يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو من أفضل أيام السنة، حيث يجتمع فيه الحجاج على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من الحج. ويسنّ صيام يوم عرفة لغير الحاج، فقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم وحثّ عليه. وفضله عظيم، فقد روى أبو قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ" [رواه مسلم]. ما حكم من شرب في نهار عرفة نسيانًا؟ يجوز للصائم أن يفطر إذا أكل أو شرب ناسيًا، سواء كان ذلك في رمضان أو في غيره من الأيام، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم للذي أكل وشرب ناسيًا: «أَطْعَمَكَ اللهُ وَسَقَاكَ» [رواه أبو داود]. وعلى ذلك فإذا شرب شخص في نهار عرفة نسيانًا، فإن صيامه صحيح، ولا يجب عليه القضاء. وذلك لأن النسيان عذرٌ مباحٌ يبيح الفطر، سواء كان في رمضان أو في غيره. ويؤكد ذلك قول دار الإفتاء المصرية، حيث ذكرت أن "الصائم في رمضان أو غيره إذا أكل أو شرب ناسيًا فإن صيامه صحيح". وبناءً على ذلك من شرب في نهار عرفة نسيانًا، فلا حرج عليه، ولا يجب عليه القضاء، ولا يفسد صيامه. وينبغي عليه أن يستمر في صيامه، وأن يكمل يومه، وأن يدعو الله تعالى أن يتقبل منه صيامه. والله تعالى أعلم. و ينطبق هذا الحكم على جميع أنواع الصيام، سواء كان صيام تطوع أو صيام نذر أو صيام كفارة. ويستحب للمسلم أن يتحرّى في صيامه، وأن يتأكد من أنه لم يأكل أو يشرب قبل الفجر أو بعده. وإذا شكّ في أنه أكل أو شرب، فإنه يبني على الأصل، وهو أنه لم يفعل ذلك، ويستمر في صيامه. نسأل الله أن يوفقنا لصيام يوم عرفة إيمانًا واحتسابًا، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
مشاركة :