لا شك أن الشركات الناشئة startup من أشهر أنواع الشركات في الوقت الحالي، وغالبًا ما تتردد هذه الجملة في مختلف الأوساط، خاصة بين الشباب الجامعي وحديثي التخرج، الذين يكون لديهم الحماس للبدء في إنشاء شركة ناشئة بتخصصات مختلفة. فما هو الاختلاف بين الشركة الناشئة "ستارت أب" والشركة العادية؟ وما هي عوامل نجاحها؟ وما هي طريقة حل المشكلات التي تواجهها؟ وما هي خطوات الاستثمار في الشركات الناشئة؟ كلها أسئلة تدور في بال كثيرين عند بداية وضع الخطوط العريضة لفكرة شركة جديدة. لذا نضع بين أيديكم في السطور التالية تفاصيل شركات الـ Startup، وعوامل نجاحها، والإطار الذي يُنصح باتباعه، مع نصائح لتحويل الشركة الناشئة إلى مشروع كبير فيما بعد. الشركة الناشئة هي مؤسسة مؤقتة من أجل البحث عن مشروع يدر الربح بشكل متكرر، حسب تعريف رائد الأعمال "ستيف بلانك". وبينما قد لا يكون هذا التعريف دقيقًا إلى حد كبير، فإن مؤسس شركة warby parker، نيل بلومينثال، قد طوره، موضحًا أن الشركة الناشئة هي شركة توفر حلولاً لمشكلات لم يتم حلها بعد، ولكن هذا الحل غير مضمون نجاحه. تتميز الشركة الناشئة بمجموعة من السمات التي تميزها عن غيرها من الشركات الأخرى الكبيرة وهي كما يلي: • الشركة الناشئة تبدو وكأنها "مهمة" وليست عملاً مستمرًا، وذلك لأنها تحتاج إلى عمل متواصل من دون الالتزام بساعات محددة على أمل تحقيق المقابل المادي بشكل سريع.• البُعد عن الصراعات السياسية على عكس الشركات العملاقة، وهذا لتجنب الصدامات مع الأحزاب السياسية أو الجمهور من عامة الشعب، أما الشركات الكبرى فغالبًا ما تنتمي إلى توجه سياسي محدد من أجل كسب فئة كبيرة من الجماهير حتى وإن لم تكن تؤمن به بصورة كاملة.• التحكمات المالية الدقيقة ومتابعتها بحرص نظرًا لقلتها، مع إمكانية اعتمادها على المدخرات الشخصية كمصدر أساسي للتمويل مع احتمالية خسارة هذه الأموال القليلة، وهو ما يعني إخفاقها.• القيادات القوية والنظام الوظيفي الذي يتميز بالأخلاقيات الإيجابية فيما يخص العمل مع هيمنة حالة عامة من التحفيز والتشجيع والطاقة الإيجابية.• الاهتمام بالعميل لكونه من أهم عوامل نجاح الشركة، وهو ما يتم بتقديم خدمات ما بعد البيع. الهدف الأكبر من الشركة الناشئة هو استهداف سوق غير مستغل والعمل على تطويره، لكن لضمان تحقيق الهدف من إنشاء الشركة، لا بد أولاً من التعرف على أنواع الشركات الناشئة، وهي كما يلي: الهدف منها الاستمرارية مع عدم قابليتها للتوسع، ففكرتها الرئيسة ليست في النمو وإنما في استمرار تقديم الخدمات أو المنتجات للعملاء، وهناك الكثير من رواد الأعمال الذين يعملون على إنشاء تلك الشركات وتمويلها بشكل ذاتي. من أمثلة تلك الشركة الناشئة الصغيرة: محلات البقالة، وكالات السفر الصغيرة، المخابز، ومحلات تصفيف الشعر، وقد تكون تلك الشركات هي الاختيار الأمثل لو أن الهدف من ورائها هو العمل المستدام على المدى البعيد مع تشغيل وتوظيف أفراد العائلة والسكان المحليين. تعمل تلك الشركات على تحقيق أعلى عائد استثمار، وتهدف إلى تحقيق النمو السريع، ولتحقيق ذلك، يجب على صاحب الشركة إجراء الدراسات المكثفة لتحديد الفرص المتاحة في الأسواق والعمل عليها. من الأمثلة على هذه الشركات الناشئة القابلة للتطوير تطبيق التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الذي