أوروبا 2024 سبيل ساوثغيت لمنح إنجلترا اللقب بعد عدة خيبات

  • 6/8/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو المنتخب الإنجليزي مستعدا للاستئثار بالأضواء في كأس أوروبا 2024، حيث يطلق مسعاه لإحراز أوّل لقب كبير له منذ 58 عاما. ويتوجّه منتخب المدرب غاريث ساوثغيت، الذي أوقعته القرعة مع صربيا والدنمارك وسلوفينيا، إلى ألمانيا كأحد أبرز المنافسين على اللقب القاري بعد سلسلة من الإخفاقات في الأمتار الأخيرة من النسخ الأخيرة للبطولات الكبرى. لندن - يقترب غاريث ساوثغيت من نهاية مسيرته مع "الأسود الثلاثة" بعد مرور ثمانية أعوام على بدء رحلة تحسين سمعة إنجلترا المتضرّرة، آملا في إحراز لقب كأس أوروبا 2024 وعدم الخروج من الباب الضيّق. ويدخل ساوثغيت البطولة التي قد تكون الأخيرة له كمدرب للمنتخب الإنجليزي، والمخاطر حوله كبيرة. لم تفز إنجلترا بكأس أوروبا في تاريخها ومازالت تنتظر أن يُقدّم لها المدرب كأسا تُزيّن بها خزانة لم تُفتح للقبٍ كبير منذ الفوز بمونديال 1966. وينتهي عقد ساوثغيت (53 عاما) مع الاتحاد المحلي في نهاية هذا العام ولم يوافق بعد على عقدٍ جديد. ارتبط اسمه بمانشستر يونايتد الذي مازال يُفكّر في مستقبل مدرّبه الهولندي إريك تن هاغ بعد التتويج بلقب كأس إنجلترا على حساب الغريم مانشستر سيتي حامل لقب الدوري. وقد يحاول "الشياطين الحمر" التعاقد مع ساوثغيت الذي لم يعمل مدربا للأندية منذ تركه ميدلزبره قبل 15 عاما، علما أنه ألمح إلى إمكانية اعتزاله في حال تتويج إنجلترا بلقب البطولة التي تستضيفها ألمانيا. ويعدّ المنتخب الإنجليزي أحد أبرز المرشّحين للتتويج، ويجب عليه بداية التأهّل من المجموعة الثالثة التي تضمّ صربيا والدنمارك وسلوفينيا. الوضع الذي يجد فيه منتخب “الأسود الثلاثة” نفسه حاليا لم يكن هو ذاته قبل ثمانية أعوام حين استلم ساوثغيت المهام الفنيّة بعد سلسلةٍ من الإخفاقات المهينة داخل الملعب وخارجه. خروجٌ مخيّبٌ من ثمن نهائي كأس أوروبا 2016 على يد أيسلندا أنهى عهد روي هودجسون بشكل مُحبط، في حين لم يستمر خليفته سام ألارديس سوى 67 يوما ولم يقد إلا مباراة واحدة قبل أن يُجبر على الاستقالة بعد فضيحةٍ صحفية. الخبرة والثبات ◙ عناصر الخبرة متوفرة ◙ عناصر الخبرة متوفرة وعلى الرغم من التشكيك فيه فور تعيينه، قاد ساوثغيت إنجلترا إلى نصف نهائي كأس العالم 2018، الأمر الذي أعطاه دفعة معنوية بين المشّجعين. تبع ذلك الوصول إلى نهائي بطولة كبيرة (كأس أوروبا صيف 2021) لأوّل مرة منذ 55 عاما. لكن الخسارة أمام إيطاليا بركلات الترجيح حرمت المنتخب، الذي يأتي من بلدٍ مهووسٍ بكرة القدم، من أن يرفع كأسا ثانية بعد تلك التي رفعها بوبي مور في مونديال 1966. وتزايدت الشكوك حول قدرة ساوثغيت على قيادة المنتخب في الأوقات الحسّاسة والمهمّة، كما في فكرة عدم تحقيق استفادةٍ قصوى من المواهب الموجودة في فريقه. سيكون المدرّب، الذي أشيد به كرمز للأناقة لارتدائه بدلة أنيقة في كأس العالم 2018، حريصا على دحض الشكوك التي تتحدث عن فقدانه أعصابه عندما يتصاعد الضغط. ويحتاج ساوثغيت إلى السماح لمهاجميه بتقديم أفضل ما لديهم في ألمانيا بعد اتهامات بأن أسلوبه التكتيكي الحذر يمنعهم من تقديم كل ما في وسعهم. وبعد خروجه من الباب الخلفي في كأس العالم 2022 يعتمد المنتخب الدنماركي، بطل نسخة 1992، على الخبرة والثبات في كأس أوروبا 2024 لتقديم أداء جيّد وتكرار تجربة صيف 2021 عندما بلغ الدور نصف النهائي. ◙ منتخب إنجلترا يعدّ أبرز المرشّحين ويجب