ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 تشرين الأول/أكتوبر في قطاع غزة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. وتأتي الضربات التي استهدفت رتل الشاحنات، على وقع ارتفاع وتيرة الهجمات المتبادلة مؤخرا بين إسرائيل والحزب الموالي لإيران. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "استهدفت ضربات جوية إسرائيلية رتل شاحنات في المنطقة القريبة من القصير الحدودية مع لبنان... أثناء توجه الرتل من سوريا إلى لبنان. وأدى الاستهداف لمقتل 5 أشخاص، 3 منهم من الجنسية السورية كانوا يعملون مع حزب الله واثنان لبنانيان". وذكر أن خمسة أشخاص أصيبوا، فيما فقد أثر اثنين آخرين. وأضاف المرصد "بالتوازي مع ذلك، انطلقت صواريخ الدفاع الجوي السوري للتصدي للهجوم الإسرائيلي". من جهته، قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إن "ثلاثة على الأقل من عناصر حزب الله قُتلوا بتسعة صواريخ إسرائيلية استهدفت ناقلات نفط". وأضافت أن هذه الضربات استهدفت أيضا مبنى في منطقة الهرمل اللبنانية، على بُعد نحو 140 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية، "قرب محلة حوش السيد علي السورية، ودمرته بالكامل". وينتشر حزب الله على جانبي الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، ولا سيما في منطقة القصير. من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربات في جنوب لبنان، مشيرا إلى أنه قام بهذه العمليات إثر إسقاط إحدى مسيّراته الإثنين فوق لبنان. وكان حزب الله أعلن قبل ساعات الاثنين إسقاط طائرة مسيّرة اسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية. وقال الحزب في بيان إنّ مقاتليه كمنوا "لمسيّرة من نوع هيرمز 900 مسلّحة بصواريخ لتنفّذ بها اعتداءات على مناطقنا" في الأجواء اللبنانية، وعند "وصولها إلى دائرة النار"، استهدفوها "بأسلحة الدفاع الجوّي ... وأصابوها إصابة مباشرة وتم إسقاطها". وأعلن حزب الله خلال الأشهر الماضية إسقاط أربع طائرات مسيّرة اسرائيلية من نوع هيرمز 450 وهيرمز 900. وأعلن حزب الله الاثنين أيضا استهدافه "بمسيّرات انقضاضية" مواقع عسكرية إسرائيليّة عدّة عبر الحدود، بينها "مقر قيادي" في الجولان السوري المحتل. وتصاعد مستوى الضربات في الأسابيع الماضية بين اسرائيل وحزب الله، ما أسفر عن حرائق في جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية وأثار مخاوف من حرب شاملة. وكثّف حزب الله استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية بطائرات مسيرة، بينما صعّدت إسرائيل هجماتها الموجّهة مُستهدفةً بطائرات مسيّرة سيارات ودراجات لمقاتلين في حزب الله أو فصائل قريبة منه. وخلال ثمانية أشهر من القصف المتبادل بين اسرائيل وحزب الله، أسفر التصعيد عن مقتل 462 شخصا على الأقل في لبنان بينهم نحو 90 مدنيا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة لبنانيّة. وبين القتلى نحو 300 مقاتل من حزب الله . وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.
مشاركة :