ياسر رشاد - القاهرة - أكد القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أوروبا الجنرال كريستوفر كافولي لفرانس برس، الخميس، أن بلدان الحلف مستعدة للدفاع عن نفسها لكنها تحتاج إلى زيادة إنتاج المعدات العسكرية. وفي وقت يحيي الحلفاء ذكرى مرور 80 عاما على إنزال النورماندي الذي شكل بداية لتحرير فرنسا من احتلال ألمانيا النازية، ركّز كافولي على الغزو الروسي لأوكرانيا وتهديد موسكو المستقبلي المحتمل لبلدان الناتو. "مستعد للقيام بدفاع إقليمي جماعي" وأفاد كافولي في النورماندي أن الناتو "مستعد للقيام بدفاع إقليمي جماعي"، مشيرا إلى مناورات واسعة النطاق أطلق عليها "ستيدفاست ديفندر 24" وشارك فيها 90 ألف جندي من قوات الناتو في عدد من البلدان الأوروبية من كانون الثاني/يناير حتى أيار/مايو. وقال "حوّلنا تركيزنا تماما خلال الأعوام القليلة الماضية، اعتدنا على القيام بعمليات خارج المنطقة، والآن نركز على الدفاع عن أراضي التحالف". كما أضاف "لكن في ما يتعلّق بالمعدات العسكرية.. نحتاج إلى صنع المزيد. نحتاج إلى توسيع قاعدتنا الصناعية". إلى هذا، أظهر الغزو الروسي لأوكرانيا ودفاعات كييف المدعومة من الغرب الحاجة الكبيرة في النزاعات الحديثة إلى الذخيرة وغيرها من المعدات. لكن مصنّعي المعدات الدفاعية احتاجوا إلى وقت لزيادة إنتاجهم من القذائف المدفعية وصولا إلى المركبات والمسيّرات.وقال كافولي "نحتاج إلى إنتاج المعدات بشكل أسرع. أعتقد أن جميع بلدان الحلف تدرك ذلك وتعمل على الأمر". "دراسة كل شيء" وأضاف مازحا "إذا كنتم ترغبون بالشعور ببعض الضغط، تولوا الوظيفة التي كان يشغلها دوايت ديفيد أيزنهاور"، في إشارة إلى القائد العسكري في الحرب العالمية الثانية الذي تولى لاحقا رئاسة الولايات المتحدة وكان أول من يشغل المنصب الذي تولاه كافولي عام 2022. وفي مواجهة نمط جديد من الأنشطة الحربية، أشار الجنرال إلى أن الناتو "سيقوم بجهد متعمّد جدا لدراسة كل شيء عن النزاع (الروسي الأوكراني) ليكون بإمكاننا التطوير بناء عليه". وأشار إلى "استخدامات مبتكرة للمعدات" مثل المسيّرات المنخفضة الكلفة المستخدمة للاستطلاع والهجوم. "المقابر ملهمة" كما أن قوات الناتو ستتعلم من "التقنيات والتكتيكات" المستخدمة في ميادين المعارك الأوكرانية في مركز جديد "للدروس المتعلمة" سيقام في بولندا، على قول كافولي. وفي تصريحات أدلى بها في مقبرة للأميركيين الذي قتلوا في إنزال النورماندي مستذكرا القتال الذي شهدته المنطقة قبل 80 عاما، قال كافولي إن "هذه المقابر في أنحاء أوروبا، في أنحاء العالم، ملهمة بالنسبة الينا". وأضاف "تذكرني بجنودي الذين خسرتهم". وأكد أن الأمر بتجاوز مجرّد إنتاج مزيد من الأسلحة إذ "هناك فرق بين امتلاك المعدات والقدرة الحقيقية على استخدامها بشكل فاعل.. الخبراء الحقيقيون هم جنودنا والقوات الجوية والبحرية وبحارتنا". وأفاد أن "المهنية هي التي تعطينا الأفضلية". رفع الأعلام وبدت ذكرى تحرير فرنسا من احتلال ألمانيا النازية جلية في أنحاء منطقة الإنزال، إذ رفعت أعلام الولايات المتحدة وغيرها من دول الحلفاء فوق العديد من المنازل على طول الطريق المؤدي إلى المقبرة. وقال كافولي إن المقبرة والترحيب الحار بالقوات الأميركية "هما مثال حي على الصداقة الأميركية الفرنسية والطريقة التي يتشكل من خلالها حلف لا يكتفي بالقتال في الحرب، بل تبقى بلدانه معا بعد الحرب".
مشاركة :