أجمع وزراء التعليم العالي في دول مجلس التعاون على أهمية تحصين الطلاب فكرياً، وذلك تحوطاً من انجرافهم وراء التشدد والتطرف والعنف، داعين إلى أهمية نشر فكر الاعتدال والتسامح والمحبة، وقبول التعايش مع الآخرين. وقال الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم، إن التحديات التي تواجهها دول الخليج، تدعو إلى تعزيز العمل الخليجي المشترك، مشيراً إلى أن ارتفاع وتيرة النجاحات التي يحرزها العمل الخليجي المشترك مرهون بتواصل العمل المشترك وتحقيق أعلى مستويات التنسيق والتعاون والتكامل بين دول المجلس. وبين أن رؤية خادم الحرمين الشريفين بشأن تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، وما ورد فيها من مضامين سامية لتعزيز المسيرة المباركة لمجلس التعاون ومكانته الدولية والإقليمية تمثل دافعاً قويا لتحقيق مزيد من العمل والإنجازات. ولفت العيسى خلال حديثه في اجتماع وزراء التعليم العالي والبحث العلمي في دول مجلس التعاون في الرياض أمس، إلى إن انعقاد الاجتماع الـ 18 للجنة وزراء التعليم العالي والبحث العلمي في دول مجلس التعاون يعكس اهتمام قادة دول مجلس التعاون بالتعليم العالي والبحث العلمي، وبمواصلة العناية والاستدامة للجهود الأساسية لبناء الكوادر البشرية. من جانبه، أكد الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاهتمام البالغ الذي يوليه قادة دول المجلس بالتعليم وبكل فروعه ومؤسساته الأكاديمية، وذلك إيماناً راسخاً منهم بأن التعليم ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بدول المجلس. مطالبا بتركيز الجهود على إعداد الكوادر الوطنية المتعلمة، الملمة بالمعارف والعلوم الحديثة المواكبة لمتطلبات العصر، القادرة على التفاعل والمشاركة بكل كفاءة واقتدار في خطط وبرامج التنمية الشاملة بدول المجلس. وشدد على أهمية تحصين الطلاب فكرياً من الانجراف وراء التشدد والتطرف والعنف، وذلك بما ينسجم مع التراث والثقافة العربية الأصيلة وتعاليم الدين الإسلامي السمحة التي تدعو إلى فكر الاعتدال والتسامح والمحبة والأخوة وقبول التعايش مع الأمم الأخرى. وأكد أن القيادة أبدت حرصها واهتمامها بدعم ورعاية مؤسسات التعليم العالي والجامعات بدول المجلس لتكون أكثر تطوراً وحداثة، منوهاً بالجهود الحثيثة التي يبذلها وزراء التعليم بدول المجلس ومساعيهم التي كان لها الأثر الكبير فيما حققه التعليم العالي بدول المجلس من تقدم ورقي في مختلف مجالاته وتخصصاته، واستقطاب مدروس لأبرز الجامعات العالمية. وشدد على أهمية الاستثمارات في قطاع التعليم الجامعي، حاثاً على أهمية المبادرات للتطور والارتقاء بالتعليم الجامعي باعتباره حقاً مكفولا للمواطن الخليجي لبناء شخصيته، وتمكينه من امتلاك القدرات والمهارات القيادية والمعرفية اللازمة للتعامل المتزن مع تحديات الحياة المعيشية.
مشاركة :