بدأ كفكرة ناشئة ثم أصبح عالميًا، لكن لعمل فكرة مماثلة، يجب توفير رأس مال خارجي من أجل توليد الطلبات وتوسع الشركة. تهدف تلك الشركات إلى تحقيق تغيير إيجابي في البيئة المحيطة والمجتمع بدلاً من تحقيق الربح والثروة المادية. وتشمل تلك الأنشطة الجمعيات الخيرية، والمنظمات غير الهادفة للربح، وعلى الرغم من إمكانية توسع تلك الأنشطة بالاعتماد على مصادر رأس مال خارجية مثل التبرعات والمنح، إلا أنهم لا يطمحون في الحصول على ربح من هذا النشاط. هي شركات ناشئة فرعية تشمل مجموعة من الشركات الكبرى التي تعمل منذ وقت طويل، وتُعرف بمنتجات أو خدمات معينة ذات طابع ثوري في مجالها، وذلك لأن الشركات الكبيرة تكون مكتفية ذاتيًا فتبحث عن تحدٍ جديد للنمو. تهدف تلك الشركات إلى تنويع منتجاتها وعروضها من أجل الوصول إلى قاعدة جماهيرية جديدة، بالإضافة إلى جمهورها الأساسي، ويمكن إنشاؤها في حالة وجود شركة كبيرة بالفعل ورغبة لدى صاحب العمل في التركيز على سوق جديدة. هي الشركة المناسبة في حالة الرغبة في توليد فكرة شركة من هواية أو شغف بشيء معين، ومثال على ذلك افتتاح مدرسة لتعليم الرقص، أو لو أن هناك شخصًا يحب السفر كثيرًا فيفتتح شركة سياحية، أو مطور برمجي، فيقدم خدمة الدورات التدريبية. الشركة الناشئة المرتبطة بنمط الحياة هي الاختيار الأفضل لو كان لدى صاحب العمل هواية يستطيع متابعتها، أو لو كان يشعر بشغف تجاه نشاط إبداعي محدد يكون بمقدوره تحويله إلى تجارة يكسب منها. لا تهدف تلك النوعية من الشركات إلى النمو والتطور، بل يعمل رائد الأعمال على بناء الشركة من الصفر بهدف بيعها لشركة كبيرة، مثل تطوير تطبيقات الهواتف، أو صناعات التكنولوجيا والبرمجيات. الشركة الناشئة هي الخيار الأفضل لرائد الأعمال المحب لإنشاء الشركات، ولكن ليس لديه القدرة والطاقة على متابعتها على المدى الطويل. تختلف الشركة الناشئة عن الشركات الصغيرة في عدة نقاط، إذ تبدأ الشركة الناشئة بنموذج عمل جديد بفريق عمل صغير مع إيرادات قليلة، على عكس الشركات الصغيرة، ونوضح فيما يلي الفرق بين الشركات الصغيرة والناشئة بالتفصيل. من الفروقات الواضحة بين الشركات الناشئة والشركات الصغيرة هو جانب التمويل، إذ تمول الشركات الناشئة من أصحاب رؤوس الأموال أو التمويل الجماعي، أما الشركات الصغيرة فتعتمد على المدخرات الشخصية والقروض المصرفية. تهدف الشركة الناشئة إلى النمو والتوسع بسرعة، أما الشركات الصغيرة فتهدف إلى تحقيق معدل نمو بدرجة أقل نسبيًا. تستعد الشركة الناشئة لتحمل المخاطر أكثر من الشركات الصغيرة لمحاولتها تغطية المخاطر، أما الشركات الصغيرة فتهدف إلى التركيز على الاستقرار وتحقيق الربح. تهتم الشركة الناشئة بتوفير هيكل تنظيمي مع أفراد العمل بالتعاون مع بعضهم البعض من أجل تحقيق هدف محدد، أما الشركات الصغيرة فتتسم بهيكلها الهرمي التقليدي الذي يأتي بخطوط واضحة لتحديد السلطة والمسؤولية. هي وجه الاختلاف الأهم بين الشركة الناشئة ونظيرتها الصغيرة، إذ تهدف الشركة الناشئة إلى جذب موظفين متحمسين للعمل بهدف إنجاح الشركة، أما الشركات الصغيرة فتهتم بجذب الموظفين القادرين على الموازنة بين الحياة العملية والاستقرار. لا بد من معرفة عوامل نجاح الشركة الناشئة من أجل التخطيط لها بشكل مناسب، ونستعرض فيما يلي أهم عوامل نجاح تلك الشركات: • تحديد الهدف من عمل الشركة خلال السنوات القادمة مثل:o الريادة في المجال.o زيادة الفريق إلى عدد معين.o استدامة العمل.o توصيل المنتجات إلى سوق أكبر.• التأكد من الإدارة المرنة والمنتجة بتحديد قيم محددة للعمل بها مع تنفيذ الالتزامات والعهود واستشارة فرق العمل بشأن القرارات المختلفة.• توظيف فريق عمل متمكن لاستقطاب المرشحين المناسبين للعمل.• أخذ القرارات بسرعة وصرامة بين الموظفين أو في مجال العمل.• الاستماع إلى الأفكار الإبداعية وتنفيذها.• تطوير الموظفين مهنيًا بتحسين الكفاءات ومشاركتهم وتحفيزهم.• التأكد من توافر الشروط الاستثمارية للعمل. إطار العمل هو الخطة التي يتم وضعها للمساهمة في إنجاز المهام والمشروعات المهمة في الشركة الناشئة والمتوسطة، وهو عامل مؤثر في واقع الأمر بأداء الشركات الناشئة التي تقدم خدمات موثوقة للعملاء العالميين والمحليين، وهذا الإطار هو جدول زمني يضمن نجاح الشركة وبقاءها في السوق، ونقدم فيما يلي أهم الإطارات المناسبة للشركات الناشئة: • إطار CCPM: هو إطار يركز على الأشخاص والموارد المتاحة في الشركة من أجل الإدارة، إذ تتم دراسة كل الموارد اللازم توافرها لكل موظف مع إبراز المدى الزمني اللازم لإنجاز المشروع.• إطار SCRUM: هو إطار مبسط يمكن الاعتماد عليه من أجل تحديد المهام اليومية التي يجب إنجازها.• إطار Lean: هو الإطار الأكثر شعبية حول العالم، إذ يعمل على مختلف المهام بسلاسة ودون مشكلات.ويمكن القول إن الخيار الأفضل للشركات الناشئة هو ذلك الذي يجمع بين إطاري Lean وSCRUM من أجل تحقيق أفضل أسلوب عمل. من أجل تحويل الشركة الناشئة إلى مشروع ضخم، يجب اتباع مجموعة من الخطوات والنصائح لتحقيق ذلك بشكل صحيح ودون مشكلات، ونوضح فيما يلي أهم النصائح التي تساعد على تحويل الشركة الناشئة إلى مشروع كبير: • تحديد القيمة السوقية للشركة.• إدارة رأس المال بحكمة وطبقًا للخطة الموضوعة من جانب الرقابة المالية، مع اتباع سياسات تعني بترشيد وتوفير النفقات.• المرونة في الخطط التنفيذية، إذ يمكن أن تحدث بعض الأمور الخارجة عن السيطرة، والتي تحول دون اتخاذ القرارات السليمة، ومن ثم يجب التركيز على السياسات المرنة والتركيز على الحلول البديلة.• الاستماع لكل الآراء خاصة التي يقدمها الخبراء والاستشاريون المتخصصون في مجال عمل الشركة مع الاستماع لآراء الموظفين بشكل دوري.• الاعتماد على المنطق والأرقام الحيوية لقياس التقدم الذي يتم إحرازه في الشركة الناشئة بدلاً من الاعتماد على الحدس والشعور.• مراقبة مدى الابتكار والتقدم نحو الهدف المطلوب تحقيقه، إذ يمكن قياس مدى التطور الذي تسير بموجبه الشركة وفقًا للخطة الرئيسة الموضوعة مسبقًا. ما هي الشركات الناشئة؟ أنواع الشركات الناشئة ما الفرق بين الشركات الناشئة والشركات الصغيرة؟ عوامل نجاح الشركات الناشئة ما هو الإطار الذي يُنصح باستخدامه في الشركات الناشئة؟ نصائح لتحويل الشركات الناشئة إلى مشاريع ضخمة 1- شركة ناشئة صغيرة 2- الشركات الناشئة القابلة للتطوير 3- الشركات الناشئة في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية 4- الشركات الناشئة الكبيرة 5- الشركات الناشئة لنمط الحياة 6- الشركات الناشئة القابلة للبيع التمويل إمكانات النمو تحمل المخاطر أسلوب الإدارة عقلية الموظف
مشاركة :