حثت الأمم المتحدة قبرص الخميس على السماح لأكثر من 30 مهاجرًا عالقين على طول المنطقة العازلة التي تقسم الجزيرة بتقديم طلبات لجوء، وسط ارتفاع درجات الحرارة. وتتهم قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، تركيا بغض الطرف والسماح للمهاجرين غير الشرعيين بعبور الخط الأخضر الذي تحرسه الأمم المتحدة. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان إنها "تشعر بقلق عميق على سلامة ورفاه نحو 31 طالب لجوء، بينهم سبعة أطفال، عالقين". وأضافت المفوضية إن خمسة منهم عبروا الحدود إلى الجنوب لتقديم طلب لجوء لكن "تم نقلهم" من مركز للمهاجرين و"إعادتهم إلى المنطقة العازلة". وأشارت الأمم المتحدة إلى أن من بين الذين تقطعت بهم السبل كاميرونيين وإيرانيين وسودانيين وسوريين موجودين في المنطقة المحايدة، ويواجهون درجات حرارة تزيد على 40 درجة مئوية. وتعد قبرص "دولة مواجهة" على طريق الهجرة في شرق البحر الأبيض المتوسط. ويشكل طالبو اللجوء على أراضيها أكثر من 5% من السكان البالغ عددهم 915 ألف نسمة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وهو رقم قياسي في الاتحاد الأوروبي. وقبرص مقسّمة منذ أن غزت القوات التركية الجزء الشمالي منها في 1974 ردًا على انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون سعيًا لضم الجزيرة إلى اليونان. وإذ أكدت الأمم المتحدة تفهمها لمخاوف الحكومة القبرصية، قالت إنه "يجب منح طالبي اللجوء إمكان الوصول إلى إجراءات اللجوء دون عوائق". وقال عليم صديق المتحدث باسم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قبرص "نواجه وضعًا إنسانيًا متفاقمًا داخل المنطقة العازلة التابعة للأمم المتحدة". وصرح "هؤلاء الأشخاص بحاجة إلى الوصول إلى إجراءات اللجوء على النحو المنصوص عليه في قوانين اللاجئين الوطنية والأوروبية والدولية". وأضاف أن الأمم المتحدة "تثير مخاوفها لدى جمهورية قبرص لمعالجة الوضع". وتقول قبرص إنها تشهد تدفقًا متزايدًا للمهاجرين السوريين من لبنان بشكل غير نظامي، على وقع تصعيد بين حزب الله وإسرائيل أضعف جهود لبنان في مراقبة مياهه الإقليمية ومنع مغادرة قوارب المهاجرين. وقامت الحكومة بتعزيز الدوريات البحرية وعلقت معالجة طلبات اللجوء للسوريين، مما حرم الوافدين الحصول على مزايا.
مشاركة :