تواجه تايوان التي تعد قوة عالمية في صناعة أشباه الموصلات أزمة في الطاقة وهذا قد يسبب مشاكل لشركات تصنيع الرقائق في أمريكا والعالم، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية. ويتطلب تصنيع الرقائق الكثير من الطاقة والكهرباء وتكافح الحكومة لتلبية احتياجات الجزيرة من الطاقة. حول ذلك قال تشين جونج شون الزميل والباحث المساعد في معهد "تشونج هوا" للأبحاث الاقتصادية:"المخاوف بشأن النقص المحتمل في الطاقة وتدهور جودة الطاقة وموثوقيتها يمكن أن تشكل مخاطر تشغيلية على صناعة أشباه الموصلات". 3 انقطاعات خلال 7 سنوات عانت تايوان من 3 حالات انقطاع للتيار الكهربائي خلال السنوات السبع الماضية وشهدت الجزيرة عددًا كبيرًا من الانقطاعات الأصغر حجمًا في العام الماضي 2023. وفي شهر أبريل الماضي فقط تم تسجيل انقطاعات متعددة في الطاقة في شمال تايوان وحدها على مدى 3 أيام وفقًا لتقارير الصحافة المحلية. 313 حادثة انقطاع للتيار وفي عام 2022 وحده كان هناك 313 حادثة انقطاع للتيار الكهربائي. وقد أثر انقطاع كبير للتيار الكهربائي في ذلك العام على أكثر من 5 ملايين أسرة في حين أثر انقطاع التيار الكهربائي الكبير الآخر في عام 2017 على ما يقرب من 7 ملايين أسرة. أزمة الطاقة في تايوان قال جوزيف ويبستر الباحث في مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي:"تعاني تايوان من أزمة في الطاقة والأهم من ذلك أزمة في الكهرباء". ضغط كبير على الكهرباء يتم استيراد أكثر من 97% من احتياجات الطاقة في تايوان وتأتي في المقام الأول من الفحم والغاز. وقال خبراء لشبكة سي إن بي سي، إن الاعتماد الكبير على الدول الأخرى يجعل الجزيرة عرضة لانقطاع إمدادات الطاقة. سبب انقطاع الكهرباء وأضاف ويبستر أنه في حين أن انقطاع التيار الكهربائي يرجع جزئيًا إلى شيخوخة الشبكة العاملة للكهرباء فإن أزمة الكهرباء ترجع إلى حد كبير إلى فواتير الكهرباء المنخفضة الأسعار في تايوان مما يؤدي إلى ارتفاع الطلب ويؤدي إلى نقص العرض. وفي حين رفعت تايوان مؤخراً أسعار الكهرباء بنسبة 15% لكبار المستخدمين الصناعيين فإن معدلات الاستهلاك السكني ظلت دون تغيير. وتعد فواتير الكهرباء اليوم أرخص مما كانت عليه قبل 20 عاما وفقا لوزارة الاقتصاد التايوانية. وفي الوقت نفسه ارتفعت أسعار السلع الأساسية العالمية إلى عنان السماء. خسائر شركة الطاقة التايوانية ونتيجة لذلك، تكبدت شركة الطاقة التايوانية "تايباور" خسائر فادحة. وأعلنت الشركة المملوكة للدولة عن خسارة قبل الضرائب بقيمة 6.3 مليار دولار في عام 2023 بعد تسجيل خسارة أكبر في عام 2022. وقالت ميشيل بروفي مديرة الأبحاث في منصة معلومات السوق “ألفا سينس": ”إن شركة تايباور تخسر الأموال الأمر الذي يثير أيضًا مخاوف بشأن انقطاع الطاقة المحتمل لكل من صناعة أشباه الموصلات والاقتصاد التايواني بشكل عام”. نتائج انقطاع الكهرباء تشير النتائج إلى أنه مع ارتفاع أسعار الكهرباء لشركات أشباه الموصلات فمن المتوقع أن تنتقل التكاليف المرتفعة إلى المستهلكين، وفقًا لبروفي. وكشفت شركة تايوان العملاقة لصناعة أشباه الموصلات أنها ستنقل زيادات التكلفة إلى العملاء من أجل حماية هامش ربح الشركة. الآثار المترتبة على قطاع الرقائق وشكل المستهلكون الصناعيون في تايوان أكثر من 55% من استهلاك الكهرباء في عام 2023، وكثيراً ما يحتاج هؤلاء المستهلكون بما في ذلك شركات أشباه الموصلات إلى الوصول المستمر والموثوق إلى الكهرباء. وأضاف جوزيف ويبستر: ”إذا اضطرت تايوان إلى تقنين توزيع الكهرباء بشكل متكرر في المستقبل بسبب محدودية الإمدادات فإن شركات أشباه الموصلات لديها ستعاني”. إبطاء صناعة الرقائق وقال ويبستر إن أي انقطاع في الطاقة سيؤدي إلى إبطاء صناعة الرقائق ورفع الأسعار العالمية لأشباه الموصلات. وذكر: ”إن أزمة الكهرباء في تايوان يمكن أن تلقي بظلالها على أسواق أشباه الموصلات العالمية”، مضيفاً أن الانقطاعات قد يتردد صداها عبر الصناعة العالمية. وتمثل شركة "تايوان سيمي كوندكتور مانوفكتشورينغ" أكبر شركة مصنعة للرقائق المتقدمة في العالم بحوالي 60% عالميا. كما تعد الشركة جزءًا لا يتجزأ من طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي المستمر وتضم عمالقة التكنولوجيا مثل آبل وانفيديا كعملاء. تضاعف إيرادات صناعة الرقائق من المتوقع أن تضاعف إيرادات صناعة أشباه الموصلات العالمية حجم سوقها بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن تستهلك 237 تيراواط/ساعة من الكهرباء بحلول ذلك الوقت، حسبما ذكر تقرير لمنظمة السلام الأخضر. ووجد التقرير نفسه أنه من المتوقع أن يزيد استهلاك الكهرباء من صناعة أشباه الموصلات في تايوان بنسبة 236% بين عامي 2021 و2030. وقال ويبستر: ”لقد تفاجأت شركات الكهرباء بوتيرة وحجم الطلب على الطاقة من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي”، مضيفًا أن استهلاك الكهرباء المستقبلي في تايوان يخضع ”لقدر كبير من عدم اليقين” وهذا يثير المزيد من المخاوف بين الشركات بشأن موثوقية التزامات إمدادات الطاقة المستقبلية لشركات التكنولوجيا الكبرى.