انتخابات البرلمان الأوروبي تعيد تشكيل التوازنات السياسية لصالح اليمين

  • 6/9/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بروكسل - يختتم الناخبون في 21 دولة بالاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، انتخابات البرلمان الأوروبي التي استمرت أربعة أيام اليوم الأحد، التي قد تعيد تشكيل التوازنات السياسية في البرلمان الأوروبي مع توقع صعود اليمين المتطرف وزيادة أعداد القوميين المتشككين في الاتحاد الأوروبي. وستحدد الانتخابات كيفية مواجهة الاتحاد الأوروبي، وهو تكتل يضم 450 مليون مواطن، للتحديات بما في ذلك روسيا المعادية والمنافسة الصناعية المتزايدة من الصين والولايات المتحدة وتغير المناخ والهجرة. وبدأت الانتخابات الخميس في هولندا وفي دول أخرى يومي الجمعة والسبت، لكن الجزء الأكبر من الأصوات في الاتحاد الأوروبي سيتم الإدلاء به الأحد، حيث تفتح فرنسا وألمانيا وبولندا وإسبانيا مراكز التصويت، بينما تجري إيطاليا يوما ثانيا من التصويت. وقال البرلمان الأوروبي إنه سيصدر استطلاعا للرأي على مستوى الاتحاد الأوروبي ثم أول نتيجة مؤقتة بعد الساعة 2300 بتوقيت وسط أوروبا عندما يتم الإدلاء بالتصويت النهائي للاتحاد الأوروبي في إيطاليا. وتتوقع استطلاعات والخضر الرأي أن يخسر الليبراليون المؤيدون لأوروبا مقاعدهم، مما يقلل أغلبية يمين الوسط ويسار الوسط ويعقد الجهود الرامية إلى إقرار قوانين جديدة للاتحاد الأوروبي أو زيادة التكامل الأوروبي. وتضرر العديد من الناخبين من أزمة تكلفة المعيشة، وتساورهم مخاوف بشأن الهجرة وتكلفة التحول الأخضر، ويشعرون بالانزعاج بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا. واستغلت الأحزاب المتشددة واليمينية المتطرفة هذا القلق وعرضت على الناخبين بديلا للتيار الرئيسي. ويبدو أن حزب الخضر الأوروبي سيكون من بين أكبر الخاسرين في الانتخابات. ويواجه الحزب رد فعل عنيفا من جانب الأسر والمزارعين وقطاع الزراعة الذي يعاني من ضغوط شديدة بسبب سياسات الاتحاد الأوروبي باهظة التكاليف التي تحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. والتوقعات بالنسبة لكتلة "تجديد أوروبا" الليبرالية قاتمة أيضا، نظرا للتوقعات بأن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان سيهزم حزب النهضة الوسطي بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون في فرنسا. وأحد المؤشرات الرئيسية لتشكيلة البرلمان الجديد سيخرج من إيطاليا، ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي يقوده ائتلاف بزعامة حزب رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، فراتيلي ديتاليا. وتشغل ايطاليا 76 من أصل 720 مقعدا في البرلمان الجديد. وقالت ميلوني بعد الإدلاء بصوتها في روما إن الانتخابات الاوروبية "ستحدد معالم السنوات الخمس المقبلة". وقال والتر اسبوسيتو (78 عاما) بعد الإدلاء بصوته لصالح حزب ميلوني احتجاجا على سياسات الاتحاد الاوروبي حول البيئة إن "اوروبا حاولت على الدوام سحق ايطاليا والشعب الايطالي". وعلى الجانب الآخر من المشهد السياسي تقول كارلوتا سيناردي وهي طالبة تبلغ 18 عاما انها لم تجد حزبا "يمثل افكاري بنسبة مئة بالمئة" لكنها صوتت للخضر باعتبارهم "الأكثر تقدمية تجاه الشباب". وإذا فاز حزب ميلوني وفق التوقعات، يمكن أن يكون لإيطاليا تأثير كبير على ولايتي البرلمان والمفوضية الأوروبية المقبلتين ومدتهما خمس سنوات. وتسعى رئيسة المفوضية الحالية أورسولا فون دير لايين للتقرب من ميلوني التي ستقرر مع قادة أوروبيين آخرين مسألة منحها ولاية ثانية أو اختيار رئيس آخر للمفوضية. وخلال حملة الانتخابات حاولت فون دير لايين وكذلك زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن الحصول على تاييد ميلوني. لكن دبلوماسيا أوروبيا حذر من المبالغة في تقدير نفوذها. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه "ميلوني سيكون لها تأثير على المصالح الإيطالية في المفوضية والبرلمان" مضيفا "سوف تمارس اللعبة. لكن هل هذا يجعلها صانعة ملوك؟ كلا". وأدرجت ميلوني اسمها على أوراق الاقتراع الأوروبية بصفتها أبرز مرشحي حزب فراتيلي ديتاليا، وإن كانت لا تعتزم أن تشغل مقعدا في البرلمان الأوروبي في حال اختيارها. فهي تسعى لتعزيز قبضة حزبها على المشهد السياسي المقسم في إيطاليا، ربما على حساب شريكها الأصغر في الائتلاف حزب الرابطة اليميني المتطرف. وكانت رئيسة الوزراء حاضرة بشدة في وسائل الإعلام المحلية قبيل الانتخابات، ولا سيما عبر تصوير نفسها حصناً ضد الهجرة غير الشرعية، القضية التي تجذب الكثير من الأصوات نحو اليمين المتطرف. وكان القلق العام من تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر المتوسط أحد المواضيع الأساسية التي أوصلت ميلوني الى السلطة في 2022. على مستوى الاتحاد الأوروبي، تعتبر الهجرة الموضوع الساخن الذي يدفع الى تأييد أحزاب اليمين المتطرف. ومن المتوقع أن تفوز بربع مقاعد البرلمان، على الرغم من أن التيار الوسطي لا يزال في المقدمة. في هذا السياق، تظاهر عشرات آلاف الاشخاص في مدن عبر أنحاء ألمانيا السبت ودعوا الى التصويت ضد اليمين المتطرف حيث اظهرت استطلاعات الرأي ان حزب البديل من أجل المانيا سينال حوالى 15 بالمئة من الاصوات. ويرى محللون ان السؤال الأبرز هو ما اذا كان حزب فون دير لايين، اكبر كتلة برلمانية، سيتحالف مع اليمين المتطرف. وأبدت فون دير لايين استعدادها للموافقة على التعاون بين حزب الشعب الأوروبي الذي تتزعمه، ومشرعين من اليمين المتطرف في البرلمان، طالما كانوا مؤيدين للاتحاد الأوروبي وليسوا "دمى" بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واستبعدت صراحة التحالف مع حزب "التجمع الوطني الفرنسي" بزعامة مارين لوبن، وحزب "البديل من أجل ألمانيا" لتلك الأسباب. وعلى نقيض حزب ميلوني يشعر الحزبان بالقلق إزاء الدعم العسكري والمالي الأوروبي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي. ويعارض "البديل من أجل ألمانيا" صراحة إمداد كييف بالأسلحة. في المجر حيث تظاهر عشرات آلاف الأشخاص السبت دعما لزعيم المعارضة بيتر ماغيار- يعارض حزب فيدس الشعبوي الحاكم تقديم المزيد من المساعدات لكييف. في سلوفاكيا ارتفعت نسبة التأييد للحزب اليساري الشعبوي "سمير" الحاكم عقب محاولة اغتيال زعيمه روبرت فيكو الذي قال إن مهاجمه "كان مجرد رسول للشر والكراهية السياسية التي زرعتها المعارضة". وقالت السلطات إن الهجوم الذي نفذه شاعر يبلغ 41 عاما، كانت دوافعه سياسية. ويعارض حزب فيكو إمداد أوكرانيا بالأسلحة الأوروبية ويهاجم "دعاة الحرب" في بروكسل. وفي منشور على فيسبوك نشر فيكو صورة له وهو يدلي بصوته من سريره في المستشفى. وحض الناخبين على "انتخاب اعضاء في البرلمان الأوروبي يؤيدون جهود السلام وليس استمرار الحرب".

مشاركة :