تأكيداً لما كانت «الجريدة» قد كشفته قبل أيام حول استعداد «حزب الله» اللبناني لاستخدام صواريخ أرض جو لاستهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية، أعلن الحزب، مساء الأحد، أن قوات دفاعه الجوية أطلقت صاروخاً (أرض جو) باتجاه طائرة حربية إسرائيلية من نوع F15 خرقت الأجواء اللبنانية، وقال إن ذلك أجبرها على التراجع. وبهذا الإعلان يكون «حزب الله» قد تبنّى مسألة وجود قوة دفاعية جوية لديه قادرة على استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية. ووفق ما تقول مصادر قريبة من الحزب إن السلاح الذي أظهره ليس سوى جزء بسيط مما لديه، وإنه يمتلك الكثير من المفاجآت التي يحضّرها للإسرائيليين. وتضيف المصادر القريبة من الحزب إن استهداف الطائرة الحربية جاء كنوع من اختبار وإرسال رسالة تحذير، مع تأكيد المصادر قدرة الحزب على إسقاط الطائرة، لكن حينها سيكون ذلك عبارة عن شرارة قد تؤدي الى توسيع نطاق المواجهة. ويعتمد الحزب استراتيجية متدرجة في مواجهاته ضد الإسرائيليين. وللتذكير، ففي الأيام الأولى للمواجهات استخدم «حزب الله» الأسلوب نفسه في استهداف الطائرات المسيّرة الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، وقد أطلق 4 صواريخ باتجاه 4 طائرات، وأصدر بيانات يقول إنه تمكّن من دفعها الى التراجع، قبل إسقاط أول طائرة، وحالياً يتكرر السيناريو نفسه. وتقول المصادر إن حزب الله لم يطرح في المفاوضات غير المباشرة مع الأميركيين معادلة إجبار الإسرائيليين على وقف الخروقات الجوية للأجواء اللبنانية، وعدم استخدام إسرائيل للسماء اللبنانية لضرب أهداف في سورية، هذا المطلب قدّمه الحزب بشكل واضح للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، مشترطاً رفض الاستباحة الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، فكان رد الأميركيين بأنه يمكن تخفيف الخروقات، ودفع المسيّرات للتحليق على ارتفاع بمسافة عالية جداً، فحينها عمل الحزب على إسقاط الطائرات المسيّرة من نوع هرمز 450 وهرمز 900. فيما انتقل تركيزه حالياً على الطائرات الحربية، الأمر الذي شغل الكثير من الدبلوماسيين المتابعين لملف المواجهة المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، وسط تساؤلات كثيرة تطرح حول ما يمتلكه الحزب من أسلحة. الى جانب هذا التطور في أداء الحزب، يتضح أنه منذ أيام أخذ هو المبادرة العسكرية واستعادها من الإسرائيليين الذين يستمرون في حالة رد الفعل، خصوصاً أنه عمل على تكثيف إطلاق الطائرات المفخخة المسيّرة باتجاه المواقع الإسرائيلية، وكثف عمليات إطلاق الصواريخ المضادة للدروع وتحقيق إصابات في المواقع والمباني الإسرائيلية، بينما بدا رد الفعل الإسرائيلي متراجعاً عما كان عليه الوضع سابقاً. ووفق ما تؤكد المصادر المتابعة، فإن حزب الله لا يريد الحرب ولا يسعى اليها، وهو مستمر في مواصلة دعم غزة ومساندتها، ولا يريد تحويل الصراع الى حرب إقليمية، لذلك فإن تصعيده وتكثيفه الناري يندرج في سياق التصعيد لمنع التصعيد ومنع الحرب، ولإيصال رسائل مباشرة للإسرائيليين بأنه يمتلك أسلحة ستحقق في صفوفهم إصابات مباشرة وتلحق بهم خسائر كبيرة، يبدو حزب الله كأنه يوصل في الميدان رسالة أوصلها وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، سياسياً عندما حذّر إسرائيل من الانتقال من مستنقع غزة للغرق في البئر اللبنانية.
مشاركة :