قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم الثلاثاء، إن جريمة التجويع المتعمد لسكان القطاع هي من جرائم الحرب الموثقة. وأضاف في كلمته بمؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئ في غزة الذي عُقد بالأردن: «إذا كنا جميعا نتطلع إلى اليوم الذي تصمت فيه مدافع العدوان الإسرائيلي، وينتهي مسلسل جرائم الحرب المُرتكبة في غزة، فإننا نعرف أن المأساة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة لن تنتظر وقف إطلاق النار، فهي مأساة يومية يشاهدها العالم عاجزا بكل أسف، وتقتضي المسؤولية الإنسانية من الجميع ألا تتحول هذه المأساة إلى جريمة إبادة كاملة كما خطط لها وينفذها الاحتلال». وتابع أن «جريمة التجويع المتعمد لسكان القطاع هي من جرائم الحرب الموثقة، والإبادة تظل سيفا مسلطا على رقاب عشرات ومئات الآلاف من البشر في غزة، هدف العدوان، كما يتضح يوما بعد يوم، هو تنفيذ هذه الإبادة، عبر جعل الأرض غير قابلة للحياة، ونزع كل مظهر من مظاهر الكرامة الإنسانية عن البشر». وأشار أبو الغيط إلى أن «مسؤوليتنا، وواجبنا الإنساني، هو فعل كل ما هو ممكن كي لا تمر هذه الخطة الشيطانية»، مضيفا: «لقد صار واضحا أن المنظمات الإنسانية غير قادرة على العمل في غزة، لم يعد هناك مكان آمن، ولم يكن هناك مكان آمن منذ شهور في القطاع، لم تسلم منظمة إنسانية من الاستهداف الإسرائيلي». وقال: «إن تقويض وكالة الأونروا يجري على الأرض، وأيضا بخطة سياسية إسرائيلية ممنهجة كانت ولا تزال تهدف إلى تجفيف منابع تمويل الوكالة، ولا بد أن يكون واضحا لدى الجميع أنه من دون الأونروا ودورها المحوري ينهار الوضع الإنساني كليا في قطاع غزة، فهذه الوكالة تظل الأقدر على تنسيق وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان، وعلى تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين اللاجئين من مختلف الأعمار، ونشدد هنا على أن استحداث طرق لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مثل إنشاء ممر بحري، لا تُغني عن ضرورة فتح المعابر البرية باعتبارها تُمثل الآلية الموثوقة والفعّالة والمُستدامة لإدخال المساعدات التي يحتاجها القطاع وفق قرار مجلس الأمن 2720، وبديل ذلك، هو مجاعة محققة تلوح في الأفق، وتفاقم مروع للأزمة الإنسانية». وأضاف: «ربما يرى البعض أن الحديث عن تجسيد حل الدولتين يبدو بعيد المنال اليوم وسط استمرار العدوان الإسرائيلي، ولكنه حديث ضروري أكثر من أي وقت مضى، لأننا رأينا ما أدى إليه غياب جهود التسوية الجادة لسنوات من انفجار كامل للوضع، ولأن أي مستقبل في غزة هو بالضرورة مقترن بمستقبل القضية الفلسطينية، أي بأفق سياسي واضح ومسار لا رجعة عنه يُفضي إلى تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل حدود 4 يونيو/ حزيران 67، وعاصمتها القدس الشرقية». واختتم بالقول: «إن كل خطوة نقطعها اليوم لابد أن تكون إضافة إلى هذا المسار، وكل جهد، سواء من أجل الدعم الإنساني للفلسطينيين أو ترسيخ واقع الدولة الفلسطينية بتوسيع رقعة الاعتراف بها، لا بد أن يصب في هذا المسار الذي لا نرى عنه بديلا من أجل استقرار منطقتنا والعالم». ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :