مقالة خاصة: فلسطينيون يستذكرون "أهوال" أحداث النصيرات وسط دمار واسع بالمخيم

  • 6/10/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عاش الفلسطينيون في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة يوما داميا بعد الغارات الإسرائيلية المكثفة التي شهدها المخيم يوم أمس (السبت). وعلى جانبي شارع السوق المركزي في وسط المخيم الذي كان يوم أمس مسرحا لسلسلة الغارات الإسرائيلية تنتشر السيارات المحترقة، والمحال التجارية والبيوت المدمرة. وقتل 274 فلسطينيا وأصيب أكثر من 698 شخصا نتيجة الهجمات الإسرائيلية على المخيم، وفقا لأحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وتزامنا مع ذلك، أعلنت إسرائيل أن قواتها حررت أربع رهائن من منطقتين منفصلتين في المخيم المزدحم والمكتظ بعشرات الآلاف من السكان لاسيما النازحين. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر عنه أمس (السبت) إنه "تم تحرير أربعة مختطفين إسرائيليين، وجميعهم في حالة صحية جيدة". وبحسب البيان، فإن الرهائن الذين تم استعادتهم هم نوعا أرغماني (25) وألموع مئير (21) وأندري كوزلوف (27) وشلومي زيف (40) والذين كانت حركة حماس قد احتجزتهم من حفل النوفا في السابع من أكتوبر الماضي. وقال شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) في تصريحات منفصلة إن ما حدث في النصيرات كأنه "يوم القيامة" من شدة الهجمات الإسرائيلية المفاجئة ودون سابق تحذير. ويقول عثمان زكي (27 عاما) "كنت أتناول فنجان القهوة على شرفة منزلي الذي يطل على الشارع، كان كل شيء طبيعيا، المارة في الشارع، البائعون ينادون بصوت عال على بضاعتهم، الأطفال يلعبون تحت أشعة الشمس، لكن كل شيء تغير في لحظة وانقلب المكان رأسا على عقب". ويتابع زكي "بشكل مفاجئ بدأت الطائرات الإسرائيلية تقصف بطريقة عنيفة في كل مكان، لم يفهم أحد شيء، الجميع بدأ بالركض دون أن يعرف أين هو الاتجاه الآمن وكأنه أشبه بفيلم". ووصف زكي في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) ما حدث بأنه "من أهوال يوم القيامة". وفي أول تصريح بعد الحادث، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان أن ما حدث في النصيرات "جريمة وحشية وتصعيد لحرب الإبادة بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة". وقال البيان إن إعلان إسرائيل بعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء الحرب "تخليص عدد من أسراها باستخدام كافة الوسائل العسكرية والأمنية والتكنولوجية لن يغير من فشلها الاستراتيجي"، لافتا إلى أن الفصائل الفلسطينية ما زالت تحتفظ بالعدد الأكبر من الأسرى في حوزتها. وفي الصدد أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في مقطع فيديو مصور نشرته على منصة "تليغرام" اليوم أن 3 أسرى قتلوا خلال العملية أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية. ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي فوري على إعلان كتائب القسام، في وقت اعترفت الشرطة الإسرائيلية بمقتل أحد عناصرها من وحدة مكافحة الإرهاب في العملية. واحتجزت حركة حماس في الهجوم الذي شنته على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي أكثر من 250 رهينة ونقلتهم إلى غزة، فيما تقول إسرائيل أن 120 محتجز مازالوا لدى حماس. وأودى الهجوم بحياة 1200 شخص، وردت إسرائيل على الهجوم بشن حملة عسكرية واسعة النطاق على القطاع تحت مسمى "السيوف الحديدية" أسفرت عن مقتل أكثر من 37 ألف شخص ودمار كبير في البنية التحتية والمنازل. وقال أحمد شعبان (42 عاما) وهو يسير بين أنقاض المنازل التي دمرت جراء الغارات الإسرائيلية في مخيم النصيرات إن القتلى والجرحى كانوا ملقون على جنبات الطريق، ولم يكن أحد يستطيع إنقاذهم بسبب القصف العنيف والمستمر. وأضاف شعبان لـ ((شينخوا)) "عندما هدأ القصف الذي استمر لأكثر من نصف ساعة، بدأنا في الخروج، وصدمنا من هول ما شهدناه، الضحايا في كل مكان". ويتابع "بدأنا بحملهم ووضعهم على أي شيء كان يتحرك، مركبة، عربة يجرها حمار، دراجة، لأخذهم إلى المستشفى ومحاولة إنقاذ حياتهم". في المقابل، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية بأنها "بطولية". وقال خلال مقابلة المختطفين الذين تم استعادتهم وأفراد عائلاتهم في مستشفى شيبا، وفقا لبيان صادر عن مكتبه "أود أن أكرر وأوضح .. سنعيد جميع المخطوفين.. ونعمل الآن أيضا على عمليات استرجاع أخرى وعلى فرص أخرى". وتابع "صادقت على العملية بلا تردد رغم علمي بأنها معقدة وخطيرة جدا، لثقتي بالقوات الإسرائيلية". أما يحيى أيوب وهو نازح من مدينة بيت حانون شمال القطاع يقول إن القصف العنيف دفع العديد من النازحين والعشرات من سكان المخيم بإخلاء منازلهم والفرار. ويقول أيوب لـ ((شينخوا)) إن "الدمار هنا في كل مكان، منازل محروقة وأخرى مدمرة بشكل كامل، وضحايا قتلوا داخل منازلهم دون أن يفهموا ماذا يجري أو ما هو ذنبهم". ولم يصدق أيوب ونبرة الحزن في صوته كيف نجا من القصف العنيف، لافتا إلى أنه حمل طفلا صغيرا كان مصابا وغائبا عن الوعي وملقى في الشارع بين يديه وركض به مسافة طويلة حتى استطاع وضعه في سيارة ونقلته إلى المستشفى. ويقول والدموع في عينيه "لم أعرف حتى الآن ما هو وضع الطفل، لكن أتمنى أن يكون بخير ونجح الأطباء في إنقاذ حياته". أما عائشة الحاج أحمد التي حوصرت في منزلها مع عائلتها ولم تعرف ما الذي يحدث في الخارج فتقول إنها عاشت "أوقات مرعبة ونجت من الموت". وحاولت عائشة الحاج (38 عاما) كثيرا التواصل مع زوجها الذي كان في الخارج ولكن دون جدوى، فلم يكن أمامها سوى احتضان أطفالها وانتظار قدرهم، حسب ما أبلغت ((شينخوا)). وتتابع "ما شهدته بعد انتهاء القصف كان شيء مخيف لم أراه من قبل، المنازل مدمرة، شقق سكنية، أطفال ورجال ونساء ملقون في الشارع". وجاء الحادث في مخيم النصيرات وسط جمود في المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن كشف الأسبوع الماضي عن خطة قدمتها إسرائيل من ثلاث مراحل للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة. ألا أن حركة حماس لم ترد على الخطة، فيما من المتوقع أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة في جولة يزور فيها إسرائيل ومصر والأردن وقطر يوم غد (الاثنين) في زيارة هي الثامنة له للشرق الأوسط منذ بدء النزاع بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر.

مشاركة :