مراكش (المغرب) - بمناسبة اختيار مدينة النخيل عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2024، يحتضن فندق المامونية بمراكش معرضًا فنيا للفنانة التشكيلية المعاصرة كاميليا الزرقاني، من 8 يونيو/حزيران 2024 حتى نهايته. وفي هذا السياق، كان ل "ميدل ايست اونلاين" لقاء صحفي مع التشكيلية المغربية كاميليا الزرقاني، وفيما يلي نص الحوار: كيف يلهمك التراث المغربي في رسم لوحاتك التشكيلية؟ من كوني مغربية ومن أصول وزانية نسبة إلى مدينة وزان مسقط رأسي، فإن التراث المغربي جزء لا يتجزأ من تركيبتي الفكرية والفنية، حيث أتأثر بكل ما يحيط بي من تقاليد وأسلوب لباس وحلي ومبانٍ تاريخية ومدن عريقة، فكل هذا يحضر في مخيلتي كفنانة تشكيلية ويتحول تلقائيًا إلى لوحات إبداعية. ما هو دور البساطة المعقدة في تقنيتك الفنية، وكيف تبرزين هذا الجانب في لوحاتك؟ لقد استلهمت فكرة البساطة المعقدة من تراثنا المغربي العريق، فبالنظر مثلا إلى القوس في الأبواب المغربية التقليدية، نجده يعبر عن فكرة تتسم بالبساطة وتتخذ طابع التعقيد عندما تبدع فيها أنامل الصانع التقليدي نقوشًا وزخارف بديعة، وهذا نفس مبدأ البساطة المعقدة الذي تجده في لوحاتي، فمن خلال أفكار بسيطة من التراث المغربي تصبح معقدة عندما يتم تحويل الواقع إلى لوحات تشكيلية بأسلوبي الخاص. ما هي الرسالة التي تحاولين إيصالها من خلال التقنية الازدواجية في أعمالك؟ تعلقي بالتراث المغربي الأصيل، جعلني أتحمل مسؤولية تقريبه من فئة الشباب بطريقة عصرية تحافظ على خصوصياته، وبالتالي فلوحاتي تضم مثلا، وجه شخصية معينة من تراثنا المغربي العريق وهذا الوجه منقسم إلى جزئين، جزء يمثل المعتاد الذي نراه بشكل تلقائي، وجزء آخر يحمل لمستي الخاصة مع التركيز على العين التي استنبطتها من تاريخ الفراعنة المصريين أو ما يعرف بعين حورس، وأعني بالعين الحروف الأولى من اسمي بالعربية (الكاف والميم) وهي بصمتي في اللوحة. كيف يتجسد الفن الأكاديمي والبحث العلمي في لوحاتك الفنية؟ منذ أن شغلني موضوع التراث المغربي، توجهت إلى الجانب الأكاديمي للبحث عن ما كتب في مجال تأريخ التراث المغربي وميزاته وخصوصياته، وقد تطلب مني البحث سنتين بشكل معمق من خلال التواصل مع أساتذة جامعيين ومختصين في هذا الباب، وبالتالي استخلصت أسلوب عملي وتقني خاص. ما هو دور الفنان التشكيلي في تقريب التراث المغربي من الأجيال الصاعدة؟ نحن كمغاربة، كل منا له دور في نقل موروثنا الثقافي، وكوني فنانة تشكيلية أستعمل الريشة واللون لتأريخ هذا التراث والفن عبر لوحاتي بتقنية بسيطة، كمحاولة لتقريب هذا الموروث من الشباب. هل يمكن أن تشاركينا بعض الأعمال التي قدمتها في المعارض السابقة والتي توثق مسارك الفني؟ منذ صغري في مدينة وزان، كان مصدر الفن من ممارساتنا اليومية، حيث صقلت موهبتي مع مرور الوقت وانتقلت من الرسم على الثوب إلى الرسم على اللوحة، وفي خضم تكويني العصامي كنت محظوظة بتأطير أكاديمي من المعهد السويسري للفنون الجميلة، وبالتالي تعلمت مختلف المدارس التشكيلية وأتقنت تقنيات الاشتغال بها. وقد بدا ذلك جليًا في معرضي الفردي بمسرح محمد الخامس بالرباط، حيث عرضت 30 لوحة تضم مختلف تقنيات الفن التشكيلي من تجريدي، وانطباعي وغيرها... ما هي العراقيل التي تواجه الفنان التشكيلي في المغرب؟ من بين التحديات التي أكابدها شخصيا في مساري الفني، هومحاولة التوفيق بين حياتي الأسرية والفنية. كيف ترين مستقبل الفن التشكيلي في المغرب؟ وما هو دور الفنان في تطوير هذا النوع من الفنون؟ بالنسبة لمتتبع الشأن التشكيلي في المغرب، فإن الوضع يتسم بالحركية والتطور بشكل مستمر، فتنظيم المعارض الفردية والجماعية والتظاهرات الخاصة بالفن التشكيلي يشهد انتعاشًا ملحوظًا، إذ أن الوزارة الوصية ومعها مختلف الفاعلين في الشأن التشكيلي، يبذلون قصارى جهدهم للرقي بالفن التشكيلي المغربي على الصعيدين العربي والعالمي. ما هي النصائح التي تودين مشاركتها مع الشباب الطامحين لدخول عالم الفن التشكيلي؟ كل شاب يلمس في نفسه موهبة الرسم والإبداع التشكيلي بمختلف تجلياته، أنصحه بصقل موهبته بالتكوين والبحث المستمر في ما هو مستجد في هذا الإطار، وأيضًا الانفتاح على الآخر من أجل تبادل التجارب وتنمية قدراته الفنية.
مشاركة :