشاركتي‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬فنية‭ ‬لأفضل‭ ‬مكتبة‭ ‬مدرسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توقعاتنا‭ ‬لشكل‭ ‬المكتبة‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬هنا‭ ‬اكتشفت‭ ‬مدى‭ ‬شغفي‭ ‬بالهندسة‭ ‬المعمارية،‭ ‬ورغبتي‭ ‬في‭ ‬التخصص‭ ‬الدراسي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬الجامعة‭ ‬أتيحت‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬دولية‭ ‬بتصميم‭ ‬نموذجي‭ ‬لمساكن‭ ‬عصرية‭ ‬بطابع‭ ‬بحريني،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬تكريم‭ ‬دولي‭ ‬من‭ ‬محكمين‭ ‬عالميين‭ ‬ومحليين‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬الطلبة‭ ‬بها‭.‬ وماذا‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬التخرج؟ ‭- ‬مشروع‭ ‬تخرجي‭ ‬كان‭ ‬علامة‭ ‬واضحة‭ ‬بين‭ ‬المشاريع‭ ‬الأخرى،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬المحكمين‭ ‬مازالوا‭ ‬يتذكرونني‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬وقد‭ ‬حصل‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬إجماع‭ ‬بنسبة‭ ‬98‭%‬،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬في‭ ‬التقييم،‭ ‬وكان‭ ‬المشروع‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬لتأهيل‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وبعد‭ ‬التخرج‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬لليابان،‭ ‬وتدربت‭ ‬هناك‭ ‬لدى‭ ‬أكبر‭ ‬شركة‭ ‬هندسية‭ ‬تنفيذية‭ ‬للإنشاءات‭ ‬‮«‬كجيما‮»‬‭ ‬وكنت‭ ‬أول‭ ‬مهندسة‭ ‬عربية‭ ‬متدربة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشركة،‭ ‬وكان‭ ‬باقي‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬ألمانيا‭. ‬ ماذا‭ ‬علمتك‭ ‬تجربة‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬‮«‬كجيما»؟ ‭- ‬خلال‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬كجيما‮»‬‭ ‬تعلمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬منها‭ ‬احترام‭ ‬ثقافة‭ ‬الآخرين،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنهم‭ ‬بسببي‭ ‬كعربية‭ ‬مسلمة‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬مواقيت‭ ‬للصلاة‭ ‬وتوفير‭ ‬الطعام‭ ‬الإسلامي،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تعديل‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬التدريبي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬وبيئتنا،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تأكيدهم‭ ‬مسألة‭ ‬التخصص،‭ ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬هناك‭ ‬مبدعين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬محددة،‭ ‬وأعجبني‭ ‬كثيرا‭ ‬مدى‭ ‬تواضع‭ ‬المعلمين‭ ‬هناك‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬البروفسور‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يدرس‭ ‬لي‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬لنا‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬متعلما‭ ‬كفاية‭ ‬كي‭ ‬يجيبنا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الاستفسارات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأمور،‭ ‬وبأنه‭ ‬فقط‭ ‬يمكنه‭ ‬إفادتنا‭ ‬في‭ ‬الأشياء‭ ‬الملم‭ ‬بها‭. ‬ أول‭ ‬محطة‭ ‬عملية؟ ‭- ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬محطة‭ ‬عملية‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬الأشغال،‭ ‬بعدها‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬لدراسة‭ ‬الماجستير‭ ‬من‭ ‬القنصلية‭ ‬البريطانية،‭ ‬وأخرى‭ ‬من‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬واخترت‭ ‬الأولى‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬مدتها‭ ‬كانت‭ ‬حوالي‭ ‬عام،‭ ‬وكان‭ ‬موضوعها‭ ‬عن‭ ‬المباني‭ ‬الحكومية‭ ‬النموذجية،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬البروفسور‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬لي‭ ‬نفس‭ ‬الجملة‭ ‬التي‭ ‬سمعتها‭ ‬سابقا‭ ‬وهي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وهنا‭ ‬تعلمت‭ ‬أن‭ ‬الانسان‭ ‬كلما‭ ‬تعلم‭ ‬اكتشف‭ ‬أنه‭ ‬ضئيل،‭ ‬وبأن‭ ‬الناس‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بالمعرفة‭ ‬تستمع‭ ‬أكثر،‭ ‬وتتصف‭ ‬بالتواضع،‭ ‬وبتقبل‭ ‬الآخر،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬أستاذي‭ ‬يقول‭ ‬لي‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬أحترمك‭ ‬لأنك‭ ‬تتميزين‭ ‬عني‭ ‬بمعرفة‭ ‬لغتي‭ ‬وثقافتي‮»‬،‭ ‬وهنا‭ ‬تعلمت‭ ‬درسا‭ ‬آخر‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬رسالة‭ ‬المعلم‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬تكريس‭ ‬قيم‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬والاحترام‭ ‬لدى‭ ‬طلابه‭ ‬مهما‭ ‬صغرت‭ ‬أعمارهم،‭ ‬وبذلك‭ ‬يصنع‭ ‬منهم‭ ‬أشخاصا‭ ‬يتعاملون‭ ‬بنفس‭ ‬الأسلوب‭ ‬مع‭ ‬غيرهم‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬منحهم‭ ‬الإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬وعدم‭ ‬التسرع‭ ‬والحكمة‭ ‬عند‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الدور‭ ‬التوجيهي‭ ‬والإرشادي‭ ‬المهم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التعليم‭. ‬ كيف‭ ‬ترين‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد؟ ‭- ‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬طموحا،‭ ‬ويعيش‭ ‬فترة‭ ‬ذهبية‭ ‬لم‭ ‬نعشها‭ ‬نحن،‭ ‬فهو‭ ‬يتخرج،‭ ‬ويجد‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬وطنه‭ ‬أو‭ ‬خارجه،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬أون‭ ‬لاين،‭ ‬كما‭ ‬تتوافر‭ ‬لديه‭ ‬مصادر‭ ‬المعلومات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أطالبه‭ ‬باستغلال‭ ‬هذه‭ ‬الفرص‭ ‬بأسلوب‭ ‬صحيح،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نوجههم‭ ‬ونذكرهم‭ ‬بهذه‭ ‬النعم‭ ‬والمميزات،‭ ‬ولعل‭ ‬الخطورة‭ ‬الأكبر‭ ‬التي‭ ‬تتهدد‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬هو‭ ‬فكرة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الثراء‭ ‬السريع‭ ‬بأقل‭ ‬جهد‭ ‬ومحتوى‭ ‬غير‭ ‬مهم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أتفاداه‭ ‬مع‭ ‬أبنائي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬غرس‭ ‬قيمة‭ ‬العطاء‭ ‬في‭ ‬أنفسهم‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مقابل،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬خاصة‭ ‬وأنهم‭ ‬يعيشون‭ ‬اليوم‭ ‬عصر‭ ‬الماديات،‭ ‬ويقوم‭ ‬على‭ ‬تربيتهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬وليس‭ ‬الآباء‭ ‬فقط‭. ‬ ماذا‭ ‬تتطلب‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬الأسرة‭ ‬والعمل؟ ‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬موازنة‭ ‬المرأة‭ ‬بين‭ ‬مسؤوليات‭ ‬عملها‭ ‬وطموحها‭ ‬عملية‭ ‬صعبة‭ ‬للغاية،‭ ‬لكنها‭ ‬تظل‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭ ‬عبر‭ ‬مشوارها،‭ ‬وأنا‭ ‬شخصيا‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬الأبناء‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أم‭ ‬ناجحة‭ ‬وسعيدة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وجودها‭ ‬معهم‭ ‬ساعات‭ ‬أطول،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قرأته‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المؤلفات‭ ‬وتأثرت‭ ‬به‭ ‬كثيرا،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬لأي‭ ‬أم‭ ‬عاملة‭ ‬الشعور‭ ‬بالذنب‭ ‬تجاه‭ ‬أبنائها‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬انشغالها‭ ‬عنهم،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬قضاء‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الساعات‭ ‬الإيجابية‭ ‬معهم،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام‭ ‬أرى‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬اليوم‭ ‬تعيش‭ ‬اليوم‭ ‬أزهى‭ ‬عصورها،‭ ‬فقد‭ ‬استطاعت‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حقوقها،‭ ‬وأثبتت‭ ‬كفاءتها،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطنها،‭ ‬وشخصيا‭ ‬لم‭ ‬أواجه‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬لكوني‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬مشواري،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬أي‭ ‬امرأة‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬نابعا‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬كبيرة،‭ ‬استمدت‭ ‬منها‭ ‬قوة‭ ‬خارقة‭ ‬ودافعا‭ ‬كبيرا‭ ‬للمواصلة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭. ‬ سلاحك‭ ‬في‭ ‬الحياة؟ ‭- ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬لأي‭ ‬إنسان‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬بمراحل‭ ‬وتجارب‭ ‬صعبة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬عبر‭ ‬مشواره،‭ ‬وقد‭ ‬حدث‭ ‬ذلك‭ ‬لي،‭ ‬ولعل‭ ‬سلاحي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬إيماني‭ ‬المطلق‭ ‬بأن‭ ‬الوقت‭ ‬يعطي‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬حجمها‭ ‬الحقيقي،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬التوقف‭ ‬عندها،‭ ‬بل‭ ‬تجاوزها‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وتفاؤل‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭.‬ هدفك‭ ‬القام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عضويتك‭ ‬بلجنة‭ ‬مزاولة‭ ‬المهن؟ ‭- ‬أتمنى‭ ‬عودة‭ ‬الهيبة‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬الهندسي‭ ‬في‭ ‬مملكتي‭ ‬لكونه‭ ‬يمثل‭ ‬حضارات‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة،‭ ‬فالقطاع‭ ‬العمراني‭ ‬هو‭ ‬مقياس‭ ‬لتطورها‭ ‬ومدى‭ ‬تحضرها،‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬هويتها،‭ ‬واليوم‭ ‬أجد‭ ‬العالم‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭ ‬الطابع‭ ‬المعماري‭ ‬الصديق‭ ‬للبيئة‭ ‬الذي‭ ‬يحافظ‭ ‬عليها‭ ‬دون‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬استنزاف‭ ‬لثروات‭ ‬الأجيال،‭ ‬ويبقى‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬التحدي‭ ‬الأهم‭ ‬الحالي‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬كما‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬المهندس‭ ‬البحريني‭ ‬الكفؤ‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وألا‭ ‬يشكل‭ ‬الحاجز‭ ‬الجغرافي‭ ‬عائقا‭ ‬أمامه‭ ‬لنقل‭ ‬خبراته‭ ‬والتعلم‭ ‬منها‭.‬

مشاركة :