ويُعدّ كفاراتسخيليا الاسم الأكبر في فريق المدرب الفرنسي ويلي سانيول الذي يحتل المركز الخامس والسبعين في التصنيف العالمي، ويواجه بلا أدنى شك مهمّة صعبة في المجموعة السادسة أمام البرتغال، تركيا وتشيكيا. لم يسبق لجورجيا أن شاركت في كأس أوروبا أو كأس العالم على الإطلاق منذ أن حصلت الدولة المطلّة على البحر الأسود والتي يبلغ عدد سكانها 3.7 مليون نسمة فقط، على استقلالها عن الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وأشعل الفوز على اليونان في الملحق المؤهل في آذار/مارس احتفالات صاخبة في جورجيا، حيث اقتحم المشجعون ملعب بوريس بايتشادزه في تبيليسي بعد أن سجل نيكا كفيكفيسكيري الركلة الحاسمة في الفوز بركلات الترجيح 4-2. لكن كفاراتسخيليا يدخل البطولة القارية المرموقة بُعَيد موسم كارثي في نابولي الذي فشل في الدفاع عن لقبه بطلاً للدوري الإيطالي وأنهى الموسم في منتصف الترتيب وسط فوضى عارمة. وكسب اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا جماهيرية واسعة في نادي جنوب إيطاليا، بعد ظهوره على ساحة "سيري أ" منذ نحو عامين، فأصبح معشوق جماهير النادي سيما بعد أن قاد نابولي إلى الـ"سكوديتو" للمرّة الأولى منذ عام 1990. بيد أنّ اللاعب واجه ظروفاً صعبة في الموسم الأخير، بعد أن تراجعت هالته التي سمحت لفريقه بإحراز اللقب للمرة الثالثة في تاريخه. وعانى كفاراتسخيليا من ظهوره بمستويات باهتة على الجهة اليسرى، فيما مرّ على نابولي ثلاثة مدربين في موسم واحد فقط قبل أن ينهي الموسم عاشرًا، ليغيب عن المسابقات الأوروبية لأوّل مرة منذ 14 عامًا. - "كرة القدم هي حياتي"- وفي موسم يُعدّ من الأسوأ في تاريخ "بارتينوبي"، استطاع اللاعب الجورجي أن ينهيه بـ11 هدفاً مع 8 تمريرات حاسمة، ولم يترك لهذه المعاناة فرصة للتأثير على حماسته الشخصية للعبة. خاض المباراة الاستعدادية الأخيرة في الفوز على مونتينيغرو 3-1 الأحد. قال كفاراتسخيليا في مقابلة مع موقع الدوري الإيطالي في نيسان/أبريل "كرة القدم بالنسبة لي مثل حياتي. من السهل قول ذلك، لكن كرة القدم هي حياتي". تابع "خطواتي الأولى في كرة القدم كانت في الشوارع. هكذا نشأت... في الشوارع تلمس الكرة طوال الوقت، ويُسمح لك أن تكون مع الكرة. في كرة القدم أحاول أن أكون كما أنا في الشوارع". وقال كفاراتسخيليا في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز العام الماضي إن "الحرية هي توقيعي"، لكن في وقت يستعد مع زملائه لكأس أوروبا، فإن المعارك السياسية في البلاد قسّمت الشعب في اتجاهين مختلفين للغاية قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. ووقّعت الحكومة الجورجية مؤخراً تشريعًا مثيرًا للجدل بشأن "النفوذ الأجنبي" ليصبح قانونًا نافذًا، في حين يشير منتقدوه إلى إنه مصمَّم على غرار التشريع الروسي المستخدم لخنق المعارضة في دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي. واندلعت احتجاجات حاشدة من جانب المعارضة المؤيّدة لأوروبا في نيسان/أبريل بعد أن قدّمت الحكومة، بقيادة حزب الحلم الجورجي، قانونًا أقرّه البرلمان ويفرض على أيّ منظمة غير حكومية أو وسيلة إعلام تتلقّى أكثر من 20% من تمويلها من الخارج أن يتمّ تسجيلها باعتبارها "منظّمة تسعى لتحقيق مصالح قوة أجنبية" وأن يتمّ إخضاعها لرقابة إدارية. وأدّى الصراع حول القانون الجديد إلى تصاعد حاد في أعمال العنف السياسي، حيث واجه النشطاء والصحافيون المستقلون والسياسيون المعارضون للقانون الترهيب والاعتداءات الجسدية. وتعرّض ليفان خابيشفيلي، رئيس حزب المعارضة الرئيسي في جورجيا، "الحركة الوطنية المتحدة"، للضرب المبرح على أيدي الشرطة خلال مظاهرات واسعة النطاق ضد القانون. واقترحت الحكومة مذاك الحين تشريعًا جديدًا لحظر ما تسميه "الترويج للمثليين" والذي سيقيّد "الدعاية للعلاقات المثلية وسِفاح القربى في المؤسسات التعليمية والبث التلفزيوني".
مشاركة :