(كونا) - انطلق الاحد الاجتماع الوزاري المشترك السادس للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون وتركيا في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا. وأعرب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن في كلمة له عن تطلعه خلال هذا الاجتماع إلى توحيد الرؤى وتبادل وجهات النظر والتنسيق المكثف بين دول المجلس وتركيا لتحقيق الأمن والسلام شغل السلام والجهود المشتركة في كافة المجالات بين الجانبين. وأكد الحرص المشترك للتعاون والرغبة الصادقة في تعزيز التباحث بين الجانبين مشيرا الى أن ذلك أثمر بارتقاء ملموس في مستوى العلاقات إلى آفاق أرحب وأوسع على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية. وأشار الى ان خطة العمل المشتركة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتركيا اثبتت جدواها الأمر الذي دفع جهود الجانبين من الأمانة العامة والجانب التركي للتنسيق لمواصلة عقد اجتماع اللجان وفرق العمل الفنية المشتركة والعمل على تمديد خطة العمل المشترك إلى الفترة (2024 - 2029) . وثمن الشيخ محمد بن عبدالرحمن الجهود الإنسانية والتنموية التي تبذلها تركيا في قطاع غزة وعلى المستويين الإقليمي والدولي لترسيخ الأمن والاستقرار العالميين مؤكدا على أهمية استمرار التنسيق والتعاون التنموي المشترك بين دولة قطر وتركيا والذي تجلى مؤخرا في المساعدات الإنسانية التي تم تقديمها للشعب الفلسطيني الشقيق. وذكر أن تركيا تعتبر من أهم الدول الداعمة لجهود الوساطة التي تعمل فيها دولة قطر بجانب مصر والولايات المتحدة للوصول إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة. وشدد على أهمية استمرار التباحث وتعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون وتركيا والمضي قدما لمزيد من التعاون نحو شراكة استراتيجية تشمل العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك. من جهته قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في كلمة له إن تركيا تولي اهتماما كبيرا للعلاقات مع دول مجلس التعاون مشيرا الى أنه كنتيجة للجهود المشتركة وصلت العلاقة إلى مرحلة متطورة وتستمر في التطور في مختلف مجالات. وأضاف الوزير فيدان أنه في عام 2023 ارتفعت نسبة التبادل التجاري بما يقارب 40 بالمئة مقارنة بالسنة التي سبقتها كما تعتبر تركيا وجهة سياحية مفضلة للسياح من دول مجلس التعاون. وذكر أن مشاركة الرئيس التركي في القمة ال44 للمجلس الأعلى لدول المجلس السنة الماضية في الدوحة هي محطة تاريخية في العلاقات المشتركة مشيرا الى انه وبعد أسابيع من هذه القمة اصدر الرئيس مرسوما منح فيه أعفاء من التأشيرات لمواطني البحرين وعمان والسعودية والإمارات وبالتالي اعفيت كل دول مجلس التعاون من التأشيرة الدخول في تركيا. كما ذكر أنه في شهر مارس الماضي استأنفت مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين دول المجلس وتركيا متطلعا أن يخرج هذا الاجتماع بقرارات مثمرة. وأشار الى أن آليات الحوكمة العالمية فشلت في مواجهة التحديات مشددا على أهمية التعاون الإقليمي لايجاد الحلول للمشاكل الإقليمية ومن أجل الأمن والسلام في المنطقة بدءا بحل عادل للقضية الفلسطينية. وأوضح الى ان الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم فضيعة في غزة وأنه يجب أن تتوقف تلك الجرائم منبها أيضا إلى ما يحصل في المسجد الأقصى والقدس والضفة الغربية. وثمن الوزير فيدان جهود قطر لتوصل الى وقف دائم لإطلاق النار ودور مصر في إدخال المساعدات الإنسانية والنجاح في زيادة عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين عملا بحل الدولتين داعيا إلى وقف لإطلاق النار بخطوات ملموسة من شأنها ان تزيد من الضغوطات على إسرائيل. ولفت الى أن تركيا أعلنت عن قرارها بالمشاركة في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي إضافة الى وقف التجارة مع إسرائيل معلنا الاستعداد للمساهمة في إعادة أعمار غزة. بدوره أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي في كلمة له على أهمية اجتماع الحوار الاستراتيجي السادس كونه يوفر فرص للتشاور بين الجانبين حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك والعمل معا لتعزيز أمن واستقرار المنطقة وتعميق جسور التعاون بين مجلس التعاون وتركيا والذي نتج عنه الموافقة على تمديد خطة العمل المشتركة بين الجانبين إلى العام 2029. وأشار إلى النتائج المهمة التي خرجت عن القمة الخليجية - التركية التي جمعت أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ديسمبر 2023 والتي ساهمت في تعزيز التنسيق السياسي والأمني والاقتصادي بين دول مجلس التعاون وتركيا. ونوه بأن الاجتماع الوزاري المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون وتركيا والذي عقد اليوم يأتي لأول مرة بعد توقيع البيان المشترك لبدء المفاوضات للتجارة الحرة بين دول المجلس التعاون وتركيا وهو ما يمثل دلالة على قوة الشراكة الاستراتيجية والعميقة بين دول مجلس التعاون وتركيا. وقال إن الاجتماع الوزاري المشترك بين وزراء خارجية دول المجلس وتركيا يأتي في ظل تطورات ومستجدات إقليمية ودولية سياسية وأمنية مثيرة للقلق مع ما تمر به المنطقة من أحداث متسارعة في ظل الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وأكد ضرورة وقف العمليات العسكرية التي تشنها آلة الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين في حرب ضد الإنسانية تجاوزت كل الحدود مشددا على الرفض القاطع للتهجير القسري للمدنيين واستمرار الاستهداف والقصف المباشر للمراكز التابعة للأمم المتحدة لتوزيع الغذاء وإيواء النازحين من النساء والأطفال المشردين من مناطق سكنهم.