ويُعتبر منتخب "الديوك" من أبرز المنافسين على لقب البطولة التي تستضيفها ألمانيا من 14 حزيران/يونيو إلى 14 تموز/يوليو، ولكن هناك تساؤلات مشروعة حول الوضع الحالي لوصيف كأس العالم 2022. بعد الخسارة أمام ألمانيا 0-2 في آذار/مارس الماضي ثمّ الفوز على تشيلي 3-2 مع بعض الحظ في مباراتين وديتين، بدا أن الفريق الذي يقوده المدرّب ديدييه ديشان ليس فريقاً يجب بالضرورة أن يُخشى منه. وقد تُشكّل الفترة الأخيرة التي عاشها النجم كيليان مبابي مع ناديه باريس سان جرمان بتغييبه عن عددٍ من المباريات الأخيرة بعد رفضه تجديد عقده، وانتقاله إلى ريال مدريد الإسباني، قلقاً نوعاً ما، إذ كان واضحاً أن هذه الفترة شتّتت ذهن المهاجم الهدّاف. لكن ديشان الذي يواجه فريقه كندا ودياً الأحد لا يتّفق مع هذه الآراء "لا تعتقدون أنه في حالةٍ جيّدة؟ لقد سجّل 44 هدفاً في الموسم". ثمّة أسئلة تحتاج إلى إجاباتٍ أيضاً حول شكل خط دفاع المنتخب ولياقة اللاعبين البدنية، ولا سيّما قلب الدفاع دايو أوباميكانو، في الوقت الذي يأمل فيه الفرنسيون أن يتعافى لاعب الوسط الأساسي أوريليان تشواميني من الإصابة في وقتٍ مناسب، بعدما غاب عن مواجهة فريقه ريال مدريد بمواجهة بوروسيا دورتموند الألماني في نهائي دوري أبطال أوروبا. من الصعب بطبيعة الحال تخيّل عدم بلوغ فرنسا ثمن النهائي بسبب نظام البطولة التي يُشارك فيها 24 منتخباً، إذ يتأهّل أول وثاني كل مجموعة بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث. ومن غير المحتمل أن يواجه "الديوك" مشكلاتٍ كثيرة في البداية حتّى مراحل لاحقة، وهم حريصون على تعويض ما حدث في آخر بطولتين ضمن كأس أوروبا تحت قيادة ديشان، حيث خسروا نهائي 2016 أمام البرتغال على أرضهم وخرجوا بركلات الترجيح أمام سويسرا في ثمن النهائي صيف عام 2021. وسيكون المنتخب الهولندي ثاني أقوى المنتخبات في المجموعة، لكن الخسارة أمام فرنسا ذهاباً وإياباً في التصفيات تُشير إلى وجود فجوةٍ بينهما. كان الهولنديون قريبين من بلوغ ربع نهائي المونديال الأخير بقيادة لويس فان خال، قبل أن يعود رونالد كومان مجدداً إلى القيادة. سيظلّ البرتقالي مرتبطاً بالمنتخب الأيقوني الذي فاز بكأس أوروبا عام 1988 بقيادة رود خوليت، ماركو فان باستن وفرانك ريكارد، لكنهم لم يفوزوا بأي مباراة في الأدوار الإقصائية من البطولة منذ 2004. يضمّ المنتخب الفائز ودياً على كندا بسهولة 4-0 الخميس، العديد من النجوم، أمثال فيرجيل فان دايك (ليفربول الإنكليزي)، فرنكي دي يونغ (برشلونة الإسباني)، جيريمي فريمبونغ (باير ليفركوزن الألماني) والشاب تشافي سيمونز لاعب لايبزيغ الألماني البالغ 21 عاماً. ويأمل كومان أن يتعافى دي يونغ من إصابة في كاحله قبل المواجهة الأولى مع بولندا في هامبورغ في 16 حزيران/يونيو. ليفاندوفسكي يقود بولندا تأهلت بولندا عبر الملحق بعد تخطّي ويلز بركلات الترجيح، وهي التي خسرت أمام مولدوفا وألبانيا في المجموعة التي تصدّرتها الأخيرة وحلّت جمهورية التشيك الوصيفة فيها. وأنقذ المدرب ميخال بروبييرش المنتخب حين استلم القيادة قادماً من منتخب تحت 21 عاماً خلفاً للمُقال البرتغالي فرناندو سانتوش. ويعوّل المنتخب البولندي كثيراً على قائده وهدّافه روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة الذي من المتوقّع أن يخوض بطولته الأخيرة بعدما بلغ 35 عاماً. لكن الفريق الذي تغلّب ودياً على أوكرانيا 3-1 الجمعة ويلاقي تركيا الإثنين في آخر مبارياته الإعدادية قبل النهائيات، يضمّ نجوماً آخرين، مثل الحارس فويتشيخ شتشيزني (يوفنتوس الإيطالي) ولاعب الوسط بيوتر جيلينسكي (نابولي الإيطالي). على النقيض، تدخل النمسا البطولة في حالةٍ جيّدة، حتّى لو أن نجمها دافيد ألابا قلب دفاع ريال مدريد لم يتعافَ من تمزّق في الرباط الصليبي وغاب عن القائمة المستدعاة. تأهلت النمسا بقيادة رالف رانغنيك من التصفيات بعد احتلالها المركز الثاني في مجموعة سادسة تصدّرتها بلجيكا، كما حققت بعض الانتصارات الودية اللافتة (ألمانيا 2-0 وتركيا 6-1). أدّى هذا النجاح إلى محاولة بايرن ميونيخ الألماني التعاقد مع رانغنيك، لكنه فضّل الاستمرار بمهمّته، فيما تعاقد النادي البافاري مع البلجيكي فنسان كومباني لاحقاً. قال رانغنيك "تركيزنا الكامل ينصبّ على كأس أوروبا. سنبذل قصارى جهدنا للوصول إلى أبعد دور ممكن". وتستهل النمسا التي تلعب مع سويسرا ودياً السبت وتضم قائمتها الكثير من اللاعبين الذين يلعبون في الدوري الألماني، مشوارها بمواجهة فرنسا في 17 حزيران/يونيو في دوسلدورف.
مشاركة :