الحرية هي ما تبحث عنه الزوجة؛ لأنها لا تحب تقييد الزوج لها بأمور كثيرة، وهنالك أزواج يحاولون جاهدين عدم تقييد أو الحد من حرية الزوجات، ولكن يوجد العكس من يكره منحها حريتها؛ لأنه يعتقد أنّ الحرية الزائدة من شأنها أن تخلق زوجةً متمردةً. "سيدتي" التقت بأزواج وزوجات وسألتهم: هل الحرية التي تمنح للزوجة تجعلها متمردة؟ لست مع الحرية للزوجة يقول صالح النعيم، موظف في أحد القطاعات الخاصة: "مررت بتجربة عندما تزوجت من ابنة خالي، كنت أحبها وأثق بها ومنحتها حريةً مطلقةً بالتصرفات، بحيث تخرج وقت ما تشاء وتلبس كما ترغب، واكتشفت أنني أخطأت؛ لأنها استغلت هذه الحرية، ولم تعد تسمع لي أي كلمة، وتمردت ولم أستطع أن أعيدها إلى سيطرتي إلا في حدود معينة، لذلك أرى أنّ الحرية للزوجة أمر سلبي". حق من حقوقها أما جمال إبراهيم، معلم، يرى أنّ الحرية التي يمنحها الزوج لزوجته هي حق من حقوقها، خاصةً إذا كان هنالك اتفاق بين الزوجين، وله إيجابيات كثيرة، منها الثقة بينهما، ولكن بحدود المعقول، وتحت مراقبة دائمة من الزوج. وتقول رتاج موسى، ربة بيت: "أعتقد أنّ الحرية من قبل الزوج للزوجة أمر لا بد منه؛ لكن يجب أن تكون في حدود، فلا تكون ناقصة مقيدة ولا مطلقة زائدة". وتضيف: "ارتحت كثيراً عندما منحني زوجي الحرية، لكن كانت بحدود ومتابعة منه، وكانت الحرية في الخروج من المنزل والسهر واختيار صديقاتي وغيرها، وكانت لي صديقة زوجها كان يضغط عليها، ولا يمنحها حرية بحجة ممارسة الرجولة عليها، وكانت تمارس كل ما هو ممنوع وخطأ بعد أن تغافله، لذلك أقول إنّ خير الأمور أوسطها". استغللت الحرية تعترف حورية العنبر، ربة بيت، فتقول: "أسرتي كانت تمنعني من الكثير من الأمور وزوجي أعطاني الحرية كاملة منذ أول يوم زواج، فاستغللتها وصرت أمارس الكثير من الأمور التي حرمت منها، وعندما كان زوجي ينبهني كنت أتمرد وأقول له هذا من حقوقي، وأصبحنا نختلف كثيراً وكدنا ننفصل، وتدخلت والدتي بالموضوع، وحاولت بعدها أن أضبط نفسي بالكثير من الأمور حتى لا أفسد حياتي". تطلقت بسبب الحد من حريتي أما فاطمة محمد، مطلقة، تقول: "زوجي كان يقيد حريتي بكل الأمور حتى البسيطة: دراستي، وعملي، حاولت الصبر لكن بعد خمسة أعوام نفد صبري، وانفصلت عنه". التمرد يأتي من النساء المقموعات وتفول الدكتورة والشاعرة (هند المطيري) "لا أظن أنّ مفهوم الحرية المطلقة مفهوم سوي، لا بالنسبة للرجل ولا المرأة؛ فالحرية الناضجة هي حرية مقيدة منضبطة ومسؤولة، وأعتقد أنّ التمرد يأتي من النساء المقموعات اللواتي يشعرن دائماً بأنّ الأسرة تحول بينهنّ وبين نجاحاتهنّ، أما المرأة السوية التي تعيش في بيئة صحية تحقق لها الكفاية النفسية فليست بحاجة للتمرد". وقالت الفنانة (ناجية الربيع) "في الحياة الزوجية فكلما كان هناك قدر من الحرية لكلا الطرفين؛ كانت العلاقة بينهما أفضل، والحرية لا تعني عدم التزام بالمبادئ والأخلاق، والزوجة في أمسّ الحاجة للحرية؛ لأنّ ذلك سيساعدها على اتخاذ القرار فيما يخص حياتها الزوجية". وقال الشاعر (بندر