أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الأحد، إن فرحة الإسرائيليين بتحرير 4 من المحتجزين في قطاع غزة ليست سوى فرحة عابرة. ونشرت الصحيفة الأميركية تقريرا حول «الواقع» لذي تواجهه إسرائيل بعدما «ذهبت السكرة وبقيت الفكرة»، وجاء في التقرير: «لعدة أشهر، لم يسمع الإسرائيليون إلا عن مقتل المحتجزين في غزة. وكانت العائلات (المحظوظة) هي تلك التي استعاد الجنود رفات أحبائها، تحت خطر كبير، وأعادوها إلى إسرائيل لدفنها». واستدرك: «ولكن بحلول يوم الأحد، كانت النشوة قد أفسحت المجال بالفعل لواقع قاس. وفشلت العملية في حل أي من المعضلات والتحديات العميقة التي تزعج الحكومة الإسرائيلية». وبحسب نيويورك تايمز، فإن إسرائيل «لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها المعلنة المتمثلة في تفكيك قدرات حماس العسكرية وسطيرتها على الحكم. ويخشى الإسرائيليون أن الوقت ينفد بالنسبة للعديد من المحتجزين في غزة. وقد أعلنت السلطات الإسرائيلية بالفعل وفاة حوالي ثلث الأشخاص الـ 120 المتبقين». وأضاف التقرير: «وفي الوقت نفسه، تتصارع القيادة الإسرائيلية مع التصعيد عبر الحدود الشمالية مع لبنان وتكافح العزلة الدولية المتزايدة والازدراء بشأن الحرب في غزة، بما في ذلك مزاعم الإبادة الجماعية التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية في لاهاي». وكتب ناحوم بارنيا، وهو كاتب عمود سياسي إسرائيلي بارز، في صحيفة يديعوت أحرونوت الشعبية الصادرة يوم الأحد، أن مهمة الإنقاذ «لا تحل أيًا من المشاكل التي تواجهها إسرائيل منذ 7 أكتوبر». «إنه لا يحل المشكلة في الشمال؛ ولا يحل المشكلة في غزة؛ ولا يحل سلسلة المشاكل الأخرى التي تهدد إسرائيل على الساحة الدولية». وتتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق مع حماس لإطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين. لكن مصير الاقتراح الإسرائيلي لهدنة وتبادل المحتجزين والأسرى، كما أوضحه الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أكثر من أسبوع، لا يزال غير مؤكد، حيث لم يتوصل الجانبان بعد إلى تفاهمات عبر وسطاء من شأنها أن تسمح باستئناف المفاوضات. وقال التقرير: «يناقش الإسرائيليون الآن ما إذا كانت عملية إنقاذ المحتجزين ستساعد أو تعيق احتمالات التوصل إلى مثل هذه الصفقة – وهي صفقة، إذا تم تنفيذها، يمكن أن تهدد قبضة نتنياهو على السلطة، مع تعهد اليمينيين المتطرفين في ائتلافه الحاكم بالاستقالة». ومن المرجح أن يؤدي إنقاذ المحتجزين الأربعة إلى تعزيز حجج أولئك الذين يقولون إن الضغوط العسكرية الإسرائيلية على حماس واستمرار العمليات البرية في غزة ضرورية لإعادة بقية المحتجزين إلى ديارهم، وفقا لنيويورك تايمز لكن بالنسبة للعديد من الإسرائيليين وأقارب العشرات من المحتجزين المتبقين، فإن عودة أربعة فقط تبلور الحقيقة الواضحة المتمثلة في أن مثل هذه العمليات العسكرية المعقدة ربما لا يمكن أن تصل إلا إلى عدد قليل منهم وتنطوي على مخاطر وتكلفة كبيرة على الجيش الإسرائيلي أو على الجيش والسكان المدنيين في غزة. وأوضح كبير المتحدثين باسم الجيش دانيال هاغاري، ذلك في مؤتمر صحفي يوم السبت، قائلاً عن المحتجزين المتبقين: «نعلم أننا لا نستطيع القيام بعمليات لإنقاذهم جميعًا». ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :