شارك عشرات الآلاف في تظاهرات في باريس، ومدن أخرى بأنحاء فرنسا، أمس، للاحتجاج على حزب التجمع الوطني المنتمي لليمين المتطرف قبل الانتخابات التشريعية المقبلة في البلاد. وبعد تقدم حزب التجمع الوطني في انتخابات البرلمان الأوروبي، التي جرت الأحد الماضي، نشرت الشرطة 21 ألف شرطي بعد أن دعت نقابات عمالية وجماعات طلابية، وأخرى لحقوق الإنسان لتنظيم مسيرات لمعارضة الحزب المناهض للهجرة وللاتحاد الأوروبي. وكانت نقابات وجمعيات وأحزاب يسارية قد دعت إلى «مد شعبي»، متوقعة أن يتظاهر في فرنسا ما بين 300 ألف و350 ألفاً لدرء فوز جديد يتوقع أن يحققه حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) في جولتي الانتخابات التشريعية المقررتين في 30 يونيو و7 يوليو بعد تفوقه أمس، في الاستحقاق البرلماني للاتحاد الأوروبي في تطور دفع رئيس البلاد إلى حل الجمعية الوطنية. وفي باريس قالت الشرطة: «إن 75 ألفاً شاركوا في مسيرة انطلقت عند الظهيرة من ساحة الجمهورية عبر العاصمة»، لكن محطة بي.في.إم التلفزيونية نقلت عن الاتحاد العام للشغل قوله: «إن 250 ألفاً شاركوا في مسيرة باريس و640 ألفاً إجمالاً في أنحاء البلاد». وقالت الشرطة إنها اعتقلت سبعة في باريس، وقدرت أعداد المشاركين في المسيرات في أنحاء البلاد بنحو 217 ألفاً. قلق بالغ وفي حديثها من ساحة الجمهورية قالت صوفي بينيه زعيمة الاتحاد العام للشغل اليساري المتطرف للصحافيين «ننظم مسيرات لأننا نشعر بقلق بالغ من أن (رئيس حزب التجمع الوطني) جوردان بارديلا يمكن أن يصبح رئيس الوزراء المقبل. نريد منع هذه الكارثة». وقالت كارول آن جوست، وهي طالبة تبلغ من العمر 22 عاماً، إن هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها في الاحتجاجات بسبب قلقها من «تصديق الناس لأكاذيب هذا الحزب الذي لديه إرث عنصري بحق». وأضافت أنها تريد «النضال من أجل الحفاظ على بلد ينعم بحقوق الإنسان والحرية والتسامح». ودعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة على جولتين في 30 يونيو، والسابع من يوليو، بعد هزيمة تحالفه المنتمي لتيار الوسط أمام حزب التجمع الوطني في انتخابات البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي. وتكهنت سلسلة أولية من استطلاعات الرأي بإمكانية فوز حزب التجمع الوطني بالانتخابات ليصبح قادراً على تشكيل الحكومة المقبلة. 200 تظاهرة وقالت فلورانس دافيد (60 عاماً) خلال مشاركتها في التظاهرة في باريس، حيث انطلقت المسيرة «اعتقدت أنني لن أرى بتاتاً اليمين المتطرف يصل إلى السلطة، ولكن الآن يمكن أن يحدث ذلك». وقالت أميلي روانيه البالغة 32 عاماً خلال تظاهرة في رين (غرب) «كنت بحاجة إلى أن أكون مع عدد كبير من الأشخاص لكي أشعر بأنني لست الوحيدة. وصول اليمين المتطرف إلى السلطة يخيفني». وحذرت فلورانس أوديبير (40 عاماً) لدى مشاركتها في تظاهرة في رين (غرب) من أن «الديمقراطية يمكن أن نخسرها في أي وقت». ومن المتوقع خروج حوالي مئتي تظاهرة في عطلة نهاية الأسبوع، قبل أسبوعين من موعد استحقاق تشريعي سيؤدي إلى إعادة تشكيل للمشهد السياسي في فرنسا في تطور ينطوي على فوضوية كبيرة. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :