بعد زيارتهما الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، سلطّ مؤسسا شركة الاستثمارات العقارية الرائدة "غرين ريدج"، بيك بهوبتاني وبول سيمونز، الضوء على ميول وتطلعات المستثمرين في دول مجلس التعاون الخليجي. يرتبط المستثمرون في دول مجلس التعاون الخليجي ارتباطاً وثيقاً بسوق العقارات في المملكة المتحدة، سواء من خلال الاستثمار في الأصول السكنية أو التجارية. وكغيرهم من المستثمرين العالميين، أدت حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي التي شابت المملكة المتحدة خلال العام الماضي إلى تريث بعض المستثمرين وإعادة تقييم استراتيجياتهم الاستثمارية. ومع ذلك، تُشير زيارتنا الأخيرة إلى الشرق الأوسط إلى عودة الاستثمارات ورؤوس الأموال إلى سوق العقارات البريطانية، مما يعكس تجدد الثقة في هذا القطاع، ويؤكد جاذبية المملكة كوجهة استثمارية رئيسية. وتعد المملكة العربية السعودية مثالاً بارزاً على العقلية الاستثمارية السائدة، حيث يمتلك العديد من المستثمرين استثمارات كبيرة في المشروعات التنموية الضخمة التي تشهدها المملكة، بما في ذلك المشروعات العملاقة شمال الرياض، والتي يُتوقع أن تحقق عوائد استثمارية مرتفعة. بيدَ أنّ هذه المشروعات بطبيعتها هي مشروعات طويلة الأجل، مما يدفع العديد من المستثمرين إلى تنويع محافظهم الاستثمارية من خلال الاستثمار في الفرص العقارية منخفضة المخاطر في المملكة المتحدة، والتي توفر عائدات مستقرة. ويُثمن هؤلاء المستثمرون الإطار التنظيمي المتقدم للعقارات في المملكة المتحدة، والهياكل الضريبية الجذابة، ومستوى الشفافية العالي في السوق، إضافةً إلى عقود الإيجار الثلاثية الصافية التي تخلو من أية تكاليف أو نفقات تشغيلية مخفية. يفكر بعض المستثمرين أيضاً في إعادة موازنة محافظهم الاستثمارية لتقليل حصة استثمارات الدخل الثابت، وزيادة تخصيص الأموال للعقارات التجارية في المملكة المتحدة، التي يمكن أن توفر تدفقاً نقدياً مستقراً وتواريخ استحقاق ثابتة، مع ميزة إضافية كونها استثمارات مدعومة بالأصول عوضاً من مجرد أدوات وأوراق مالية. كما يسعى مستثمرون آخرون لتأمين مصادر دخل مستقرة من المملكة المتحدة لتغطية تكاليف حالية مثل تمويل منزل في لندن أو دفع نفقات تعليم الأطفال هناك. ورغم الإيجابيات العديدة للاستثمار في السوق العقارية في المملكة المتحدة، هناك بعض التحفظات التي يجب مراعاتها، إذ يسود الاعتقاد أن الاستثمار في الأصول السكنية في المملكة المتحدة قد تتطلب إدارة مكثفة، وأنها تحقق عوائد صافية منخفضة. بالإضافة إلى ذلك، يعاني بعض المستثمرين من تجارب سلبية سابقة مع الهياكل المالية ذات الاستدانة العالية، والتي أصبحت أكثر تحدياً في ظل ارتفاع أسعار الفائدة. وقد أبدى المستثمرون الذين تحدثنا إليهم خلال زيارتنا إلى منطقة الشرق الأوسط تقبلاً كبيراً لهيكلية صندوق الشراكات (GO) الذي كنا نروج له خلال زيارتنا إلى منطقة الشرق الأوسط والذي لا يقدم أية رافعة مالية. وقد قمنا بإطلاق هذا الصندوق الذي تبلغ قيمته 150 مليون جنيه إسترليني في العام الماضي بهدف الاستحواذ على أصول تجارية المرموقة والمدرة للدخل والمتاحة بأسعار تنافسية نتيجة ظروف الاقتصاد الكلي الصعبة في المملكة المتحدة. وقد شهدت جولة التمويل الأولى للصندوق اقبالاً كبيراً الأمر الذي مكننا من القيام بثلاث عمليات استحواذ خلال الأشهر الستة الماضية في غلاسكو وليستر وإيبسويتش، وهي مواقع قد لا يُعتقد أنها تلقى صدى لدى المستثمر التقليدي في منطقة الشرق الأوسط. وقد أبدى المستثمرون الذين تحدثنا إليهم خلال زيارتنا إلى منطقة الشرق الأوسط اهتماماً كبيراً بهيكلية صندوق الشراكات (GO) الذي كنا نروج له، والذي لا يعتمد على الاقتراض أو الاستدانة لتمويل استثماراته. وكنا قد أطلقنا هذا الصندوق البالغ قيمته 150 مليون جنيه إسترليني، في العام الماضي بهدف الاستحواذ على الأصول التجارية المحققة للإيرادات والمتاحة بأسعار تنافسية نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة في المملكة المتحدة. وقد شهدت جولة التمويل الأولى للصندوق إقبالاً كبيراً من قبل المستثمرين، الأمر الذي مكننا من تنفيذ ثلاث عمليات استحواذ خلال الأشهر الستة الماضية في غلاسكو وليستر وإيبسويتش. هذه المواقع قد لا تكون تقليدياً في دائرة اهتمام المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط، إلا أنها تقدم فرصاً استثمارية واعدة نظرًا لجاذبيتها الاستثمارية وقيمتها التنافسية. من الواضح أن هناك اهتماماً متزايداً بالأسواق العقارية خارج نطاق العاصمة لندن، التي كانت تعتبر تقليدياً وجهة رئيسية للاستثمارات الشرق أوسطية. وقد أبدى المستثمرون اهتماماً متزايداً بخبرتنا في الاستثمار بالأصول العقارية خارج العاصمة، وفي المواقع التي تتميز بقلة العقارات الفاخرة والملائمة للاستثمار. تواصلنا خلال زيارتنا الأخيرة مع المستثمرين الذين عملت معهم شركة "جرين ريدج" على مدى ثلاثين عاماً، بما في ذلك الشركات العائلية وأصحاب الثروات ومديري الاستثمار والبنوك الذين يتمتعون بخبرات ومعارف واسعة ويمتلكون استثمارات كبيرة في سوق العقارات في المملكة المتحدة، وقد أكدوا لنا وجود فرص شراء واعدة حالياً في سوق المملكة المتحدة، خاصة في ظل انخفاض القيم السوقية الإجمالية. يركز هؤلاء المستثمرون اهتمامهم على الأصول الأساسية المتميزة التي تتم إدارتها بكفاءة، وتحقق عوائد نقدية مرتفعة، والتي تمتاز باستراتيجيات خروج واقعية، وأكدوا أنهم يفضلون هذه الأصول على تلك التي تعد بعوائد كبيرة غير واقعية. وبالرغم من تواصل جاذبية أسواق العقارات في دول مجلس التعاون الخليجي وقدرتها على توفير العديد من الفرص للمستثمرين المحليين على مقربة منهم، إلا أنه من الواضح أيضاً أن الأسواق الخارجية الأخرى ستكون أيضًا هدفًا للمستثمرين الراغبين بتنويع محافظهم الاستثمارية والاستفادة من الأسعار التنافسية التي تشهدها المملكة خلال العامين الماضيين. ومن الواضح أيضًا أن هيكلة الفرص الاستثمارية والاختيار الدقيق للأصول ستحظى بالأولوية لدى المستثمرين في الشرق الأوسط. *بقلم بيك بهوبتاني وبول سيمونز، الشريكان المؤسسان لشركة الاستثمارات العقارية الرائدة "غرين ريدج"
مشاركة :