هيئة فنون العمارة والتصميم - ناهد الأغا

  • 6/9/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

العمارة.. هذه المفردة التي تحمل بين حروفها الكثير من الرقي.. إنما هي واحدة من الفنون الهندسية المهمة جداً والتي ألفها الإنسان منذ زمن موغل بالقدم لحاجته الماسة إلى مأوى يضمه.. والعمارة كفن من الفنون تلك التي تكون وظيفتها الأساس إنجاز مجموعة من التصميمات الهندسية التي ترتكز بأولويتها على وضع الخطوط الأولى لرسم هيكل التخطيط للبناء «المخطط» بدءاً منه ومن ثم تخطيط رقعة أوسع فمدينة ما.. وانتهاءً بالمعالم الحضارية ككل.. وجرت العادة أن يقع على عاتق العمارة كفن حمل بصمة الهوية ومرآتها التي تعكس طبيعة الثقافة العامة؛ والتراث الحضاري السائد في بلد ما.. كما أنها تكون شاهدة على زمن أو حقبة زمنية من خلال الطرز المعمارية أو المنحوتات الفنية أو حتى الرموز التي تدل على تلك الحقبة الزمنية.. ومن مفهوم العمارة نأتي على أهمية قطاع العمارة والتصميم الذي يتفرع منه عدة تخصصات؛ وهي التصميم الداخلي والتصميم الحضري والتخطيط وعمارة البيئة والتصميم الصناعي والتصميم الجرافيكي وكلها تعبر عن فنون إبداعية تكون مرآة للتراث الثقافي؛ وهي جزء لا يتجزأ من ثقافة المملكة.. لذا كان اهتمام المملكة كبيراً ومحاطاً بكثير من الرعاية بهذا المجال؛ ولكي يكون المشهد المعماري والتصميمي يتماهى وثقافة المملكة المتنوعة والغنية ويتواكب والممارسات العالمية والمتغيرات الحضارية.. من هذا الهدف الطموح أطلقت وزارة الثقافة مشروع هيئة فنون العمارة والتصميم والتي تسعى لتمكين التميز في هذا المجال ليعكس التطلعات المرجوة ويعزّز المواهب والملكات الوطنية لبلوغ الارتقاء بحياة مثرية وذات جودة عالية تجعل المملكة في مقدمة الدول الحضارية ذات التطور الإبداعي العالمي.. وتعتبر هيئة فنون العمارة والتصميم الجهة المسؤولة عن كافة الفعاليات التي تخص فنون العمارة والتصميم؛ والنهوض بها لغاية الحفاظ عليها والسعي الحثيث في تطويرها في المملكة العربية السعودية؛ وكما أسلفنا فهي تضم: التصميم المعماري الداخلي للأبنية؛ التصميم الحضري والمدني وما يرتبط بالمساحات الخضراء أي الحدائق والمناظر الطبيعية والتشجير؛ وما يصب في هذا المجال من أعمال وخدمات.. تأسست هيئة فنون العمارة والتصميم عام 2020م وهي واحدة من الهيئات الثقافية الـ 11 الصادرة عن مجلس الوزراء الذي بدوره أقر إنشاءها في ذات الوقت؛ وهي تابعة لوزارة الثقافة التي تدعم كل ما من شأنه تعزيز دور المملكة لتكون السباقة في كافة المجالات الحضارية في زمن التقنية والتطور المتسارعين؛ وتحت عباءة الرؤية الطموحة 2030 وما ستحققه في جعل المملكة على أعتاب مصاف الدول الحضارية المتقدمة. وكبقية الهيئات فإن هيئة فنون العمارة والتصميم لها استقلالية مالية وإدارية وميزانية سنوية ضمن ميزانية وزارة الثقافة؛ ولها ارتباط مباشر بوزير الثقافة؛ كما يمتلك موظفوها أحقية نظام العمل والتأمينات الاجتماعية؛ وأبرز أهداف الهيئة: تعزيز دور الممارسين وإقامة البرامج المهنية والكورسات التدريبية لتمكينهم؛ ولعل الهدف الأقوى هو تطوير النظام المتعلق بفنون التصميم والفنون المعمارية والعمرانية؛ وقد صمم شعار الهيئة بأشكال إبداعية تتقاطع فيما بينها في إشارة إلى رقي فن العمارة ضمن مساحة تظهر ابتكار المصمم السعودي. تقوم هيئة فنون العمارة والتصميم بتقديم دورات تعليمية ومهنية وبرامج تدريبية ذات مستوى عال؛ وتتعاقد مع جهات لها وزنها وقوتها في منح شهادات الاختصاص مشمولة بمنح دراسية لجامعات معترف بها دولياً للمتفوقين والموهوبين؛ وتعمل باستمرار على توظيف الوسائل والتقنيات الذكية والحديثة مرافقة لمبادراتها وبرامجها حين الدراسة وعند التنفيذ؛ وعلى هذا الأساس جاء دعم إطلاق المنصة الإلكترونية الموحدة للابتعاث الثقافي الخارجي قوياً؛ ولعل من المسؤوليات المهمة والمنصوص عليها لهيئة فنون العمارة والتصميم تطوير الأنظمة العمرانية والمعمارية مما يتماهى والتسارع الحضاري العالمي؛ تشجيع أصحاب المهارات والموهوبين والشركات والمؤسسات على تقديم محتوى هادف والسعي باستمرار لتطويره؛ إنشاء قاعدة بيانات موحدة وشاملة لقطاع فنون العمارة والتصميم؛ إقامة المسابقات والفعاليات وترخيص الأنشطة والمداومة على إقامة المعارض والمؤتمرات المحلية والدولية. ولعل من أقوى المشاريع التي أطلقتها هيئة فنون العمارة والتصميم جائزة «ميثاق الملك سلمان العمراني» التي تهدف إلى بناء مجتمعات حضرية مستدامة؛ وهناك جوائز أخرى قيمة كجائزة «مرسم التصميم» وهي فرصة تمنح للمبدعين من الخريجين وذوي الاختصاص للعمارة والتصميم لتكون بيئة خصبة لهم عنوانها الإبداع.. وهناك على سبيل المثال لا الحصر حوارات هادفة تطلق من خلالها الأفكار الملهمة في مقهى العمارة والتصميم تستضيف نخب من المعماريين والمصممين لرفع مستوى المعرفة وتعزيز أفضل المنهجيات العمرانية لتطبيق ميثاق الملك سلمان العمراني وتبني قيمه للوصول إلى حياة ذات جودة مثرية.

مشاركة :