رصد مرصد الشارقة التابع لمركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، كوكب عطارد الذي وصل إلى استطالته العظمى الشرقية السبت الماضي. وجرت عملية الرصد أمام القبة الفلكية بالمركز، بحضور جمع غفير من محبي الفلك الذين تابعوا الحدث بعد غياب الشمس بالعين المجردة. وبلغ لمعان الكوكب حينها 2.2-، في حين بلغ ارتفاعه نحو 16 درجة فوق الأفق الغربي. وفي بداية الرصد بدا الأفق الغربي ساطعاً بعض الشيء؛ نتيجة وهج الشمس الغائبة، لكن مع الانتقال إلى ظلمة الليل، استطاع الجمهور المتواجد في باحة القبة رؤية الكوكب بالفعل. وأمام شرح وافٍ وتوجيه من مروان شويكي، مدير القبة، والمشرفين بالمركز: أحمد صلاح الدين، ومحمد هاني عطوي، ومحمد ريحان، كان الجمهور يتابع بشغف عملية الرصد، من خلال تلسكوب مبرمج، ومنظار ثنائي العينية، مما مكّنه من رؤية أفضل للكوكب. بعد ذلك انتقل الجمهور إلى داخل القبة؛ لمتابعة محاضرة عن استطالة الكوكب، ألقاها محمد ريحان. وكان الراصد محمد طلافحة، مساعد مدير القبة والمسؤول عن المرصد، يتابع رصده للكوكب بالتلسكوب التابع للمركز،مما أتاح للحضور مشاهدة الحدث بشكل مباشر. والاستطالة تعني وجود الكوكب في أعلى نقطة يصلها عن الأفق، سواء الشرقي أم الغربي، أي عند شروق أو غروب الشمس. وهذه الحالة مهمة لرصد الكوكبين السيّارين الداخليين، وهما عطارد والزهرة، اللذان لا يمكن مشاهدتهما إلا فجراً قبل شروق الشمس بنحو ساعتين. ويسمى المصطلح في هذه الحالة استطالة غربية، أي يشاهد الكوكب عند الصباح، في حين أن الاستطالة الشرقية تعني مشاهدته عند الغروب. وخلال هذا الشهر يمكن متابعة رصد عطارد بعد غروب الشمس، إذ يبقى فوق الأفق لنحو 60 إلى 75 دقيقة. ويجب لضمان رؤيته أن تكون السماء صافية والأفق الغربي مكشوفاً بالكامل.