تحضيرات مكثفة سبقت جولة محادثات السلام اليمنية في الكويت التي لم يكتب لها أن تبدأ، الاثنين، كما كان متوقعا، إذ حضر الجميع وغاب أو تأخر جانب المتمردين الإنقلابيين الحوثيين كما اعتاد من قبل فالتحضيرات هيأت الأجواء أكثر من أي وقت مضى للأطراف اليمنية لبحث إنهاء النزاع، لكن الحوثيين - عملاء النظام الفارسي الفاشي الإيراني - اعتادوا على المراوغة والخداع سبيلاً من أجل تحقيق ما يصبو إليه أسيادهم الفرس . ومراوغة الإنقلابيين المتمردين الحوثيين ونقضهم لتعهداتهم والتزاماتهم لها تاريخ طويل، وليست المرة الأولى التي يتراجعون فيها عند فرص حقيقية وجادة لإنهاء الأزمة اليمنية بشكل سلمي فقد وضعت دول الخليج العربي كل السبل لإنجاح جولة الكويت، إلا أن الحوثيين لم يلتزموا بذلك . وكما عرقلَ المتمردون الإنقلابيون الحوثيون الشيعة مفاوضات السلام في سويسرا في العام ( 2015 م ) دون التوصل إلى تسوية ورفضوا صيغة تسوية قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد اعتماداً على مقترحات الحكومة لـبناء الثقة، عبر إطلاق سراح المعتقلين وفكِ الحصار عن تعز والسماح للإغاثات الإنسانية بالدخول إلى مناطق النزاع والوقف الشامل لإطلاق النار لإثبات حسن النيَّة واستمرَّ المتمردون الإنقلابيون الحوثيون بخرقهم للهدنة المعلنة في جميع الجبهات، ضاربين بتلك الالتزامات التي قطعوها للأمم المتحدة عرض الحائط، ومعرِّضين مباحثات السلام في سويسرا للخطر، وأكدت مصادر ميدانية يمنية مختلفة رصدها لأكثر من 50 خرقاً من جانب الانقلابيين في تعز ومأرب والجوف والضالع والبيضاء، منذ بدء سريانها ، كما عرقلوا ذلك فقد أفشلوا المفاوضات اليمنية التي كان مُقرراً أن تُعقدَ في الكويت بتخلفهم عن الحضور . في الكويت، برعاية الأمم المتحدة، مفاوضات سلام بين ممثلين عن الحوثيين وآخرين عن الحكومة اليمنية، بالتزامن مع استمرار هدنة هشة عرفت انتهاكات خلال الأيام الماضية.وقبل يومين فقط من استئناف المفاوضات، لم تبدأ بعد اللجان التي شكلت لتطبيق الهدنة عملها، في وقت أكدت مصادر عسكرية مقتل 35 جنديا من الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الأيام الثلاثة الماضية.وقالت المحللة في معهد الأزمات الدولية أبريل لونغلي ألاي لوكالة الصحافة الفرنسية إنها تتوقع "أوقاتا صعبة" في مفاوضات الكويت. وكان على الطرفين أن يتفاهما على سلسلة تسويات تتيح إعادة بناء الثقة وترسيخ وقف إطلاق النار وتشجيع عودة حكومة تضم الجميع إلى صنعاء وإطلاق العملية السياسية وكما قال وسيط الأمم المتحدة في النزاع الدائر في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في إفادة أمام مجلس الأمن الدولي : "لم نكن يوما قريبين إلى هذا الحد من السلام " مؤكِّدا أن "المفاوضات ستبدأ في الكويت بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ينهي النزاع ويتيح استئناف الحوار السياسي الجامع بما ينسجم وقرار مجلس الأمن الدولي ( 2216 ) ولكن خداع الحوثيين ومراوغتهم وتخلفهم عن حضور اجتماعات الكويت - بتحريضٍ من نظام ولاية السفيه الفارسي الفاشي - حال دون ذلك . وحذر ولد الشيخ أحمد من أن نجاح المفاوضات سيتطلب تسويات صعبة من كل الأطراف ورغبة في التوصل إلى اتفاق، وسيتطلب دعماً إقليمياً ودولياً ودعا الوسيط الدولي أطراف النزاع إلى المشاركة في المفاوضات بحسن نية والتحلي بالمرونة مضيفا أن "طريق السلام صعب ولكنه في متناول اليد والفشل ليس وارداً". وهكذا أفشل المتمردون الإنقلابيون الحوثيون الشيعة اجتماع الكويت حول موضوع اليمن قبل أن يبدأ ولا أعول عليه كثيراً لأن المتمردين الإنقلابيين الحوثيين مسلوبو الإرادة ولا رأي لهم إلا ما يُمليه نظام أصحاب العمائم (ولاية الفقيه) الفارسي الإيراني الإرهابي الذي عمل - بتعنته وتشدده وإصراره وعناده - على إفشال اجتماع الكويت بشأن اليمن وتحريض عملائه وأذياله المتمردين الانقلابيين الحوثيين وميليشيات شاويش اليمن المخلوع صالح على رفض كل مقترح يتقدم به وفد الحكومة اليمنية الشرعية . عبدالله الهدلق
مشاركة :