سلكت قوافل حجاج بيت الله منذ أن فرض الله الحج على المسلمين، دروبًا وسبلاً عدة، وجهتها لبيت الله العتيق، لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، فسارت بتعدد أجناسها من كل فج عميق. طريق الكوفة مكة يعد من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي وفي منطقة الحدود الشمالية يمر بمحاذاة محافظة رفحاء، أحد أهم الطرق "الدروب" الرئيسية السبعة التي ذكرتها المصادر التاريخية التي كانت تأتي من أنحاء الدولة الإسلامية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو طريق الكوفة / مكة، والذي يعد من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي، واشتهر باسم "درب زبيدة" التي أسهمت في عمارته فخلد ذكرها على مر العصور. وكان استخدامه في ذلك الوقت منتظماً وميسوراً بدرجة كبيرة وزودت محطات الرئيسية والفرعية بالمنافع والمرافق المتعددة من آبار وبرك وسدود، واستراحات ونُزل؛ كما أقيمت عليه علامات ومواقد توضح مساره ليهتدي بها المسافرون. وعلى امتداد الطريق البالغ طوله أكثر من 1.500 كيلو متر شهد الناس منافع لهم في تجارتهم ونقلت ثقافات ومعارف، وأثرت في النسق الاجتماعية للتجمعات الواقعة على هذا الدرب، فكان جسراً للتواصل. ويعد عدد من الأطلال التاريخية والمواقع المهمة على هذا الدرب في منطقة الحدود الشمالية، جزءاً مهماً من تاريخ الحج وذكريات تفوح منها عبق الماضي، ويحمل في طياته ملامح وعادات الحجاج القدامى. وأوضحت الدراسات الأثرية أن المنشآت المعمارية على طريق الكوفة - مكة تمثل نمطاً معمارياً فريداً للعمارة الإسلامية، بتميزها بدقة التصميم وجودة التنفيذ، من بين هذه الأطلال والمواقع في منطقة الحدود الشمالية، توجد محطة الظفيري، والقاع، والجميمة، والثليمة، وزبالا، وأم العصافير، والرضم، والشيحيات، والعشار.
مشاركة :