سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - تؤكد الدراسات العلمية أن الحصول على قسط كاف من النوم يساعد على تحسين الصحة بشكل عام، لاسيما وأن بعض الوظائف الحيوية للجسم تتم أثناء نوم الإنسان. غير أن دراسة حديثة أجريت في الولايات المتحدة أظهرت فائدة جديدة للنوم تتعلق بالصحة النفسية، حيث تبيّن أن النوم بشكل أفضل يقلل من شعور الإنسان بالوحدة، خاصة البالغين الأصغر سنا. وشملت الدراسة التي نشرها الموقع الإلكتروني “هيلث داي”، المتخصص في الأبحاث العلمية التي تتعلق بالصحة، أكثر من 2000 متطوع كانوا يشاركون في ملء استبيان والخضوع لاستطلاع خاص لقياس مدى شعورهم بالوحدة. وأظهرت النتائج أن النوم الجيد يرتبط بتراجع ملموس في الشعور بالوحدة بشكل عام، وكذلك الوحدة الانفعالية والوحدة الاجتماعية بين مختلف الفئات العمرية، مع تزايد الاستفادة لدى البالغين الأصغر سنا، حيث تتراجع لديهم درجة الوحدة الانفعالية بشكل كبير في حالة حصولهم على قسط واف من النوم. ◙ النوم الجيد يرتبط بتراجع ملموس في الشعور بالوحدة بشكل عام، وكذلك الوحدة الانفعالية والوحدة الاجتماعية بين مختلف الفئات العمرية ويصف الخبراء الوحدة الانفعالية باعتبارها الشعور بالخواء النفسي الناجم عن تراجع الصلات المقربة مع الآخرين. وأكد فريق الدراسة أن الوحدة بشكل عام هي أزمة إنسانية عامة، وأن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الحصول على قسط واف من النوم في إطار أي خطة علاجية للتخلص من هذه المشكلة النفسية. وتنصح الأكاديمية الأميركية لطب النوم بضرورة أن يحصل البالغون على سبع ساعات من النوم على الأقل ليلا بشكل منتظم للحفاظ على الصحة. ويشير الخبراء إلى أن أكبر فائدة للنوم هي تعزيز الصحة. كما أنه جزء أساسي من نمط حياة صحي. ويمنح النوم الجيدُ الشخصَ مزيدا من الطاقة لنشاط أكثر خلال اليوم. كما يساعد الجسم على مكافحة المرض عن طريق تعزيز الاستجابة الدفاعية لجهاز المناعة، ويقلل مخاطر ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية، وخطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، وذلك من خلال مساعدة الجسم على الحفاظ على مستويات سكر الدم المناسبة. ويعمل النوم على التحكم في الوزن؛ فهو يساعد الجسم على تنظيم الهرمونات المتحكمة في الشهية والتمثيل الغذائي. كما يساعد على تقليل مشاعر الإحباط والقلق والاكتئاب. ويعزز القدرات المعرفية، بالإضافة إلى المساعدة على التركيز والتفكير. ويحسن مستوى اليقظة، وهو ما يقلل مخاطر الإصابات والحوادث. ويستغرق الجسم بعض الوقت للانتقال من النشاط النهاري إلى النوم؛ لذلك يجب تخصيص نحو 20 إلى 30 دقيقة لإنشاء روتين ما قبل النوم للحصول على نوم هادئ، وذلك عبر: • إعداد جدول منتظم للنوم من أجل تدريب الساعة البيولوجية في الجسم. • جعل أوقات النوم منتظمة (على سبيل المثال من الساعة الـ10 مساءً حتى الساعة الـ6 صباحًا). • الاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم، بغض النظر عن مقدار النوم في الليلة السابقة. • تجنب الإفراط في النوم حتى في عطلات نهاية الأسبوع أو الإجازات. • تجنب القيلولة لاسيما في وقت متأخر بعد الظهر أو في المساء. • القيام بعمل روتين مسائي يبدأ قبل النوم بـ30 دقيقة أو ساعة، مثل أخذ حمام دافئ.
مشاركة :