سارة حواس: ترجمة الشعر لا تخلو من تجميل للنصِّ

  • 6/6/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اتجهت د. سارة حواس، أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الآداب بجامعة المنصورة المصرية، إلى الشعر الأميركي، استطاعت أن تعكس عوالم عشرين شاعرة من جغرافياتٍ متنوعة، قدمتهن في كتاب بعنوان «ثقب المفتاح لا يرى»، جمعت فيه قصائد لشاعرات حاصلات على جائزتي نوبل وبوليتزر العالميتين وتقول حوّاس لـ «الاتحاد»، إنها جسدت روح الشاعرات خلال ترجمة القصائد ونقلت الرسائل من بين السطور، رغم اختلاف الثقافة والجغرافيا، لكن لغة المشاعر واحدة في كل العوالم، لا تفرِّق بين جنسيةٍ أو أخرى، فقط تحتاج إلى حدْسٍ وذائقةٍ شعريةٍ ولغوية من نوعٍ خاص، تُظْهِرُ وتكشفُ ما يبطنهُ الشَّاعر من معانٍ متواريةٍ وإيقاعٍ وموسيقى. تأثرت سارة كثيراً في الترجمة بأبيها البروفيسور حامد حوَّاس، العميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة دمياط، المتخصص في علوم اللغويات، وتشرّبت حب اللغات منه، بحرصه على تعليمها لها وتدريبها على كتابة المقالات، وصقلت مهارتها عبر تخصصها في اللغويات وفهم المفردات والتعابير والأساليب ومعرفة الاختلافات الثقافية بين اللغتين العربية والإنجليزية. وأوضحت، أنها تتبعُ حدْسها اللغوي والشعري، في اختلاف النصوص المترجمة وتناولها أنواعاً مختلفةً من الشِّعْر مثل الحُر، الكلاسيكي والاعترافي، تؤمن أن الترجمة الحقّة تقوم على فهم ووعي المترجم للنصِّ الشِّعري بغض النظر عن نوعه، وكلَّ نوعٍ شعريٍّ يفرضُ سطوته ونظامه على ترجمته من دون تعمُّد أو تعنُّت. لغة حديثة وتستخدم المترجمة المتخصصة لغةً معبِّرةً وعميقةً وحديثةً تواكب حداثة النصوص الشعرية، وتتبع الحداثة في الترجمة وعدم استخدام ألفاظ أو تعابير قديمة لا تتوافق مع شاعرات العصر الأميركي الحديث، وترى أنه لابد من البساطة، فلجوء المترجم إلى اللغة السلسة الغنية يسهل على القارئ ما يقصده الشاعر في كتابته من دون إفلاتٍ أو تهاونٍ أو تغييرٍ في المعنى المقصود في النصِّ الشِّعري. وتشير د. سارة إلى أن الترجمة لا تخلو من عملية تجميل للنصِّ بالإضافة أو الحذف، فالاختلافات الثقافية بين اللغتين الإنجليزية والعربية تحتِّمُ اللجوء في بعض الأحيان إلى إضافة كلمةٍ أو حرفٍ، أو ربما إحداث تغييرات محدودة في أسلوب الكتابة الشعرية، كتقديم أو تأخير فعل أو اسم أو حرف، شريطة ألا يخل بالمعنى الذي في النصِّ الشِّعري. وأحياناً يلجأ المترجم إلى حذف بعض الكلمات وعدم نقلها حرفياً، لأنها لا تؤدِّي المعنى المطلوب وتُشوِّه النصَّ، كما لا تتم ترجمة الخطأ الذي ارتكبه الشاعر. وتذكر د. سارة أن هناك فرقاً كبيراً بين ترجمة الشِّعر من الإنجليزية إلى العربية ومن العربية إلى الإنجليزية، كما أن المترجمين العرب كثيراً ما يهربون من ترجمة الشعر من العربية إلى اللغات الأجنبية، لأن العربية لغة ثرية، وبحرها واسع وعميق يستوعب كل المشاعر والكلام وحتى المسكوت عنه، وذلك يسهّل على المترجم اختيار المفردة المناسبة دون حيرة في البحث في المعاجم عن المعنى المقصود، على العكس من اللغة الإنجليزية التي مهما تعددت مفرداتها فإنها لغة محدودة.

مشاركة :