أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، أن فرنسا والولايات المتحدة تكثفان جهودهما لتجنب تفاقم الصراع في الشرق الأوسط، مع إعطاء الأولوية لتهدئة الوضع عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وأضاف ماكرون، في بيان مشترك مع نظيره الأميركي جو بايدن الذي يزور فرنسا، «إننا نضاعف من جهودنا لتجنب انفجار الوضع في المنطقة، ولا سيما في لبنان». وذكر ماكرون أن الجانبين يعملان على «تحسين» الوضع لخفض حدة التوتر وإنهاء الفراغ المؤسسي في لبنان. وبذلت فرنسا والولايات المتحدة محاولات في الأشهر الماضية لنزع فتيل الصراع من خلال تقديم باريس مقترحات مكتوبة لوقف تبادل إطلاق النار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وتسعى الولايات المتحدة أيضاً لحل هذه الأزمة، لكن دبلوماسيين أشاروا إلى وجود مشكلات في تنسيق الجهود. وقال ماكرون، إن البلدين وضعا آلية «تنسيق وثيقة» في المناقشات «مع إسرائيل من جهة ومع لبنان وجميع الأطراف المعنية من الجانب الآخر». ولم يشر بايدن إلى لبنان في بيانه المقتضب. في غضون ذلك، قُتل شخصان في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، أمس، حيث أدت ضربات في وقت سابق إلى اشتعال حرائق، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. وأوردت الوكالة الرسمية أن «مسيرة إسرائيلية نفذت عدواناً جوياً بصاروخين موجهين» استهدفا مقهى ضمن محلات تجارية في بلدة عيترون في جنوب لبنان. وقتل شخصان جراء الغارة، وعملت فرق الإسعاف على نقل جثمانيهما إلى مستشفى في بلدة بنت جبيل، كما تسببت بأضرار كبيرة في المحلات التجارية ومحطة وقود والمنازل المجاورة، بحسب الوكالة. كذلك، أفادت الوكالة في خبر منفصل بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارة عنيفة على بلدة الخيام». ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر في قطاع غزة، يحدث تبادل للقصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية بشكل شبه يومي، واشتد تبادل إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة مع تصعيد الهجمات وتنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات أعمق داخل الأراضي اللبنانية. وكانت حرائق واسعة في مناطق عدة في جنوب البلاد اندلعت، أمس، جراء قصف إسرائيلي وفق ما أفادت الوكالة الحكومية وأحد عناصر الإنقاذ. وقالت الوكالة الوطنية، أمس، إن «المدفعية الإسرائيلية قصفت بالقذائف الفوسفورية الحارقة أطراف بلدة علما الشعب، حيث خلف القصف حرائق بالأحراج التي امتدت إلى محيط بعض المنازل». وأضافت: «أتت النيران على مساحات واسعة من أشجار الزيتون». ويتهم لبنان إسرائيل باستخدام مادة الفوسفور الأبيض المثيرة للجدل في هجمات على جنوب البلاد، وتقول السلطات اللبنانية إنها تسبّبت بأضرار للبيئة والسكان. وتُستخدم ذخائر الفوسفور الأبيض وهي مادة قابلة للاشتعال عند احتكاكها بالأكسجين، بهدف تشكيل ستائر دخانية وإضاءة أرض المعركة. لكن هذه الذخيرة المتعددة الاستخدامات قد تستعمل كذلك كسلاح حارق قادر على أن يحدث حروقاً قاتلة لدى البشر، وفشلاً في الجهاز التنفسي والأعضاء، وأحياناً الموت. كما أفادت الوكالة الرسمية باندلاع «حريق كبير في تخوم موقعي الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل على أطراف بلدة ميس الجبل الشمالية الشرقية وبمحاذاة الخط الأزرق»، وهو خط الحدود الذي رسمته الأمم المتحدة في عام 2000 عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. وأضافت: «توجهت فرق الدفاع المدني اللبناني وآليات تابعة لليونيفيل للعمل على إخماد الحريق». وقالت الوكالة في معلومات منفصلة، إن عدداً من الألغام انفجرت «بسبب امتداد الحريق بشكل أوسع مقابل مستعمرة المنارة عند أطراف بلدة ميس الجبل». وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس، إن الحرائق اندلعت بالقرب من مواقع الجيش من دون أن تصل إليها بشكل مباشر وبدون وقوع إصابات. وخلال ثمانية أشهر، أسفر التصعيد عن مقتل 458 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية لبنانية. وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.
مشاركة :