أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني العضو المؤسس في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث أن المملكة العربية السعودية وطن استثنائي اختصه الله بأعظم ميزة وهي كونه بلاد الحرمين الشريفين ومهد رسالة الإسلام، لذا فإن مواطن هذه البلاد هو مواطن استثنائي ولا يجب إلا أن يكون كذلك، مشيرا إلى أن المواطن السعودي هو الشريك الأول والأهم للهيئة في المحافظة على تراث بلاده وتأهيله. وقد تعاملت معه الهيئة باعتباره شريكا وداعما، وأن المسؤول عندما يصل للمواطن فانه يرتقي لمستوى هذا المواطن ولا ينزل، مؤكدا سموه أنه لا يمكن تصور أي تطوير أو قرارات محورية بعيداً عن رأي المواطنين ومشاركتهم، ولن تكون شركات الاستشارات الأجنبية ولا المجاميع المنغلقة أقدر على تحديد ما ينفع البلاد من المواطنين الذين صنعوا مجد هذا الوطن العظيم ماضياً وحاضراً. وكشف سموه - عقب مشاركته في اجتماع الجمعية العمومية للجمعية السعودية للمحافظة على التراث الذي عقد الأحد الماضي في الرياض - أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - هو أول شخصية استشارها سموه عند تأسيس الجمعية عندما كان أميرا لمنطقة الرياض، وتوجيهاته - يحفظه الله - عند عرض الفكرة عليه كانت الركائز التي قامت عليها الجمعية، وكذا اختياراته - أيده الله - بعض الأسماء للانضمام لأول جمعية عمومية كانت تنبع من قناعته برسالة الجمعية ومعرفته بمن يشاركه هذا الاهتمام. وأضاف سموه : سيدي خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - رجل التراث والحضارة والتاريخ، وهو الراعي الأول لكل ما نقوم به اليوم في مجال المحافظة على تاريخ وتراث بلادنا، فالأمم حقيقة ليست اقتصاداً أو تنمية فقط، بل تاريخاً وحضارة، والمواطن يجب أن يعيش وطنه من خلال ارتباطه بتاريخ وتراث وطنه، وهذا ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في اجتماع مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز. وأبان أن الجمعية السعودية للمحافظة على التراث من أفضل استثمارات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ وتعمل بكل جد وتميز لرفع الوعي بأهمية التراث، لافتا إلى القصور الواضح في دعم الجمعية من عدد كبير من المؤسسات الحكومية. وأكد أن المواطن اليوم أحوج ما يكون في هذا الوقت لمعرفة تاريخه، ولادراك أنه وريث حضارات عظيمة. وأضاف : الأمر يتطلب - في هذه المرحلة التي يحتاج فيها وطننا لنا - إلى أن نركز الجهود ولا نتخاذل، وأن نعرف هذا الوطن العظيم إلى مواطنيه الذين يسكنون فيه؛ فأعلى درجة اليوم هي أنك تكون مواطنا تسكن في بلد الحرمين الشريفين، وتسكن في هذا المكان الآمن، ولا يجب أن يستمر التصرف من المواطن وكأنه يعيش في بلد لا يساهم فيه؛ لذلك من المهم إعادة الوطن إلى قلب المواطن، وأن يعيش وطنه، وأن نستخرج مواقع التاريخ والتراث من صفحات الكتب لتكون في قلب المواطن، وكذا فإن على المؤسسات الحكومية والمسؤولين أن يشركوا المواطن في صناعة مستقبله وتحديد توجهاته، وأن يشاركوه في الحراك الذي يحصل في بلاده. وتابع سموه : «كان التحدي أن ننهي حالة الجفاء بين المواطن وتاريخ وطنه ولحمة تأسيسه، وهذا التاريخ لا يترسخ بالقراءة في الكتب، بل بمعايشة المواقع التي شهدت قصص وملاحم تأسيس وتوحيد هذه البلاد، وإعادة المكان إلى الإنسان هي أكبر التحديات التي واجهتها الهيئة ومازالت تواجهها، لكنها تعمل بثقة مدعومة بتشجيع سيدي خادم الحرمين الشريفين، وحثه ايانا على الانطلاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري في أسرع وقت ممكن».
مشاركة :