الشدادي): "أعتقد إذا آمن الرجل بأنّ الحياة مشتركة، وليست استعباداً عرف معنى الحرية بين الزوجين، وعندما ترتبط بزوجة فأنت تعلم جيداً أنك ستتقاسم الحياة مع نصفك الآخر القادر على مواصلة الحياة معك بكل اتزان، وستدير شؤون حياتك ربما أفضل منك، وهذا ما لمسته عن تجربة ومقتنع به". الحرية حق أما الدكتورة (فاطمة الأنصاري) مديرة العلاقات العامة بمستشفى الملك سعود بجدة فتقول: "الحرية حق مطلق للجميع، ولكن الحرية في حد ذاتها لا تسعد الإنسان؛ فالحرية والفراغ والإمكانيات إذا توافرت لأي إنسان ولم يكن معها هدف فإنها تتحول إلى محنة وملل، وربما إلى ضغط عصبي، والحرية تطالب بالمسؤولية باستمرار، وداخل نطاق الحياة الزوجية لابد أن يكون هناك مساحات من الحرية في كل الأمور يعطيها الزوج لزوجته، والزوجة لابد أن تعي أنّ الحرية التي تتمتع بها لا تعفيها من تبعاتها مهما كانت هذه التبعات خاصةً في المجتمعات الشرقية". المذيعة (عفاف المحيسن) تقول: "مفهوم الحرية واسع، وقد يخطئ الكثير في فهم مضمونها، وفيما يخص الزوجات فأجد أنّ تفكير المرأة وفهمها للأمور يختلف من زوجة إلى أخرى وذلك وفقاً للتربية التي تلقتها في بيت أهلها، والتمرد أنواع: قد يكون في حدود الكلمة، ويتعداه للفعل، وقد تكون متحكمةً ومسيطرةً على الرجل؛ لأنها فهمت الحرية بشكل خطأ، وليس من العيب أن يمنح الرجل زوجته الحرية ولكن عليه أن يفهمها ويتفهم شخصيتها قبل، الحرية تعطي مساحةً للإبداع وتوفر مجالاً خصباً لبناء الشخصية، وهناك بالفعل سيدات مُنحن وفهمن الحرية بشكل خطأ؛ أدى هذا الفهم إلى تدمير وتحطيم أشياء كثيرة للأسرة؛ والعكس تماماً نجد سيدات منحن الحرية وقمن بعملهنّ على أكمل وجه من حيث توجيه الحرية لبناء الأسرة بشكل سليم". الرأي الاجتماعي والشرعي يقول عضو هيئة التدريس في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والمستشار والباحث الاجتماعي والأسري الشيخ الدكتور (عبد العزيز الزير): "كل إنسان يولد في هذا الكون حراً غير مقيد، ولكن لطبيعة بعض البلدان وتنوع الثقافات وتعدد الديانات، وتداخل بعض موروثات بالية لا تمت للإنسانية بصلة صارت هناك حريات مقيدة كالرقيق، ومن جهة أخرى جعل الله سبحانه وتعالى الحرية ضمن ضوابط شرعية لا تحيد عنها؛ حفاظاً للنفس وللأسرة وللمجتمع، ومع ذلك نجد في بعض بلاد الغرب والشرق من تركوا الحبل على الغارب لأفرادها، مما أوجد كثيراً من الجرائم اللاأخلاقية والسلوكية، وبالتركيز على الحياة الزوجية، نجد ان الإسلام جعل للمرأة كما للرجل حدوداً لا تتخطاها؛ حتى لا تقع فريسةً لشياطين الإنس والجن، وجعل الزوجة مقيدةً بما يسمى القوامة من قبل الزوج والتي تعني الاهتمام بها ورعايتها، لذلك فحريتها محفوظة ضمن حدود الشرع الإسلامي، لا تتخطاها بأي حال من الأحوال، أما من ينادي بأن تكون حريتها مطلقة فهذا مخالف لنواميس الحياة حتى مع الرجل". لايفوتك قراءة تجارب متعددة لضيوف مختلفوا الطباع، هل نجحوا مع نسخهم، أم مع من يختلفون عنهم؟ في عدد سيدتي 1832 المتوفر في الأسواق
مشاركة :