الذكاء الاصطناعي يوسع الفجوة الاقتصادية بين ضفتي الأطلسي

  • 5/29/2024
  • 15:27
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يناقش اقتصاديون كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل سوق العمل في الولايات المتحدة ويعزز نمو الإنتاجية في العقود المقبلة. لكن ترى دراسة جديدة أن تحقيق مثل هذه الأمور سيكون أكثر صعوبة في الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. وقد تكون النتيجة اتساع الفجوة في الابتكار والنتائج الاقتصادية بين الولايات المتحدة وأوروبا القارية. وفقا للدراسة التي أجراها مركز ماكينزي العالمي للأبحاث ونشرها " أكسيوس" تسير الولايات المتحدة وأوروبا في الوقت الحالي على مسارات متباينة في تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي – لأن معظم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي يتم تطويرها في الولايات المتحدة. تشير الدراسة إلى أن "تكنولوجيا الأتمتة لديها القدرة على إنعاش الإنتاجية، ما يسمح للاقتصادات بحل معظم تحديات سوق العمل اليوم". لكن "أوروبا والولايات المتحدة لا تسيران على المسار نفسه لتحقيق هذا النمو في الإنتاجية". في الماضي، تعاملت أوروبا بقدر أكبر من الحذر مع أشكال الابتكار التكنولوجي كافة، فعملت على تنظيمها بشكل أكثر صرامة وسط مخاوف من أن تحل التكنولوجيا محل العمالة. وقد يصبح الذكاء الاصطناعي مثالا آخر على ذلك. تشهد الإنتاجية في الولايات المتحدة ازدهارا، وهو تطور قد لا تكون له علاقة بتبني الذكاء الاصطناعي حتى الآن. ولم تواكب بقية العالم ذلك. قالت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، في حدث استضافه مجلس العلاقات الخارجية الشهر الماضي: "إنه أمر محير أن يصل (نمو) الإنتاجية في الولايات المتحدة بين 2019 والوقت الحالي إلى 6%، وفي أوروبا 0.6%". تلاحظ دراسة ماكنزي أن هناك عوامل هيكلية قد تعيد تشكيل الطلب على بعض العاملين، مثل القوى العاملة المتقدمة في السن وذوي احتياجات الرعاية الصحية – ولكلا الفئتين تأثير كبير في أوروبا على وجه التحديد. في سيناريو تبني الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، المهن التي تتطلب مهام متكررة ومعالجة بيانات منخفضة المهارات يمكن أن تشهد انخفاضا في الطلب. في هذه الحالة، تقدر الدراسة أن الولايات المتحدة وأوروبا تحتاجان إلى نحو 12 مليون شخص للتحول نحو أنواع مختلفة من الوظائف خلال النصف الثاني من العقد الحالي. قد يكون هذا أسهل للولايات المتحدة، حيث تتماشى التحولات بهذا الحجم مع وتيرة ما قبل الجائحة. أما في أوروبا، فهذا التحول يصل إلى ضعف وتيرة ما قبل الجائحة. وبحسب الدراسة، خلال الفترة 2016 ـ 2019 كان نحو 1.2% من العاملين في الولايات المتحدة يغيرون وظائفهم كل عام، بينما كانت النسبة 0.4% في أوروبا. أشارت الدراسة إلى أن أسرع سيناريو لتبني التكنولوجيا يمكن أن يساعد أوروبا على تحقيق نمو في الإنتاجية يبلغ 3% حتى 2030. ويعني التبني البطيء نسبة نمو 0.3%، وهو معدل أقرب إلى المستوى الحالي في أوروبا الغربية. في ظل "سوق العمل الأكثر ديناميكية" في الولايات المتحدة، سيستمر نمو الإنتاجية على المعيار التاريخي في الأعوام المقبلة ــ وقد يتسارع مع انتشار تبني التكنولوجيا على نطاق أوسع. تقول الدراسة: "لقد تجاوزت كل من أوروبا والولايات المتحدة تحولات أكبر في سوق العمل خلال الجائحة، ما يشير إلى إمكانية التعامل مع التحولات المستقبلية أيضا".

مشاركة :