في غيلزنكيرشن وفي أول مواجهة رسمية بين المنتخبين في لقاء صنف عالي المخاطر الأمنية بسبب تاريخ الجمهورين، حققت إنكلترا التي لا تزال تبحث عن اللقب الكبير الأول منذ تتويجها بطلة لمونديال 1966 على أرضها، المطلوب منها من دون أن ترتقي إلى مستوى ترشيحها لرفع الكأس، ملحقة بصربيا الهزيمة في مباراتها الأولى في البطولة كبلد مستقل أولاً عن يوغوسلافيا ثم عن مونتينيغرو (شاركت للمرة الأخيرة كصربيا ومونتينيغرو عام 2000). وبتسجيله الهدف الوحيد في الدقيقة 13 من لقاء عانت خلاله بلاده لاسيما في الشوط الثاني، احتفل بيلينغهام بأفضل طريقة بانجازه التاريخي كأول لاعب أوروبي يلعب في ثلاث بطولة كبرى قبل احتفال بميلاده الحادي والعشرين (20 عاماً و353 يوماً)، وذلك بعدما شارك سابقاً في كأس أوروبا 2020 ومونديال 2022. وبعد اكتفاء رجال المدرب غاريث ساوثغيت بفوز يتيم في آخر خمس مباريات استعدادية للنهائيات، بينها خسارة أمام إيسلندا على أرضهم 0-1 وتعادل مع مقدونيا الشمالية المتواضعة 1-1، كانت ساعة الحقيقة الأحد في غيلزنكيرشن، ونجح "الأسود الثلاثة" في اجتياز الامتحان حتى وإن كان بصعوبة، وذلك في مجموعة شهدت تعادل الدنمارك مع سلوفينيا 1-1 الأحد أيضاً في شتوتغارت. وتتواجه إنكلترا في الجولة الثانية مع الدنمارك الخميس في فرانكفورت، فيما تلعب صربيا مع سلوفينيا في ميونيخ. وضغط "الأسود الثلاثة" منذ البداية لكن من دون خطورة على مرمى الحارس بريدراغ رايكوفيتش حتى الدقيقة 13 حين ضرب بيلينغهام بكرة رأسية رائعة في الشباك إثر تمريرة بينية من كايل ووكر لبوكايو ساكا المتوغل على الجهة اليمنى، فلعبها نجم أرسنال عرضية لتجد رأس نجم ريال مدريد. وبعد خطأ من ترنت ألكسندر-أرنولد، كاد ألكسندر ميتروفيتش أن يدرك التعادل بتسديدة من مشارف المنطقة لكن محاولة هداف الهلال السعودي مرت قريبة من القائم الأيسر (20)، ورد ووكر بتوغل في الجهة اليمنى وتمريرة عرضية مرت من أمام باب المرمى من دون أن تجد من يتابعها (25). وباستثناء خسارة صربيا لجهود فيليب كوستيتش الذي أصيب وترك مكانه لفيليب ملادينوفيتش (43)، لم تشهد الدقائق المتبقية من الشوط الأول أي شيء يذكر، لتبقى النتيجة على حالها، ثم بدأت صربيا الشوط الثاني بضغط كبير لكن من دون نجاعة أمام مرمى جوردان بيكفورد الذي كاد وزملاؤه أن يتنفسوا الصعداء لو لم يتدخل الحارس الصربي لصد تسديدة بعيدة لألكسندر-أرنولد (56). وبعد مطالبته بركلة جزاء لم تُحتَسَب، ترك ميتروفيتش برفقة ساشا لوكيتش مكانيهما لصالح دوشان تاديتش ولوكا يوفيتش ضمن مسعى المدرب دراغان ستويكوفيتش لإنقاذ نقطة، لكن ذلك لم يتحقق رغم استمرار السيطرة. وكاد هاري كاين أن يوجه الضربة القاضية للصرب بكرة رأسية لكن رايكوفيتش أنقذ الموقف بمساعدة العارضة (77)، ثم عاد الخطر لينتقل إلى الجهة المقابلة بتسديدة بعيدة من دوشان فلاهوفيتش تألق في صدها بيكفورد (82) الذي وجد بعدها مساعدة من كاين بعدما تدخل هداف بايرن ميونيخ الألماني لاعتراض تسديدة لفيليكو بيرمانتشيفيتش (83). ترك بعدها بيلينغهام مكانه في الملعب لكوبي ماينو مع استمرار الأفضلية المطلقة لصربيا لكن من دون توفيق، لتبدأ مشاركتها التاريخية كبلد مستقل بهزيمة.
مشاركة :