شخصيات أبدعت فى تجسيد نجيب الريحانى

  • 6/7/2024
  • 10:19
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ياسر رشاد - القاهرة - قدم نجيب الريحانى تاريخا فنيا مشرفا فى فترة من أصعب الفترات التى مرت على مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهى الفترة من 1900 إلى 1949 والتى شارك فيها الفن كعنصر مهم فى مساندة الدولة، وعلى الرغم من مرور 75 عاما على وفاة نجيب الريحانى زعيم المسرح الفكاهى فى مصر إلا أن الدراما المصرية تتذكره بتجسيد شخصيته فى أعمال جديدة تبرز حياته الشخصية والفنية التى لا يعرفها الكثيرون وتسليط الضوء على تفاصيل حياته وأصعب المراحل الحياتية التى واجهها. من موظف فى البنك الزراعى لـ النجم الأول فى فترة النصف الأول من القرن الماضى، استطاع نجيب الريحانى أن يجسد أعمالا فنيا من مسرحيات عديدة تخطت الـ100 مسرحية لأعمال سينمائية وضعت «الريحانى» على عرش الملكية فى آخر مشاهد وداعه فى 8 يونيو 1949، عندما أمر الملك فاروق تحضير جنازة ملكية هى الأضخم فى عصره بعد جنازة الزعيم سعد زغلول، فقد خرج سكان القاهرة بالكامل يودعون نجيب الريحانى، وفى مقدمة الجنازة كان مندوب الملك فاروق، وفنانون، وطلبة جامعة، وسياسيون، ووزراء، ونواب، وشيوخ. شارك نجيب الريحانى فى تسعة أفلام من أبرز الأعمال التى طالت انتشارًا ضخمًا، شخصية «كشكش بيه» وتم التعاون بين الريحانى والكاتب السينمائى استيفان روستى، بكتابة وإخراج فيلمه الأول «صاحب السعادة كشكش بيه» عام 1931 ونجح الفيلم بدليل اتجاه الريحانى إلى تكرار التجربة مرة أخرى بفيلم «حوادث كشكش بيه» الذى استعان فى كتابته بصديقه المسرحى بديع خيرى من إخراج المخرج الإيطالى كارلوبيا عام 1934. من الأعمال التى تجسد حياة الراحل نجيب الريحانى، شخصية الفنان أحمد راتب، فى مسلسل «قلبى دليلى» الذى يعتبر سيرة ذاتية للفنانة ليلى مراد، عام 2009، حيث جسدها بروحه وتفاصيله بدون تقليد مباشر لصوت نجيب الريحانى المميز، كما جسد الفنان حسن العدل شخصيته فى مسلسل «كاريوكا»، وحاول تقليده بشكل كبير فى مسلسل عن قصة حياة الفنانة تحية كاريوكا إنتاج عام 2012. وفى الفوازير، صاب الريحانى، نصيبًا من الفنان سمير غانم الذى جسد شخصية الريحانى على شاشة التليفزيون عام 1982 فى فوازير فطوطة ، وكذلك عام 1995 فى فوازير المضحكون. وعاد سمير غانم، فى شخصية نجيب الريحانى مجددًا عام 2009، فى مسلسل «أبو ضحكة جنان» الذى حكى قصة حياة إسماعيل ياسين، وتقمص فيه «غانم» شكل وطريقة «الضاحك الباكى».  ومن الأعمال التى جسدت حياة القدير نجيب الريحانى أيضًا، مسلسل «الضاحك الباكى» للفنان عمرو عبدالجليل، والمؤلف محمد الغيطى، والمخرج القدير محمد فاضل الذى أكد أن الجمهور يعتقد أن المسلسل يرصد السيرة الذاتية للفنان نجيب الريحانى فقط لكن هذا الكلام غير دقيق حيث أن المسلسل يرصد فترة مهمة مرت على تاريخ مصر وتحديداً منذ عام 1900 وحتى عام 1949 مروراً بأهم الأحداث التى شهدتها تلك الفترة سياسية واقتصادية واجتماعية وأيضاً الفنية التى مرت على البلاد مروراً بثورة 1919 ومشاركة أهل الفن فيها وغيرها من التحولات التى طرأت على مصر وقصة الحب بين ليلى مراد ونجيب الريحانى. وأضاف «فاضل»، أن الجمهور يعلم قصة الفنان نجيب الريحانى من خلال الأفلام فقط بدون أن يعلموا شيئًا عن حياته الحقيقية، كما قدم الريحانى مئات المسرحيات التى لا يوجد أى تسجيل لها والتى سيرصدها العمل كما نتناول الرحلة من مرحلة الشباب إلى مرحلة النضج، ونجاحاته ومعاناته. تميز «الريحانى» بأدائه الكوميدى الرائع الذى استطاع من خلاله نشر الفرحة والسعادة والضحك على المشاهدين مع ثباته الانفعالى مما يزيد من قوته التمثيلية، ومن هذا المنطلق فى أدائه على مر تاريخه سمى مسلسل تجسيد شخصيته بـ «الضاحك الباكى»، عاصر الفنان القدير فترات الاحتلال ووجود اليهود فى مصر، فكان حبيب الكل مسلما ومسيحيا ويهوديا، نجح أن يتعاون مع الكثير من الأطياف المجتمعية والأديان، وعلى سبيل الذكر علاقته بصديق العمر بديع خيرى الذى ارتبط اسمهما معا فى الأعمال الفنية والعلاقة الشخصية. «وُلدت مرتان، الأولى يوم ميلادى، والثانية يوم لقائى بـ نجيب الريحانى، وكلاهما بتاريخ واحد 18 أغسطس»، عبارة قالها بديع خيرى، لصديقه الوفى عند توقيع أول عقد بينهما، وكررها «بديع» كثيرًا سواء فى مذكراته أو فى لقاءاته التليفزيونية والإذاعية، بعد رحيل صديق عمره عام 1949 وحتى لحق به عام 1966. رحلة نجاح بديع خيرى ونجيب الريحانى، لم تقتصر فقط على خشبة المسرح وأثمرت عن عدد من الأعمال منها «إلا خمسة، الدلوعة، الدنيا لما تضحك، لو كنت حليوة، الشايب لمّا يدلع»، وامتدت إلى السينما قبل نهاية الثلاثينيات من القرن الماضى، من خلال أفلام سلامة فى خير، سى عمر، لعبة الست، أحمر شفايف، أبو حلموس، وحتى آخر أفلام الريحانى غزل البنات عام 1949. وكتب القدر نهاية هذا الفنان الكبير فى 8 يونيو 1949، حيث توفى الريحانى متأثرا بإصابته بمرض التيفويد، عن عمر ناهز 60 عاما، وقبل أن يكمل تصوير دوره فى فيلم «غزل البنات». وضع صندوق جثمانه على منضدة مرتفعة ووقف بالقرب منه قساوسة كان يتلون الصلاة فى حضور أقاربه والعديد من أصدقائه وزوجته السابقة بديعة مصابنى، التى كانت تبكى بحرقة، وشقيقه يوسف بديع توفيق الريحانى، وأنور وجدى ويوسف وهبى، وأمام الكنيسة وقفت العربة الملكية المذهبة لتحمل جثمان «الريحانى» إلى مثواه الأخير، التى أرسلها الملك فاروق، تكريما له كما أرسل مندوبا رسميا لينوب عنه فى الجنازة.  

مشاركة :