عليه بداية التأهل من المجموعة الثالثة التي تضمّ صربيا والدنمارك وسلوفينيا قبل ثلاث سنوات تغلّب الدنماركيون على مأساة تعرّض نجمهم الأبرز لاعب الوسط كريستيان إريكسن لسكتة قلبية، وحوّلوا نكستهم إلى ملحمة رائعة، فتمكّنوا من التأهل إلى دور الأربعة، قبل أن يخسروا على ملعب ويمبلي أمام إنجلترا المضيفة. وبعد ثلاث سنوات، وعقب معاناته خلال التصفيات في صورة تجلت بشكل واضح في الهزيمة اللافتة أمام كازاخستان 2-3، عاد الفريق ليظهر جاهزيته من أجل خوض التحدّي في مشاركته القارية العاشرة. لكنّ أندرياس كراول، الخبير في التلفزيون الرسمي "دي أر"، لا يُبدي تفاؤلا كبيرا في حديثه لوكالة فرانس برس، حيث يقول "التوقعات منخفضة للغاية بالنسبة إلى الفريق". وتابع "خلال التصفيات لم تكن هناك مباراة واحدة قلنا فيها "رائع!"، لذلك لا يتطلع المشجعون بفارغ الصبر إلى رؤية ماذا سيقدّم هذا اللاعب أو ذاك". ومع ذلك يبقون المدماك الذي يعوّل عليه المدرّب كاسبر هيولماند الذي يتولى الإشراف على الفريق منذ العام 2020، حسب كراول دائما. وأكدّ زميله في قناة "تي في 2" فليمنغ توفت على كلام كراول من ناحية الخيار العملي في الاعتماد على هؤلاء اللاعبين. ويشير على قناته إلى أنه “عندما تقترب من المرحلة النهائية، فمن مصلحتك أن تكون آمنا. وهذا أيضا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به. لا ينبغي أن تكون هناك عدة تجارب”. ومن الركائز الأخرى في تشكيلة “الديناميت” يعوّل الدنماركيون على المدافع الصلب سيمون كاير، لاعب ميلان الإيطالي والعائد حديثا من الإصابة. في المقابل يُراهن المنتخب السلوفيني، الذي يستعدّ للمشاركة في كأس أوروبا في ألمانيا بعد غياب عن نهائيات البطولة القارية دام 24 عاما، على روح الفريق من أجل خلق المفاجأة أو حتّى تشكيل خطورة على منافسيه على غرار الصورة التي ظهر بها في مارس الماضي عندما أسقط البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو. دفاع مهزوز ◙ أزمة دفاع ◙ أزمة دفاع وتشارك الدولة الصغيرة، التي حصلت على استقلالها في عام 1991 وتحتل المركز 57 في التصنيف العالمي، للمرة الثانية فقط في نهائيات البطولة القارية. وقال مدرّبها ماتياج كيك (62 عاما) “أنا سعيد جدا لأننا تمكنّا من التأهل وأعدنا كرة القدم (السلوفينية) إلى الخارطة الرياضية”. سلوفينيا، الدولة ذات السجل الأولمبي المجيد والتي تفتخر ببطل الدراجات الهوائية تادي بوغاتشار ونجم دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (أن بي إيه) لوكا دونتشيتش، لا تُعدّ من الدول التي تملك سجلا حافلا بالإنجازات على صعيد كرة القدم. يشارك المنتخب الصربي في منافسات كأس أوروبا 2024 لكرة القدم بظروف متفاوتة، فرغم امتلاكه إمكانات جيّدة من بينها المهاجم النجم دوشان فلاهوفيتش، إلا أنّ ظروف الفريق قبل انطلاق البطولة القارية غير مستقرّة تحت قيادة المدرّب دراغان ستويكوفيتش. وفي حين كان ستويكوفيتش لاعبا كبيرا، إلا أنّ محطّته على دكة بدلاء المنتخب الصربي لم تكن مشجّعة، إذ خرج الفريق من الدور الأوّل لكأس العالم 2022، وحلّ ثانيا في مجموعة سهلة جدا ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس أوروبا خلف المجر المتواضعة. كذلك، واجهت صربيا هشاشة دفاعية جلية خلال مونديال قطر، إذ استقبلت شباكها ثمانية أهداف في ثلاث مباريات، ولم تتمكن المجموعة الحالية من التخلّص من هذا العبء، حيث استقبلت شباكها أهدافا حتى بمواجهة منتخبات مثل ليتوانيا وبلغاريا ومونتينيغرو.

مشاركة :