يستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مزيجا من التكتيكات والمناورات لإحكام قبضته على الحكومة وتوجييها في اتجاه يخدم أجندته الشخصية والسياسية.. ويعتمد نتياهو على تقديم الوعود للفرقاء داخل الحكومة وخارجها دون الوفاء التام بأي منها.. ما يتيح له شراء الوقت والحفاظ على توازن دقيق بين القوى المختلفة مما يجنبه السقوط السياسي الفوري. هذه الاستقالات تكشف عن تصدعات عميقة داخل إسرائيل وتبرز التحديات التي يواجهها نتنياهو في السيطرة على تحالفاته السياسية. ولن تؤدي استقالة غانتس وآيزنكوت بحد ذاتها إلى فرض إجراء انتخابات نظرا للأغلبية التي يمتلكها نتنياهو في الكنيست. لكن الاستقالة ستترك نتنياهو معتمدا بشكل كامل على اليمين المتطرف في اتخاذ أي قرارات تتعلق بمجريات الحرب. وانضم غانتس وآيزنكوت إلى الحكومة التي شكلها نتنياهو في 11 أكتوبر عقب اندلاع الحرب وباتت تسمى حكومة الطوارئ أو مجلس الحرب الإسرائيلي. وكان شرط غانتس للانضمام هو عدم مشاركة أي من أعضاء اليمين المتطرف في مجلس الحرب. وفي أعقاب استقالة غانتس.. طالب بن غفير نتنياهو بضمه إلى مجلس الحرب لاتخاذ ما وصفه بالقرارات الشجاعة.. وهو ما يطرح عدة تساؤلات.. هل يقدم نتنياهو على حل مجلس الحرب؟ أم يضم إليه مزيدا من المتطرفين.. وما هي التداعيات المحتملة؟. الكاذب  ومن القاهرة، قال محمد عبود، أستاذ الدراسات الاسرائيلية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلقب في إسرائيل بـ«الكاذب»، ومشهور بأنه سياسي «يعد ولا يفي». وأضاف محمد عبود، خلال مشاركته في برنامج «مدار الغد»، أن إسرائيل تعاني من أزمة قيادة منذ سنوات، لافتا إلى أن نتنياهو فشل في صد هجوم طوفان الأقصى وكذلك فشل في القضاء على حركة حماس. وأوضح محمد عبود أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام سيناريوهين الأول، هو حل حكومة الحرب، أو توسيع مجلس الحرب بضم جدعون ساعر، ومن المستبعد أن يضم وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير. استقالة مؤثرة ومن رام الله، قال خليل أبو كرش، الباحث بالمركز الفلسطيني للبحوث، إن استقالة الوزير الإسرائيلي بيني غانتس مؤثرة وفاعلة على مستوى الشارع في تل أبيب، خصوصا إذا انضم للمظاهرات الغاضبة ضد نتنياهو. وأضاف خليل أبو كرش أن استقالة غانتس من حكومة الحرب الإسرائيلي ستضر نتنياهو وستحرجه أمام الولايات المتحدة. وأكد خليل أبو كرش أن نتنياهو قد يخدع المجتمع الإسرائيلي ويعيد ترتيب سلم الأولويات للبقاء على رأس السلطة في إسرائيل. وقال إن نتنياهو يرى أن ائتلافه جيد ومستقبله معه سيكون أفضل من التعامل مع اليمين المعتدل أو اليسار الإسرائيلي. بديل نتنياهو ومن واشنطن، قال ويليام لورانس، الدبلوماسي الأميركي السابق، إن هناك فرقا بين نتنياهو وبين غانتس، لأن الموقف أصبح أكثر تعقيدا في إسرائيل، وأعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية تبحث عن بديل لنتنياهو. وأضاف ويليام لورانس أن استقالة غانتس هدمت حكومة الحرب الإسرائيلية، مؤكدا أنها لم تعد تصدر أي أوامر أو تعليمات. وأكد أن أن خروج غانتس سيكون له تداعيات خطيرة على حكومة بنيامين نتنياهو، وقد تحدث خلافات بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية. وقال إن الولايات المتحدة تقوم بدور فعال من أجل إطلاق سراح المجتجزين، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد