بعد ساعات طويلة من سقوطه داخل بئر، انتصرت إرادة الحياة، وتمكن الدفاع المدني السوري، الأحد، من إنقاذ حياة الطفل، عسكر دياب، بأعجوبة وتقديم الإسعافات الأولية له وإيصاله إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج. وفي التفاصيل، حسب موقع "الحرة": "تَلَقّت فِرَق الدفاع المدني السوري بلاغًا في تمام الساعة 20:54 (بالتوقيت المحلي) من مساء يوم السبت 8 يونيو، عن حادثة سقوط طفل في السابعة من العمر، في بئر ارتوازي قيد التجهيز في قرية تل أعور جنوب غربي إدلب". ولدى وصول فِرَق الإنقاذ إلى المكان "تَبَين أن الطفل واقع في فتحة البئر على عمق قريب لا يتجاوز 5 أمتار وهو بحالة انحشار في الأنبوب المعدني (قميص البئر)، وعالق بكابلات توصيل لمضخة مياه موجودة في البئر". وشارك في العملية 50 متطوعًا من 10 فِرَق بحث وإنقاذ مع 10 آليات هندسية ثقيلة تساعد في عمليات الحفر، و3 فِرَق إسعاف مع آلياتهم، وفريق طبي من 5 متطوعين متخصصين في العناية وفريق أخصائي بالعمليات مكون من 5 أفراد. وبدأت الفِرَق عملية الإنقاذ في تمام الساعة 21:18، وقام فريق الإسعاف بتسريب الأوكسجين للطفل داخل البئر للحفاظ على حياته، وتم رصد علامات حيوية له والتواصل معه، ثم توجهت بشكل فوري آليات هندسية ثقيلة تابعة للدفاع المدني السوري لتبدأ بعمليات حفر مسرب يوصل إلى الطفل ليتم إنقاذه. وبدأت عمليات الحفر الجانبي والعمودي لإحداث فتحة تُمَكن الفِرَق من الوصول إلى الطفل في مكان سقوطه، تَبِعها عمليات حفر بطرق هندسية مع اتخاذ أقصى درجات الأمن والسلامة؛ لضمان عدم تعرض الطفل لأي أضرار أثناء عمليات الحفر والإنقاذ، مع استمرار التواصل معه وتثبيته وإمداده بالأوكسجين. وبعد نحو ساعة من العمل، استمر رصد الفِرَق لعلامات حيوية من داخل البئر تدل على بقاء الطفل على قيد الحياة، وحافظت الفِرَق على الحديث معه وطمأنته دون إجهاده مع استمرار عمليات تسريب الأوكسجين إلى داخل البئر للحفاظ على حياته. وفي الساعة 23:30 وصلت عمليات الحفر إلى مسافات قريبة من موقع انحشار الطفل "عسكر دياب"، لتصل إليه الفِرَق عبر فتحة جانبية أحدثتها في جدار البئر عند الساعة 00:18 ليل الأحد. وتمكنت الفِرَق في تمام الساعة 00:55 من إنقاذ الطفل وإخراجه من البئر وهو فاقد للوعي مع أعراض صحية متمثلة في نقص الأكسجة؛ بسبب بقائه لفترة طويلة داخل البئر وبوضعية انحشار وضغط على الصدر، إضافة لجروح ورضوض في الوجه والكتفين والساقين جراء السقوط، ونقلته بشكل فوري إلى مستشفى الرحمة في مدينة دركوش، وتم إجراء الإسعافات الأولية له؛ حيث يخضع للعلاج حاليًا. وتنتشر في مناطق إدلب وريفها مئات الآبار الجوفية التي تزايدت أعدادها مع اتساع ظاهرة حفر الآبار خلال السنوات الماضية لتأمين احتياج الأهالي من المياه نتيجة انقطاعها منذ خروج المناطق عن سيطرة قوات النظام؛ وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ويعيش في إدلب ملايين النازحين السوريين الذين هُجّروا من بيوتهم من مختلف المناطق السورية نتيجة العمليات العسكرية خلال الحرب المستمرة منذ عام 2011.
مشاركة :