على الرغم من أنه ليس من بين المرشحين الأبرز في كأس أوروبا لكرة القدم المقرّرة في ألمانيا، إلا أن "البرتقالي" قد يكون "الحصان الأسود" في البطولة، مع دفاع يتمتع بالخبرة وخط وسط مليئ بالمواهب في صفوف أفضل الأندية الأوروبية. لكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة الى كومان هو تعافي دي يونغ الذي عانى من إصابات في الكاحل هذا الموسم في برشلونة. يأمل في أن يكون جاهزاً للمشاركة في المباراة الافتتاحية لفريقه في المجموعة الرابعة ضد بولندا في 16 حزيران/يونيو في هامبورغ. وضمّ كومان اللاعب البالغ 27 عاماً إلى تشكيلته رغم عدم تعافيه من إصابته الثالثة في الكاحل هذا الموسم، مشيراً الى أنه مستعد للقيام بهذا الاستثناء نظراً لأهمية تواجد دي يونغ في خططه "لدينا مسار في الأذهان، لكن الأمر سيعتمد على كيفية صمود الكاحل وما إذا سيكون في كامل جاهزيته في الوقت المناسب" مشيراً إلى أنه "لا توجد مهلة نهائية لذلك". يريد كومان أن يكون نجم خط الوسط جاهزاً منذ البداية لأن منتخبه يلعب في مجموعة صعبة، حيث سيواجه فرنسا القوية والنمسا المرشحة لأن تكون بدورها حصاناً قوياً في البطولة، بعد المباراة الافتتاحية مع بولندا. وسيلعب الى جانب دي يونغ، يردي شاوتن، الذي تألق بشكل لافت خلال الموسم الفائت في صفوف أيندهوفن في الدوري المحلي وخلال مشوار فريقه الذي بلغ الادوار الاقصائية في دوري أبطال أوروبا. دفاع خبير يستطيع كومان الاعتماد على خط دفاع قوي بقيادة الخبيرين فيرجيل فان دايك ونايثن أكيه من ليفربول ومانشستر سيتي الانكليزيين توالياً، ويكمل هذا الخط أيضاً المخضرم دالي بليند من جيرونا أحد مفاجآت الدوري الاسباني، وماتيس دي ليخت من بايرن ميونيخ الالماني. ونظراً للمنافسة في هذا الخط، لم يستدع كومان ظهير أيسر بوروسيا دورتموند الألماني ايان ماتسن على الرغم من تألقه ومساهمته في بلوغ فريقه نهائي دوري أبطال أوروبا. وفي الهجوم، من المتوقع أن يشرك كومان مهاجم مانشستر يونايتد السابق فاوت فيخهورست كرأس حربة صريح، وكودي خاكبو من ليفربول كمهاجم ثان. ومن المفترض أن يخوض دونيل مالين جناح بوروسيا دورتموند غمار البطولة بثقة عالية وقد يلعب الجناح الاخر ستيفن بيرخفين دوراً أيضاً على الرغم من معاناته من موسم سيئ مع أياكس. -"مثل الشبح"- تأهل "البرتقالي" بحلوله في المركز الثاني في مجموعته خلف فرنسا، ويأمل كومان في تعويض هزيمتيه في التصفيات أمام الاخير (4-0 و2-1) عندما يلتقيان يوم 21 حزيران/يونيو في لايبزيغ. واستعدت هولندا للبطولة القارية بفوزها على اسكتلندا 4-0 في آذار/مارس الماضي، لكن الخسارة الودية 1-2 أمام ألمانيا بعدها بأربعة أيام أثارت تساؤلات حول قدرتها على المنافسة مع أفضل منتخبات القارة. في آخر مبارياتها الإعدادية الخميس، تغلّبت بسهولة على كندا 4-0. الأمر الأكيد هو أن الفريق سيحظى بتشجيع جيش من المشجعين الذين سيرتدون الملابس البرتقالية كعادتهم على أمل محو الذكريات المؤلمة عن آخر مباراة للفريق في بطولة كبرى، وتحديداً مباراة الدور ربع النهائي في كأس العالم 2022 مع الأرجنتين. خرج الفريق بركلات الترجيح في لقاء أصبح يعرف باسم معركة لوسيل، بعد أن اشهر الحكم 16 بطاقة صفراء، كما تلقى الظهير الهولندي دنزل دامفريس البطاقة الحمراء أيضاً لحصوله على الإنذار الثاني. وانتزع المنتخب البرتقالي هدف التعادل 2-2 في الدقيقة الأخيرة لكنه خسر بركلات الترجيح، وشابت نهاية المباراة مناوشات عنيفة وتحديداً بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والمدرب الهولندي لويس فان خال. ولم يكن التاريخ الحديث جيّداً مع هولندا في البطولة القارية، فقد تعرّضت لخسارة مفاجئة أمام جمهورية التشيك في ثمن النهائي في نسخة صيف عام 2021 وكانت فشلت في التأهل لنسخة عام 2016 وخرج من دور المجموعات عام 2012. لعب كومان دوراً رئيساً كلاعب في ذروة المجد القاري لمنتخب بلاده، عندما تغلّب على الاتحاد السوفياتي 2-0 في نهائي عام 1988 برفقة فان باستن وريكارد وخوليت. وجّه خوليت انتقادات لاذعة لدي يونغ حيث قال لشبكة "زيغو سبورت" الهولندية "إذا نظرت إلى فرنكي دي يونغ خلال كأس العالم الأخيرة، تجد انه كان مثل الشبح!"، وأردف "عليه أن يأخذ الأمور على عاتقه".
مشاركة :