وفي بيان، قالت هيئة الأركان المشتركة في سيول إن "جنودا كوريين شماليين يعملون داخل المنطقة المنزوعة السلاح على الجبهة المركزية عبروا لفترة وجيزة خط الترسيم العسكري، في اشارة الى المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين منذ 1953. وأوضحت "بعد أن بث جيشنا رسائل تحذير وأطلق طلقات تحذيرية، تراجعوا إلى الشمال". وأضافت هيئة الأركان المشتركة "باستثناء الانسحاب الفوري للجنود الكوريين الشماليين بعد إطلاق النار التحذيري، لم يلاحظ أي تحرك غير عادي". تنتشر التحصينات في الجانبين الكوري الشمالي والجنوبي من المنطقة المنزوعة السلاح التي يبلغ عرضها أربعة كيلومترات، لكن خط الترسيم نفسه الواقع في منتصف المنطقة تنتصب فيه فقط كل 100 متر لوحات لم يتم استبدالها منذ أكثر من 70 سنة. ويقوم جنود من الجانبين بدوريات منتظمة داخل المنطقة المنزوعة السلاح، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث مناوشات. وفقا للمتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة، من المحتمل أن يكون الحادث توغلا عرضيا. وقال للصحافيين "في ذلك اليوم كانت المنطقة المنزوعة السلاح مغطاة بكثافة بالنباتات وبالتالي لم تكن علامات خط ترسيم الحدود العسكرية مرئية بوضوح". وتابع أن الجنود الكوريين الشماليين "كانوا يتحركون وسط النباتات وكنا نراقبهم حتى قبل أن يقتربوا من خط ترسيم الحدود". وأضاف "نعتقد أنه لم يكن لديهم أي نية للتسلل نظرا لأنهم تراجعوا على الفور شمالا بعد الرسائل وطلقات التحذير". "استفزاز صغير" يأتي الحادث في وقت تشهد العلاقات بين الشمال والجنوب واحدة من أكثر الفترات توترا منذ سنوات. ولا يزال البلدان في حالة حرب وقد انتهى النزاع الذي دار بينهما من 1950 إلى 1953 بهدنة وليس بمعاهدة سلام. وقال آهن شان إيل المنشق السابق الذي يرأس المعهد العالمي للدراسات الكورية الشمالية إن توغل الأحد قد يكون "استفزازا صغيرا" يهدف إلى اختبار الجيش الكوري الجنوبي. وصرح آهن لفرانس برس "قد يكون أيضا جزءا من الاستعدادات لما وصفته كيم يو جونغ بالإجراءات المضادة الجديدة" ضد الجنوب في إشارة إلى شقيقة كيم جونغ أون التي تتحدث باسم النظام الكوري الشمالي. بالونات محملة بالنفايات عمدت بيونغ يانغ في الأسابيع الأخيرة إلى اعتماد أساليب جديدة لإزعاج سيول من خلال إرسال مئات البالونات المحشوة بالنفايات مثل أعقاب السجائر وورق الحمام وحتى براز الحيوانات إلى كوريا الجنوبية. وقال النظام الكوري الشمالي إنه كان يرد على إرسال بالونات إلى الشمال تحمل منشورات معادية للزعيم كيم جونغ أون وعائلته، ودولارات ومفاتيح يو اس بي تحتوي على موسيقى البوب الكورية ومسلسلات كورية جنوبية. ولا تستطيع سيول قانونا منع هذه الشحنات التي يرسلها ناشطون. مطلع حزيران/يونيو علقت حكومة كوريا الجنوبية تماما اتفاقا عسكريا أبرم عام 2018 للحد من التوتر واستأنفت بث الدعاية عبر مكبرات الصوت على طول الحدود، ردا على بالونات النفايات. وحذرت كوريا الشمالية التي قررت العام الماضي عدم الالتزام باتفاق 2018، سيول من "أزمة جديدة". وفقا للجيش الكوري الجنوبي، تقوم كوريا الشمالية حاليا بتركيب مكبرات للصوت على جانبها من الحدود، مما سيترجم بمبارزة مكثفة من الدعاية الصاخبة. وكانت هذه الوسيلة رائجة منذ الستينات لكنها علقت عام 2018 بسبب تحسن العلاقات. قد يكون لقرار التخلي عن اتفاق 2018 وإعادة تشغيل مكبرات الصوت عواقب وخيمة، إذا نظرنا الى الحقبة السابقة. احتجت كوريا الشمالية على إرسال منشورات دعائية ضد نظامها من الجنوب، وقطعت عام 2020 جميع روابط الاتصال العسكرية والسياسية الرسمية مع جارتها، وفجرت مكتب اتصال بين الكوريتين على جانبها من الحدود. كما هددت كوريا الشمالية في الماضي بقصف مكبرات الصوت الكورية الجنوبية إذا لم يتوقف البث الدعائي. والتخلي عن اتفاق 2018 يعني أن الجيش الكوري الجنوبي يمكنه استئناف تدريباته بالذخيرة الحية بالقرب من الحدود. وكان هذا الاتفاق نتيجة للتقارب بين الكوريتين الذي روج له الرئيس الكوري الجنوبي في ذلك الوقت مون جاي إن الذي التقى كيم جونغ أون عدة مرات. وعام 2020، أصدر البرلمان الكوري الجنوبي قانونا يحظر إرسال منشورات دعائية إلى الشمال. لكن المحكمة الدستورية أبطلت النص العام الماضي باعتبار أنه ينتهك حرية التعبير.
مشاركة :