أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم (الثلاثاء) أنه لا يمكن أن تخضع المساعدات الإنسانية في غزة للأجندات السياسية لأي طرف، مشيرا إلى أن أهل غزة لا يتطلعون إلينا من أجل الكلام المنمق والخطابات بل إنهم يريدون إجراءات فعلية على أرض الواقع. وقال الملك عبد الله الثاني، في كلمة له بافتتاح مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة بمركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، "إننا نقف اليوم عند منعطف حاسم في تاريخ البشرية وضميرنا المشترك يتعرض للاختبار الآن بسبب الكارثة في غزة وإنسانيتنا ذاتها على المحك". وأكد أنه على مدى 8 أشهر ودون توقف ظل سكان غزة يواجهون الموت والدمار اللذين فاقت درجاتهما بكثير أي صراع آخر، مشيرا إلى أن شبح المجاعة يلوح في الأفق والصدمة النفسية حاضرة دائما وستبقى آثارها لأجيال قادمة. وأوضح الملك عبد الله الثاني أن كل مكان في غزة عرضة للدمار والعملية العسكرية في رفح أدت إلى تفاقم الوضع المتردي وتم تهجير ما يقارب المليون من سكان غزة قسرا وانه حتى الذين نزحوا مرارا وتكرارا بحثا عن الأمان يتم استهدافهم فلا يوجد مكان آمن. وأكد أن الاستجابة الإنسانية الدولية في غزة دون المطلوب بدرجة كبيرة وان إيصال المساعدات في قطاع غزة يواجه عقبات على جميع المستويات، مشيرا إلى أن فض الاشتباك بشكل مؤثر وشامل بين الجهات الفاعلة على الأرض أمر أساسي لضمان قدرة وكالات الإغاثة، لافتا إلى أن الممر البري هو الطريقة الأكثر فعالية لتدفق المساعدات إلى غزة وقال الملك عبد الله الثاني إن الأردن سينظر في إمكانية استخدام طائرات عمودية ثقيلة لتأمين المساعدات على المدى القصير، لافتا إلى الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني المتردي في الضفة الغربية، موضحا إن الأردن بدأ بالفعل بإرسال المساعدات إلى الضفة الغربية منذ أشهر لدعم الفلسطينيين في هذه الظروف الصعبة, وبدأت في وقت سابق اليوم بمنتجع البحر الميت (55 كلم) غرب العاصمة عمان أعمال مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة بتنظيم مشترك بين الأردن ومصر والأمم المتحدة بمشاركة 50 دولة وعدد من المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني والإغاثي. وتبنى مجلس الأمن الدولي أمس (الاثنين) قرارا يهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل لإنهاء الحرب في غزة. واعتمد القرار بأغلبية 14 صوتا وامتناع روسيا عن التصويت، وبموجب القرار، تتضمن المرحلة الأولى "وقفا فوريا وكاملا لإطلاق النار مع إطلاق سراح الرهائن، من بينهم النساء والمسنون والجرحى، وإعادة رفات بعض الرهائن الذين قتلوا، وتبادل الأسرى الفلسطينيين". وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا ضد حركة حماس في قطاع غزة تحت مسمى "السيوف الحديدية" خلفت أكثر من 37 ألف قتيل ودمارا واسعا وأزمة إنسانية، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي.
مشاركة :