تدين كرة القدم البرتغالية بالفضل في ظهورها للعالم لأسماء مثل أوزيبيو ولويس فيجو وروي كوستا ونونو جوميز وغيرهم، لكن من جعل البرتغال قوة عالمية عظمى في كرة القدم هو كريستيانو رونالدو. من أجل أن لا نبخث باقي النجوم حقهم، يمكن اعتبارهم بمثابة مرحلة سابقة، ويمكن اعتبار رونالدو بمثابة عصر كامل، فهذا النجم الكبير بدأ لعب كرة القدم منذ عام 2002، ولازال يواصل بنفس الطموح والإصرار والرغبة والفرحة رغم مرور سنوات طويلة. ربما يفضل اللاعبون في مثل عمر رونالدو /39 عاما/ الاعتزال منذ مدة أطول من تلك والخلود للراحة والعيش في هدوء مع أسرهم، لكن رونالدو يبني لنفسه التحديات في كل مرحلة عمرية يدخلها. الشاب الذي بدأ خطواته الأولى في عالم كرة القدم من خلال فريق سبورتنج لشبونة عام 2002، خاض مع فريقه الأول موسما واحدا فقط كان كافيا لكي يجذب أنظار العملاق مانشستر يونايتد الإنجليزي لضمه، وبالفعل ارتدى رونالدو القميص رقم 7 مع الفريق، لكن بدايته لم تكن سهلة، فرغم مهارته الكبيرة وأداءه الراقي، علم رونالدو جيدا أن الأمور لا تسير على هذا النحو دائما وأنه عليه تطويع إمكانياته من أجل خدمة الفريق. وبالفعل، فبعد ثلاثة مواسم بدون لقب الدوري مع الفريق، نجح رونالدو في إهداء مدرب الفريق السير أليكس فيرجسون اللقب رقم 16 في تاريخ المسابقة، تبعه بعد ذلك بلقبين في الموسمين التاليين، كما حقق لقب دوري أبطال أوروبا في عام 2008، وكأس العالم للأندية في نفس العام. لكن مع حلول صيف 2009 كان على رونالدو تجربة تحد جديد، تحد من نوع آخر، وكان ذلك التحدي هو ارتداء قميص ريال مدريد الذي كان يجهز لحقبة جديدة من فريق النجوم، بضم كاكا وتشابي ألونسو وألفارو أريبلوا وغيرهم، لكن رونالدو كان درة ذلك التاج الكبير، فالعيون مسلطة عليه والأنظار كلها تتجه إليه. وفي تسعة أعوام مع الريال، حقق رونالدو كل الألقاب الممكنة، كما أن تلك الفترة سجلت صراعه التاريخي مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، في المنافسة على صدارة العالم فرديا، وهو الأمر الذي نجح فيه رونالدو في خمس مرات أعوام 2008 و2013 و2015 و2016 و2017. ومع الريال فاز رونالدو بالدوري مرتين وبالكأس مرتين وبكأس السوبر مرتين وبدوري أبطال أوروبا أربع مرات وبكأس السوبر الأوروبي مرتين وبكأس العالم للأندية ثلاث مرات. لكن نهاية القصة مع ريال مدريد جاءت في عام 2018، حينما انضم إلى يوفنتوس الإيطالي، حيث قضى ثلاثة مواسم أضاف فيها إلى رصيده من البطولات، الدوري الإيطالي وكأس السوبر الإيطالي مرتين، وكأس إيطاليا مرة. وبعد عودة لم تكن موفقة إلى مانشستر يونايتد بين عامي 2021 و2022، اختار رونالدو الذهاب إلى النصر السعودي، وهناك لا زال يحطم الأرقام ويسجل الأهداف ويحتفل مع الجماهير بشغف كبير، لا زال هو رونالدو الذي يبحث عن الألقاب، وهو النجم الذي أهدى البرتغال لقبا تاريخيا لأمم أوروبا في 2016 رغم خروجه مصابا في النهائي، وهو الهداف التاريخي للبطولة برصيد 14 هدفا، مع الوضع في الاعتبار أنه يمكنه زيادة الغلة وتصعيب المهمة على أي لاعب آخر في تاريخ البطولة حتى إشعار جديد. مسيرة رونالدو الدولية، ليست محل شك هي الأخرى، بل أنه في تلك الفترة ومنذ بدايته عام 2003 بقميص منتخب بلاده، زامل العديد من النجوم الذين ساهموا في تشكيل شخصيته القوية وإحساسه بالمسؤولية وحب منتخب بلاده. في الوقت الذي كان رونالدو يصنع فيه الإنجازات مع الأندية، فقد نجح كذلك في وضع منتخب البرتغال كاسم قوي في أغلب البطولات التي شارك بها، ومنها أمم أوروبا 2012 وبالطبع نسخة 2016، لكن يظل لقب كأس العالم الوحيد الذي استعصى على رونالدو في مسيرته. ورغم أنه لا يمكن لأحد التنبؤ بغياب رونالدو عن بطولة كأس العالم 2026، إلا أنه يظل احتمال وارد خاصة وأنه سيكون في الـ41 من عمره، لكنه رونالدو غير متوقع وبينما كان الجميع في بعض الفترات يقول إن ذلك اللاعب انتهى وأنه لن يعود مجددا للواجهة، كان رونالدو يفاجئهم دائما ويحتفل ويقفز في الهواء ويردد هتافه الشهير "سي" ويردده معه الملايين في المدرجات والشاشات. تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :