أدّى المصلّون، اليوم، صلاةَ عيد الأضحى المبارك في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، وسط أجواء آمنة مطمئنّة مفعمة بالخشوع لله سبحانه وتعالى؛ حيث توافد المصلون منذ ساعات الصباح الأولى إلى مصليات العيد والجوامع التي هُيِّئت للصلاة. المسجد الحرام أدى المصلون صلاة عيد الأضحى المبارك بالمسجد الحرام وسط أجواء روحانية وإيمانية. وأم المصلين الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الذي أوصى خير وصِيَّةٍ تُسْدَى على الدَّوام، تقوى المَلِك العَلاَّم:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾. وقال في خطبتة وفود الحجيج المُبَاركين: عيدكم مبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ها قد امْتَنَّ الله عليكم بِبُلُوغ هذا اليوم الأغرِّ الأطهر، المُحَجَّل الأزهر، يوم الحَجِّ الأكبر، يومٌ تَهُبُّ نَسَائم عِطره وتُشرِق السُّبُل والدُّروب، وتطمَئِنُّ الجوارِح وتبْتهِجُ القُلوب، وتزْخَرُ في النُّفوس أصْدَق العِبَارات، وتُجَابُ الضَّرَاعات والدَّعوات، وتُقال الهَفَوات والعَثَرَات، وتُرْفَعُ الدَّرجات وتَنُال الحَسَنات، فَطوبى لكم الحَجُّ المَبرور، طوبى لكم الذَّنْب المغفور، طُوبى لكم السعي المشكور، طوبى لكم مُبَاهاة الملائكة من العزيز الغَفُور، فافرحوا بعيدكم وابتهجوا، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرَا. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. وأوضح أن من الشّعَائر العُظمَى، والطَّاعات الكُبرى التي يُتَقَرَّبُ بها إلى المولى عزّ وجلَّ في هذا اليوم الأنْوَر، ويَسْتوِي فيها الحُجاج وغيرهم من المسلمين شَعِيرَة النَّحْر؛ للحجُاج نحر الهَدْي، ولغيرهم ذَبْحُ الأضاحِي، وهذه الشعيرة الجليلة فيها مِن الأجر العَمِيم، والاقتِدَاء بِخلِيل الله إبراهيم، ونَبِينا محمَّد الكريم، عليهما أفضل الصّلاةِ وأزكى التَّسليم، يقول تعالى:﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِوَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُقد صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَإِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُوفديناه بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ وخُلِّدت بذلك سُنةُ النَّحر في عيد الأضحى لتبقى شَامةً نَيِّرةً على عظيم الاستسلام والإيمان، وجُمَانة مُتلألئة كبرى في الإذعان لأوامر الواحد الدَّيان. ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾: أي يناله طاعتُكم وما وقَر في قلوبكم من خشيته وتعظيم أمره وشعائره. وبين أن من فِقْهِ أحكام الأضاحي كَون ذبحها في الوَقْتِ المحدد شرعًا، فلا يجوز ذبحها قبل وقت صلاة العيد؛ لِمَا وَرَد عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله :”إن أوَّلَ ما نبدأ في يومنا هذا أن نُصلِّيَ، ثم نرجعَ فَنَنْحَرْ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سُنَّتنا، ومن نَحَرَ قبل الصلاة فإنما هو لحم قدَّمه لأهله ليس مِنَ النُّسك في شيء” (متفق عليه)، وينتهي وقتُ ذبحِ الأضحية بغروب شمسِ اليومِ الثالثِ من أيام التشريق، لقوله :”وكُلُّ أيام التشريق ذبح” (أخرجه الإمام أحمد في مسنده). ولا يجوز التضحية بالمعيبة عيوبًا بَيِّنَة؛ لحديث البراء ابن عازب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله :”أربَعٌ لا تجوز في الأضاحي: العَوْراء البَيِّنُ عَوَرُها، والمريضة البَيِّن مرضها، والعرجاء البَيِّن ظَلَعُها، والكبيرةُ التي لا تُنْقِي” (أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأهل السنن). ويُعتبر في سِنِّ الهدي والأضحيةِ السُنن المعتبرُ شرعًا، وهو خمس سنوات في الإبل، وسنتان في البقر، وسنة في المَعْز، ونصف سنة في الضأن، وتجزئ الشاة الواحدة عن الرجل وأهل بيته كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه. ومِنْ سُنَن الأُضحية أن يتولَّى المضحِّي الذبح بنفسه، وقد ضحى رسول الله بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده. ومن السُّنة أن لا يُعطى جازِرَها أُجرته منها. وأن يأكل صاحبها منها ثلثًا، ويُهديَ ثُلثًا، ويتصدقَ بثُلثْ؛ لقوله تعالى:﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. ألا فَضَحُّوا، تقبل الله أُضحياتكم، وحقق سؤلكم ومُنَاكم، وأحْيُوا سُنَّة التكبير ، كَبِّرُوا حتى يَبْلغ تكبيركم عَنَانَ السَّمَاء ، كَبِّرُوا فربكم كريم يحب الثناء، ويستجيب الدعاء، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد وخاطب الدكتور السديس حجاج بيت الله الحرام قائلا لقد جاء هذا الدين بأعظم القِيَم الإنسانية المُنِيفَة، والأخلاق الوَرِيفَة، مُرشِدًا العالم إلى القِيَم المُزْهرة، والمكارم الوضيئة المبهرة، أهمها على الإطلاق، وأعلاها باتفاق؛ توحيد رب العالمين، فهو أساس دعوة الرسل أجمعين، قال تعالى:﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، وذلك ؛ بإخلاص الدين لله: ﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾، وتعظيم سُنة رسول الله : ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾، ومعرفة مكانة الصحابة رضي الله عنهم، خِيَار هذه الأمة، وأبرّها قُلوبًا ، وأعمقها عِلمًا، وأقلها تَكلُّفًا، ولزوم منهج السلف الصالح رحمهم الله، والعلماء الربانيين، وحفظ مقامهم، واحترام اجتهاداتهم ، وعفة الألسنة عن الوقوع في أعراضهم، والتجافي عن منهج التكفير والتفسيق والتبديع، وكذا العناية بالعبادات وعلى رأسها الصلاة :” العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر” ( أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)، وتعزيز منهج الوسطية والاعتدال، ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾، والحفاظ على الأمن والاستقرار ، والوِئَام والسلام ، والبُعد عن الحروب والخطوب، والنزاعات والكروب، وتجنيب المنطقة والعالم آثارها المدمرة. وأكد أن من عظيم وبديع القيم الإسلامية ، الاعتصام بالوحدة الدِّينيَّة والوطنية، قال تعالى:﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾، قال الإمام البغوي ~ :”بعث الله الأنبياء كلهم بإقامةِ الدِّين ، والأُلْفة والجماعة ، وترك الفُرْقة والمخالفة”، فالحذر الحذر من الجماعات الحزبية، والتنظيمات الإرهابية، والانحلال والإباحية. فلزوم الجماعة والإمامة ومحبة الأوطان فِطْرَة الديَّان، وهنا يأتي دَوْرُ وَسَائِلِ الإعلام، ومواقِعِ التواصُل الاجتماعي في تَعزِيزِ هذه اللُّحْمة المُتَمَاسِكة. والعِنَاية بالمُحْتَوَى الإعلامي القِيَمِي، واستثمار وَسَائل التواصل في خِدْمَةِ الدِّين، وجَمْع الكلمة وَوَحْدَة الصَّفْ، وتجديد الخِطَاب الدِّيني، ومكافحة ظاهرة الإسلام فوبيا، والرد على شُبُهاتِ أهل الإلحاد والزَّيغِ والضَّلال. وقال تَنْعمون في هذا اليوم السعيد المبارك في نفحات الابتهاج والسّرور، والألفة والحبور، والتزاور والاغتباط، والأُنْس والنَّشاط، وذلك فضل الله عليكم ورحمته، ولكن لا يَحْمِلُنا ذلك على تناسي مَآسي إخواننا المستضعفين، وأحِبَّتنا المكلومين، في فلسطين، وأكناف المسجد الأقصى؛ حَيْث يُعَانون الحِصَار والدَّمَار، والتشريد والتقتيل، والطغيان والتنكيل. ولا نشكو إلا لله أوصابنا، فَسُود النوائب لطالما أسفرت عن نَيْلِ الأماني والرغائب، والخطب الجَلَلْ بَرِيدٌ لأزكى الأمل بإذن الله عز وجل ﴿وَلا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾. فيا أحِبَّتنا بحبل الله فاستعصِموا، وبالعزيز القدير استنصِروا، تُنْصَروا وتسْتبصِرُوا، وأبشروا وأمِّلُوا: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام ان موسم الحج اختص بمزيد من الطَّاعات والقربات، فيا حجاج بيت الله الحرام: اتقوا الله، واغتنموا هذه الأوقات الشريفة الفاضلة، واعمروها بالأعمال المباركة الصالحة تُفلحوا وتفوزُوا، وللخيرات والرحمات تحُوزوا. ومن القِيَم العظيمة التي جاء بها الشرع الحنيف: تربية المجتمع على الفضيلة والعفاف، والتأكيد على دور الأسرة في التربية، فيا أيَّتُها الأخوات الشَّرِيفات، والحَرَائر المَصُونات: تَمَسَّكن بالحجاب والاحتشام، الله الله في الحياء والعفاف، احذرن القنوات المشبوهة الخليعة، والمواقع التواصلية الوضيعة التي تُدَمْدِم وتُهَدِّم من الأُسرة أركانها، ومن الفضيلة شُمّ بُنْيانَها، واعْلَمْنَ أنَّ وعي المَرْأة الحَصَان الرَّزان، المُنْبَثِقة عن مِشكاة الشرع الحنيف، ومقاصِدِه الكُلِّية، وقواعِده المرعِيَّةِ العَلِيَّة هي التي تقُود مِن مَسِيرَة الفضيلة والزَّكاءِ مَرَاكِبَها، وتتَصَدَّرُ مِن الدَّعوة لِلطُّهر والنَّقَاء مَوَاكِبَها، قال عزَّ مِن قائل: ﴿ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾ وقال في خطبته حجَّاج بيت الله الحرام : أنتم اليوم في يوم النَّحر اليوم العاشر من شهر ذي الحجّة، في هذا اليوم الأغرِّ يتوجه الحُجَّاجُ إلى مِنَى لرمي جمرة العقبة بسَبْع حصياتٍ متعاقبات، فإذا فَرَغَ الحاجُّ من رمي جمرة العقبة، ذَبَحَ هَدْيَهُ إذا كان متمتعًا أو قارنًا، فإن عجز عن الهَدي؛ صام عَشرة أيام، ثم يحلّق الحاج رأسه ؛ وبذلك يتحلَّل التحلُّل الأول، فَيُبَاحُ له كل شيء إلاَّ النِّسَاء، ثم يتوجّه الحاج إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج، لا يتمّ الحج إلاّ به ؛ لقوله تعالى : ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ، وبعد الطواف، يسعى بين الصَّفا والمروة إن كان مُتمتعًا، أما القارن والمُفْرِد فليس عليهما إلاّ سعيٌ واحد، ويحصل التحلُّل الثاني بثلاثة أمور هي : رميُ جمرة العقبة، والحلقُ أو التقصير، وطوافُ الإفاضة، فإذا فعل الحاج هذه الأمور الثلاثة، حلّ له كلُّ شيء حَرُمَ عليه بالإحرام حتى النساء، وإنْ قَدَّم أو أخَّر شيئاً منها فلا حرج إن شاء الله ؛ لأنه ، ما سئل يوم النحر عن شيء قُدم ولا أُخر إلاّ قال :” افعل ولا حرج” . وبين الدكتور السديس إن من واجبات الحج المبيت الليلة بمنى اتباعًا لِسُنَّة المصطفى ، ويوم غدٍ إن شاء الله هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجّة أوّلُ أيامِ التشريق المباركة التي قال الله عزّ وجل فيها : وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما : “هي أيام التشريق”، وقال فيها عليه الصلاة والسلام : “أيام التشريق أيام أَكْلٍ وشُرْبٍ وذِكْرُ لله عزّ وجل” (رواه مسلم) ، فأكثروا رحمكم الله من ذِكر الله وتكبيرِه في هذه الأيام المباركة امتثالاً لأمر ربكم تبارك وتعالى، واستناناً بسنَّة نبيكم محمد ، واقتفاءً لأثر سَلَفِكم الصالح ؛ فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يُكبِّرون في هذه الأيام الفاضلة، وكان عُمَر رضي الله عنه يُكَبِّرُ في قُبَّتِه بمنى ؛ فَيُكَبِّر الناس بتكبيره، وقد كان من هَدْيِهِ وهو القائل : ” لتأخذوا عنِّي مناسككم”، في هذه الأيام المباركة : رميُ الجمار الثلاث بعد الزوال؛ مُرَتَّبة الصُّغْرَى ثم الوُسْطَى ثم الكُبرى وهي العَقَبَة، كُلُّ واحدة بسبع حصيات متعاقبات، يُكَبِّر مع كل حصاه، والمبيتُ بمنى، وهو واجب من واجبات الحجّ، ويجوز للحاج أن يتعجل في يومين، وله أن يتأخر إلى اليوم الثالث وهو أفضل، قال تعالى:﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى﴾، فإذا أراد الحاج الانصراف من مكة وجب عليه أن يطوف للوداع، لقوله تعالى:﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾، ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما:” أُمِرَ الناسُ أن يكون آخر عهدهم بالبيت. ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام في ختام خطبته الله أن يتقبل من الحُجَّاجِ حَجَّهم، وأن يجعل حَجَّهم مَبْرُورَا، وسَعْيَهُم مَشكورا، وذنبهم مغفورا، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول، وقد أديت الصلاة في محافظات ومراكز وقرى المنطقة كافة. المسجد النبوي أدى المصلون صلاة عيد الأضحى في المسجد النبوي وسط أجواء روحانية وإيمانية. وتقدم المصلين الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود, أمير منطقة المدينة المنورة, ونائبه, الأمير سعود بن خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود . وأمّ المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور خالد المهنا , الذي استهل خطبته بالتكبير وموصيا فيا المسلمون بتقوى الله تعالى، مبينا ان تقواه رأس كل شيء، والغاية من كل أمر ونهي، وهي وصية كل نبي أرسله، وأصل كل شرع أنزله، وتقواه سبحانه أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر. وقال فضيلته :هذا عيدنا أهل الإسلام، هذا اليوم أفضل أيام العام، هذا أكبر العيدين وأجلهما، هذا يوم الحج الأكبر، هذا يوم الشعائر العظيمة، هذا يوم إعلان التوحيد والتجريد، هذا يوم إخلاص العبيد، (قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ)، هذا يوم مباركٌ جعل الله يوم عرفة قبله توطئةً له وتقدمة بين يديه، يقف فيه الحجيج بعرفات منيبين إلى ربهم مسلمين، داعين مخلصين له الدين، مکبرین خاشعين خاضعين، فيتجلى لهم الله سبحانه ويدنو منهم ويباهي بهم ملائكته، ويكرمهم بالرحمة والغفران، ويعتق كثيراً من عباده من النيران، يوم النحر هذا يومٌ عظيم، يجتمع فيه من الشعائر المحبوبة إلى الله مالا يجتمع في غيره، فيه وفادة الحجاج إلى البيت العتيق، وفيه يرمون الجمار، فيه نحر الهدايا والضحايا تقرباً للعزيز الغفار، فيه حلق الرؤوس والتقصير، والتهليل والحمد والتكبير. ومضى فضيلته قائلا ً:في مثل هذا اليوم المبارك الأغر، من السنة العاشرة من هجرة خير البشر، كان إمام الثقلين صلى الله عليه وسلم في مقدمة جموع المسلمين بمنى يقودهم في حجة الوداع، وكان أول منسك فعله أن رمى جمرة العقبة ضحىً بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ثم انصرف إلى المنحر، وكان عدة الهدي الذي ساقه معه مائةُ بدنة من الإبل خاصة، تعظيماً لشعائر الله تعالى، وعملاً بقوله سبحانه: (ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ )، فباشر بيده الكريمة المباركة الطاهرة هذا النسك فنحر ثلاثاً وستين بدنةً، ثم أعطى علياً فنحر ما بقي، وأشركه في هديه، وأمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثم حلق رأسه الشريف، ثم ركب فأفاض إلى البيت العتيق فطاف به، وفي ذلك اليوم المبارك خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى خطبةً عظيمةً ودع فيها أمته وذكر، ووعظ وأنذر، وبلغ وأشهد على ذلك بأبي وأمي صلوات الله عليه وسلامه، قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: (وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج بهذا، وقال: هذا يوم الحج الأكبر، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اشهد، وودع الناس فقالوا: هذه حجة الوداع). وبين فضيلته انه كان مما جاء في تلك الخطبة المباركة التأكيد على حرمة الدماء والأعراض والأموال، والتحذير من الاختلاف والفرقة والاقتتال، فقال (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه) وخطب الناس عليه الصلاة والسلام خطبةً ثالثةً في أوسط التشريق، وكان قبل ذلك قد خطب في يوم عرفة، فدل أمته في تلك الخطب العظيمة على خير ما يعلمه لهم وأنذرهم شر ما يعلمه لهم، ووصاهم بالاعتصام بكتاب الله، وبحفظ فرائض الدين، وبالنساء خيرا، وبتقوى الله فيهن، وأمر بلزوم الجماعة، والسمع لمن ولاه الله الأمر والطاعة. وأشار فضيلته الى ان أعظم شعائر هذا اليوم المبارك لغير الحجاج ذبح الأضاحي اقتداءً بسيد المرسلين، من أحيا الله به سنة خليل رب العالمين، إبراهيم إمام الحنفاء، ووالد الأنبياء، صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم وعلى جميع النبيين، وذلك ليذكر العباد اسم ربهم على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، فيفردوه بالعبادة على الدوام، وينقادوا له بالطاعة والاستسلام، كما قال سبحانه: (وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ فَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَلَهُۥٓ أَسۡلِمُواْۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ )، وليكون هذا المنسك العظيم إعلاناً ظاهراً بأن العبادة حق الله الخالص على عبيده، فلا يذبح إلا له، ولا يذكر على النسائك إلا اسمه، ولا يستجار إلا به، ولا يستغاث بغيره، ولا يدعى أحد من دونه، مهما ارتفع قدره وجل شأنه، مبينا ان المسلم يفعل هذه العبادة مؤمناً بها، محتسباً لجزيل ثوابها، متحققاً حال فعلها وبعده بشكر خالقها الذي سخرها، مستيقناً بأن الله غني حميد لا يصل إليه أبعاضها ولا أجزاؤها، وإنما يصل إليه إخلاص العبد وما أريد به وجه الله منها، معظماً ربه على ما أرشده لمعالم دينه ومناسك حجه كما قال عز سلطانه: (وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَٰٓئِرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرۡنَٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ). وأوضح فضيلته انه كانت سنة إمام المتقين صلى الله عليه وسلم المبادرة بعد صلاة العيد وخطبته إلى ذبح أضحيته بيده الكريمة، مسمياً مكبراً عليها، لا يقدم على ذلك شيئا،فضحى بكبشين طيبين، واحدًا عنه وعن أهل بيته، والآخر عمن لم يضح من أمته، ولقد دلت سنته عليه الصلاة والسلام وهدي أصحابه من بعده على فضل المحافظة على الأضحية في كل عام لمن تيسرت له، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وعلى اختيار السمين المستحسن منظره من بهيمة الأنعام، وأفضلها في الهدي والأضحية الإبل ثم البقر ثم الغنم، كما دلت السنة المطهرة على وجوب اختيار الطيب الخالي من موانع الإجزاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا) وقوله عليه الصلاة والسلام: (أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والعجفاء التي لا تنقي). واردف فضيلته ان الأضحية الواحدة تجزيء عن الرجل وأهل بيته، ويجوز أن يشترك سبعة في البعير أو البقرة، والسن معتبرةٌ في الأضاحي، فلا يجوز في الإبل إلا ما تم له خمسُ سنين، وفي البقر ما تم له سنتان، وفي المعز ما تم له سنة، وفي الضأن ما تم له ستة أشهر، ويسن أن يأكل المضحي من أضحيته هو وأهلُ بيته وأن يطعم الفقير لقول الله تعالى: (فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ ) وإن قسمها أثلاثاً فأكل منها وتصدق وأهدى فلا بأس، ووقت الذبح يبدأ بعد صلاة العيد إلى مغیب شمس آخر أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، والنهار والليل وقت للذبح والنهار أولى، والمبادرة بالأضحية بعد خطبة الإمام أفضل اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ومسارعة في الخير. وختم فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور خالد المهنا خطبته مذكرا بان التكبير ذكر عظيم يحبه الله ويرضاه، ويفتح له أبواب السماء، والتكبير أيها المسلمون تصغير لكل شيء أمام عظمة الله تعالى، وهو أبلغ لفظ للعرب في معنى التعظيم والإجلال، فكلما قال العبد: الله أكبر، تحقق قلبه بأن يكون الله في قلبه أكبر من كل شيء، فلا يبقى لمخلوق على القلب ربانية تساوي ربانية الرب، فضلاً عن أن يكون مثلها ، حاثا المسلمين بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مبينا فضيلته انه من يرد الله به خيراً ييسر لسانه لكثرة الصلاة والسلام عليه فيحوز الأجر العظيم ويفوز بالوعد الكريم. وقد أديت الصلاة في محافظات ومراكز وقرى المنطقة كافة. الرياض أدى الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض اليوم، مع جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض. وأمَّ المصلين عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الذي استهل خطبته بالحمد والثناء للمولى – عز وجل – على تيسير الحج للحجيج، داعيًا إلى التقوى والعمل على الطاعات والتقرب إلى الله في يوم النحر. وبين آل الشيخ آداب الأضحية والأحكام والفضل الوارد فيها اتباعاً لسنة الخليل إبراهيم وخاتم المرسلين نبينا محمد عليهما أفضل الصلاة والتسليم، سائلاً الله العلي القدير أن يتقبل من الجميع ما قدموا من خير وصدقات، وأن يحفظ أوطان وبلاد المسلمين ويديم عليها الأمن والأمان. ونوه بما تقدمه القيادة الرشيدة -حفظها الله- من جهود بارزة للتيسير على حجاج بيت الله الحرام وخدمة ضيوف الرحمن، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ المملكة قيادة وشعباً، وأن يتم على الحجيج مناسكهم ويعيدهم إلى بلدانهم بسلامة وطمأنينة. وأدى الصلاة مع أمير المنطقة ل من الأمير محمد بن مشاري بن عبدالعزيز، والأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير سعود بن ثنيان بن عبدالله، والأمير خالد بن عبدالعزيز بن مشاري، والأمير خالد بن ثنيان بن محمد، والأمير بندر بن سعد بن خالد بن محمد، والأمير بدر بن محمد بن عبد الله بن جلوي، والأمير سعد بن عبدالرحمن بن سعد بن عبدالرحمن، والأمير عبدالله بن سلطان بن ناصر بن عبدالعزيز، والأمير بندر بن فيصل بن بندر بن عبدالعزيز مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير مشعل بن سلطان بن عبدالعزيز، والأمير فهد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز. كما أدى الصلاة عدد من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة والمعالي وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين. الشرقية أدى الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية, والأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية، صباح اليوم ، صلاة عيد الأضحى مع جموع المصلين في جامع خادم الحرمين الشريفين بالدمام. وأم المصلين مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية عمر بن فيصل الدويش، الذي هنأ المصلين بعيد الأضحى، ويوم الحج الأكبر الذي يتقرب فيه المسلمون إلى ربهم بذبح الأضاحي رغبةً بما عند الله تعالى من الثواب. وقال: إن تحقيق التوحيد ونبذ الشرك من أعظم أسباب النجاة مع الاتباع لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي الحج يتحقق التوحيد بصرف جميع أنواع العبادات لله وحده لا شريك له، وحينما نشاهد جموع الحجيج وقد وفدوا من كل فجٍّ عميق يرتدون لباسًا واحدًا يتجهون إلى ربٍ واحد وينتظمون في عبادة واحدة، وقد تنقلوا بين المشاعر بكل هدوءٍ وسكينة على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ولغاتهم وأقاليمهم، يرجون مغفرة الذنوب وقد سالت عبراتهم وتعلقت قلوبهم بخالق الأرض والسماء، وحينما نشاهد كل ذلك نتذكر يوم العرض الأكبر على الله في يوم لا يخفى فيه على الله خافية. ودعا الله في ختام الخطبة أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو لي عهده الأمين على ما يبذلونه من إمكانيات وخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وتسخير كافة الإمكانيات المادية والمعنوية لضيوف الرحمن ليؤدوا حجهم على الوجه الأكمل. وأدى الصلاة مع سموه أصحاب السمو والمعالي ووكيل إمارة المنطقة الشرقية تركي بن عبدالله التميمي، والمسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع من المواطنين. وقد أديت الصلاة في محافظات ومراكز وقرى المنطقة كافة. تبوك أدَّى الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، مع جموع المصلين صلاة عيد الأضحى في مصلى العيدين بمدينة تبوك . وأم المصلين إمام وخطيب جامع الملك فهد بتبوك سعود بن محمد العنزي، الذي استهل خطبته بحمد الله والثناء عليه وتكبير الله سبحانه. وقال: هنيئاً لكم هذا العيد، جعل الله أيامكم دوماً سُروراً، وزادكم بالعيد بهجةً وحُبوراً، تقبَّل الله طاعاتكم، وأعلى درجاتكم، وكفَّر عنكم من سيئاتكم، وأعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمَّة الإسلامية بالخير واليُمن والسعادة، والعِزِّ والنصر والتمكين للإسلام والمسلمين، مؤكداً أن المملكة تقدم جهوداً جبارة في خدمة ضيوف الرحمن. وسأل إمام وخطيب جامع الملك فهد في ختام خطبته الله أن يزيد هذا البلد تشريفًا وحفظًا وأن يديم عليهِ أمنهُ واستقرارهُ وقيادتهُ بخيرِ وعافية وعزَ للإسلام والمسلمينَ، وأن يتقبل من الحجاج أعمالهم ويجعل حجهم مبرورًا وسعيهم مشكورًا ويردهم إلى ديارهم سالمين غانمين. وقد أديت الصلاة في محافظات ومراكز وقرى المنطقة كافة. الجوف أدّى الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، والأمير متعب بن مشعل بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الجوف وجموع المصلّين اليوم، صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة سكاكا. وأمّ المصلين الشيخ طارق السلامة، الذي استهل خطبته بحمد الله والثناء عليه، وحث المصلين على تقوى الله، مُبيّناً ما ليوم النحر من فضائل وخير يجزي الله به عباده. واختتم خطبته بالابتهال إلى الباري جل وعلا بالحمد والثناء على ما أتم للحجيج من يسر وتسهيل وهم ينعمون بفضل من الله ثم بما تقدمه المملكة من خدمة لهم بتهيئة الحرمين الشريفين بأفضل الخدمات، سائلاً الله أن يُجزل الأجر والثواب لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين-حفظهما الله-، شاكراً المولى عز وجل على ما أنعم به علينا في بلادنا من أمنها وازدهارها ورخائها. وقد أديت الصلاة في محافظات ومراكز وقرى المنطقة كافة. جازان أدى الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة، والأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد عبدالعزيز نائب أمير المنطقة صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين، وذلك في جامع خادم الحرمين الشريفين في مدينة جيزان. وأمّ المصلين مدير عام الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة خالد بن أحمد النجمي، الذي حمد الله وأثنى عليه على ما أنعم به الله سبحانه وتعالى من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ومنها نعمة الأمن والرخاء، وحث على فعل الطاعات والامتثال لأوامر الله في السر، واتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وتطبيق الشريعة في أمور الدين والدنيا، والمداومة على الأعمال الصالحة، والمحافظة على الصلوات وبر الوالدين وصلة الأرحام ونبذ الضغائن والأحقاد، والبعد عن الربا وعقوق الوالدين، مشيراً إلى فضل الأضحية وما فيها من الخير العميم والأجر الجزيل، وأنها من أعظم ما يتقرب به المسلم في هذا اليوم المبارك بعد خروجه من المصلى إحياءً لسنة الخليل إبراهيم عليه السلام، واتباعًا لسنة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، مبرزاً الشروط الواجب توافرها في الأضاحي من حيث الصحة والسن ووقت الذبح أو النحر وبقية الشروط المتعلقة بصحة إخراجها وقبولها. وقد أقيمت الصلاة في محافظات ومراكز وقرى المنطقة كافة. عسير أدى الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، اليوم، مع جموع المصلين صلاة عيد الأضحى في جامع الملك عبدالعزيز بمحافظة النماص شمال منطقة عسير. وأمّ المصلين عوض بن عبدالله الشهري، الذي استهل خطبته بالحث على تقوى الله تعالى في هذا اليوم العظيم، أفضل الأيام، وفيه تكثر أعمال الحاج؛ والتقرب إلى الله وشكره سبحانه على ما شرع من ذبح الأضحية، وشكراً له تعالى على ما رزق من أثمانها، وشكرًا له عز وجل على التمتع بلحومها. وأضاف: إن الحج ركن من أركان الإسلام ، وشعيرة من شعائر التوحيد والإيمان، فرضه الله في العمر مرة واحدة ، يقدم فيها العبد إلى بيت ربه العتيق، البيت الذي تهفو إليه قلوب مئات الملايين من كل أرجاء العالم، استجابة لنداء ربهم وتحقيقاً للعبودية الصادقة له سبحانه، فالحج الرحلة التي سارت فيها أقدام الأنبياء والأبرار والعباد والصالحين عبر القرون، يحثون الخطى رجالاً وعلى كل ضامر حباً لربهم وطاعة لمولاهم. وأشاد الشهري بما تحظى به الحرمين الشريفين من رعاية واهتمام قيادة المملكة – أيدها الله – ليكونوا في هذه البقاع من يستقبلون ضيوف الرحمن، ويسهلون مناسكهم ويعمرون الحرمين حساً ومعنى، ويؤمنون السبيل لوفود الرحمن، حتى يقضوا حجهم آمنين ويعودوا إلى ديارهم سالمين. وقد أديت الصلاة في محافظات ومراكز وقرى المنطقة كافة. نجران أدى الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران، مع جموع المصلين صلاة عيد الأضحى بمصلى العيد بمدينة نجران. وأمّ المصلين المستشار الخاص لسمو أمير المنطقة عوض بن عبدالله الأسمري الذي حثّ على فعل الطاعات والامتثال لأوامر الله في السر والعلن، داعياً إلى اتباع سنة النبي صلى الله وعليه وسلم وتطبيق الشريعة في أمور الدين والدنيا، وعمل الأعمال الصالحة، والحفاظ على الصلوات وبر الوالدين وصلة الأرحام. وتحدث عن فضل الأضحية وما فيها من الخير والأجر الجزيل من الله، سائلاً الله العلي القدير أن يعيد هذا العيد على القيادة والمواطنين والمسلمين بالخير والمسرات. وقد أديت الصلاة في محافظات ومراكز وقرى المنطقة كافة. الحدود الشمالية أدى الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة الحدود الشمالية، صباح اليوم، مع جموع المصلين صلاة عيد الأضحى بمصلى العيد الرئيس بحي المحمدية في مدينة عرعر . وأمّ المصلين الدكتور سلطان بن صغير العنزي , الذي استهل خطبته بالحمد والثناء للمولى عز وجل على تيسير الحج للحجيج، داعيًا إلى التقوى والعمل على الطاعات والتقرب إلى الله في يوم النحر.وأشار في خطبته إلى مشروعية الأضحية وفضلها وشروطها، داعياً المسلمين إلى تقوى الله وصلة الأرحام وتفقد أحوال اليتامى والمساكين والمحافظة على ما تنعم به بلادنا من نعمة الأمن والأمان ووحدة الكلمة. وسأل الله العلي القدير أن يتقبل من الجميع ما قدموا من خير ودعا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا ويوفق ولاة أمرنا إلى ما فيه الخير والسداد . وقد أديت الصلاة في محافظات ومراكز وقرى المنطقة كافة. حائل أدّى الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، والأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة مع جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك بجامع خادم الحرمين الشريفين. وأم المصلين إمام وخطيب جامع الملك فهد صلاح العريفي الذي حمد الله وأثنى عليه وعلى نعمه التي لا تحصى، حاثاً الجميع على تقوى الله وحسن عبادته، والتمسك بدين الله وأداء الصلوات في وقتها وكذلك التحلي بالأخلاق الحسنة. وقال العريفي : عظموا أركان الإيَمان، وعرى الإسلام وفرائضه العظام التي لا يقوم الدين إلا عليها، فعظموا شأن العقيدة بها الصحيحة، وعظموا شأن الشهادتين بالتعلم ولزوم الاعتقاد الصحيح، وعظموا شأن الصلاة بإقامتها في أوقاتها وفق ما يرضي الله وعظموها عند أولادكم، فبين المرء والكفر والشرك ترك الصلاة. وأضاف: تعظيم البلد الحرام والكعبة المشرفة، وتعظيم شعيرة الحج إليه عقيدة راسخة في قلب كل امرئ مسلم موحد، ومن تعظيمه تطهيره من أدناس الشرك، وأرجاس الشيطان المعنوية، ومن الأدناس الحسية، كما عهد الله ذلك إلى إبراهيم وإسماعيل، مشيراً إلى من تعظيم الله تعظيم شعيرة الأضحية، فهي من شعائر الله المعظمة، وعند ذبِحها شرع الله لنا التكبير والتعظيم وهي سنة مؤكدة، وواجبة على القادر وعند بعض العلماء جليلة، وفيها شكر الله تعالى على خلق هذه الأنعام وتسخيرها لنا قال تعالى (كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون)، فكم ذبح الناس منها وأكلوا طيلة العام، فيقدم شكر الله عليها بالتقرب إليه بذبح واحدة منها كل عام، وفيها طعمة وللفقراء والمساكين وتفريجاً وتفريحاً، لذا أمر الله بالصدقة قال الله تعالى: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) ، وفيها توسيع وإيناس لأهل البيت، وتواصل مع الجيران والأرحام. القصيم أدى الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، مع جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك في مصلى العيد الشمالي بمدينة بريدة. وأم المصلين جابر الناصر الذي استهلّ خطبته بالتكبير والتهليل، وحمِدَ الله سبحانه وتعالى على نعمه الدائمة التي شرعها الله لعباده، وسخرها لهم، وأوصى المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وأشار إلى فضل عيد الأضحى المبارك الذي ينحر فيه المسلمين أضاحيهم تقرباً إلى الله وتحقيقاً للتوحيد الخالص لله عز وجل وإتباعاً لسنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام, سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يعيده على أمتنا الإسلامية وهي تنعم بكل خير وعز وتمكين. وأدى الصلاة مع الأمير كل من الأمير سعود بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز ، والأمير تركي بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن سعود بن بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز. وقد أقيمت الصلاة في محافظات ومراكز وقرى المنطقة كافة. الأحساء أدى الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، صباح اليوم، صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين بجامع خادم الحرمين الشريفين بالهفوف . وأَمّ المصلين الدكتور فيصل بن سعود الحليبي، الذي هنَّأ في خطبته المصلين وحجاج بيت الله الحرام بحلول عيد الأضحى، ودعا لهم بحجٍ مبرورٍ وسعيٍ مشكور، مقدماً الشكر للقيادة الرشيدة – أيدها الله – على خدمتها الجليلة لهم . وندب المصلين إلى الفرح بفضل الله في هذا العيد السعيد، وذكرهم بتصفية القلوب من الأحقاد والتسامح، وتحدث عن أبرز أحكام سنة الأضحية، داعياً للمسلمين جميعًا وللحجاج خصوصًا بالقبول والحفظ والسلامة، ولخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، بالتوفيق إلى كل خير، وأن يحفظهم الله بحفظه، وأن يجعلهم ذخرًا لهذه البلاد والمسلمين جميعًا. وأدى الصلاة مع محافظ الأحساء كل من الأمير فيصل بن فهد بن جلوي، ووكيل محافظة الأحساء معاذ الجعفري، ومدراء الدوائر الحكومية من مدنيين وعسكريين. جدة أدى الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي محافظ جدة اليوم، مع جموع المصلين صلاة عيد الأضحى, في جامع الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله- بحي المرجان . وأمّ المصلين عبدالعزيز بن صالح الزهراني، الذي أوصى خلال الخطبة المسلمين بتقوى الله تعالى في السِر والعلن, متناولاً فضل هذا اليوم المُبارك الذي ينحر فيه المسلمين أضاحيهم تقرباً إلى الله وتحقيقاً للتوحيد الخالص لله عز وجل وإتباعا لسنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام, سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يُعيده على أمتنا الإسلامية وهي تنعم بكل خير وعز وتمكين. ودعا المسلمين إلى التسامح والتعاطف، وإصلاح ذات البين ونبذ الفرقة والعداوة، والبغضاء، وصلة الارحام وبر الوالدين والعطف على الفقراء والمساكين والايتام، متطرقا إلى فضل الأضحية، وأحكامها والشروط الواجب توافرها في الأضاحي، ووقت الذبح أو النحر، وبقية الشروط المتعلقة بها. وسأل المولى في خطبته ان يجزي حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – خير الجزاء على مايقدمونه من تسهيلات لحجاج بيت الله الحرام والسهر على راحتهم ليؤدوا نسكهم في يسر وطمأنينة. الطائف أدى الأمير سعود بن نهار بن سعود محافظ الطائف صباح اليوم، صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين بمصلى العيد بالخالدية. وأمّ المصلين هلال بن مشعان الحارثي، حيث حمد الله تعالى وأوصى المسلمين بتقوى الله عزوجل فبها أمر اللهُ ووصَّى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولا تموتن وإلا أنتم مسلمون). وقال في خطبة العيد التي ألقاها اليوم عن فضل خدمة المملكة لحجاج بيتِ اللهِ الحرام، وجهود الجهات المعنية. وأضاف الحارثي إنَّ يومَكم هذا يومٌ عظيم، وجزء زمني كريم، إنه يوم النحر، يوم الحج الأكبر إنه يوم إعلان التوحيد، والبراءة من الشرك والتنديد، مشدداً على الجميع بوجوب التلاحم مع الوطن وقيادته لخدمة وفد الرحمن، والرد على دعاوى التشويه، والدعاء لولاة أمرنا بالتوفيق والصلاح والسداد، ولوطننا بالنصر والتمكين. وأكد أن لهذا الدين الكريم نظاماً، وأركانًا وشرائعَ وسُنناً، فأهم أركانه بعد الشهادتين الصلوات الخمس، إنها الصِّلة بين المخلوق والخالق، ولها أحمد الأثر على الجوارح والروح، وهي مِن أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والدين، فأقيمُوها كما أمر بذلك ربكم، ومروا بها مَن تحت أيديكم ولا يقتصرُ هذا الدينُ العظيمُ على الصِّلة بالخالق فحسب، بل يشملُ الصِّلةَ بالمخلوق، فالمسلم مَن سَلِم المسلمون من لسانه ويده، وإن المؤمنَ ليدرك بُحسن خُلُقه درجةَ الصائم القائم؛ كما أخبر بذلك نبيُّ الهدى. الباحة أدى جموع المصلين بمنطقة الباحة اليوم، صلاة عيد الأضحى المبارك ، وذلك في جامع الملك فهد بمدنية الباحة . وأم المصلين أمام وخطيب جامع الملك فهد بمدينة الباحة خالد محمد يحيى، الذي حمد الله عز وجل على أن مكن لحجاج بيت الله الحرام أداء فريضة الحج في جو مفعم باليسر والطمأنينة تحفهم عناية المولى عز وجل، في ظل ما وفرته وهيأته القيادة الرشيدة- أيدها الله – من إمكانات مادية وبشرية ومرافق خدمية عظيمة تم تسخيرها لخدمة ضيوف الرحمن ليتسنى لهم تأدية مناسكهم بيسر وطمأنينة. ودعا الله أن يكتب هذه الأعمال الجليلة والجهود المباركة في موازين حسنات ولاة الأمر في هذه البلاد، وأن يمدهم بعونه وتوفيقه بما فيه خير الإسلام والمسلمين، سائلاً الله أن يتقبل من الحجيج حجهم وأن يعودوا لبلادهم سالمين غانمين وقد غفر الله لهم جميع الخطايا والذنوب . وتحدث بن يحيى في خطبته عن فضل يوم النحر وما يتوجب على المسلم عمله في هذا اليوم العظيم من نحر أضحيته متى ما كان قادراً عليها تأسياً بسنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، حاثا المسلمين على تقوى الله والعمل الصالح لما فيه من الأجر العظيم, مؤكداً على فضيلة صلة الأرحام وزيارة المرضى والأعمال الصالحة التي تقربهم إلى الله سبحانه وتعالى. وقد أديت الصلاة في محافظات ومراكز وقرى المنطقة كافة.
مشاركة :