ما يجنيه الزائر من ثمار عبر معارض الكتب، ليودعها في مكتبة بيته الخاصة، لا تقتصر فوائدها الفكرية والأدبية والفنية على أيام ذلك الموسم الثقافي المهم، وإنما تمتد طويلاً، ومن هذه الثمرات، «عناصر التراث الثقافي غير المادي لدولة الإمارات العربية المتحدة»، وقد جمعت معلومات تاريخية مهمة عن هذه العناصر في مجلد يضم «أدلة الأنشطة التعليمية»، من إصدارات دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ومنها: الخط العربي، المجلس الإماراتي، الصقارة، القهوة، والأفلاج، إضافة إلى باقة من الفنون الأدائية، ومنها: العيالة، والرزفة، والتغرودة، والعازي. فن الزخرفة تمتاز دولة الإمارات بهذه الثروة التراثية والثقافية العريقة، ومنها فن الزخرفة والخط العربي، حيث ألهمت الحروف العربية مع تنوع أشكالها، الفنانين بإبداع زخارف تشكيلية جميلة ومؤثرة مرسومة بالحروف والكلمات العربية، وقد زيّن الأجداد جدران بيوتهم وسقوفها بلوحات فنية متنوعة بأشكالها وألوانها، وقد تضمنت بعض تلك اللوحات آيات من القرآن الكريم ومختارات من المأثورات الأدبية والأبيات الشعرية عامرة بالحكمة والقيم ومبادئ السلوك الإنساني القويم، وكان لأصحاب الحرف من العاملين بنجارة الخشب وقطع الزجاج وخياطة الملابس وتطريزها وصياغة المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، الفضل والريادة في إبداع تلك الزخارف والخطوط، وكان للقيادة الرشيدة دورها الكبير في حفظ هذا التراث الغني ودعم المختصين فيه. بداية الكتابة ونقف اليوم طويلاً مع الخط العربي، وهو أحد الفنون التشكيلية التي أبدعتها الحضارة العربية الإسلامية، وقد نجحت دولة الإمارات في إدراج الخط العربي في اليونسكو عام 2021، إلى جانب العديد من العناصر التراثية الأخرى، وتحتفي لوحة غلاف «دليل النشاط» للخط العربي بالحكمة المأثورة عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه: «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر»، ويتضمن الدليل شروحاً وصوراً توضيحية عن بداية الكتابة، ومراحل تطورها، ونشأة الخط وتطوره، وأنواعه، إضافة إلى الأدوات المستخدمة في الخط، والأهمية الحضارية له، والخط العربي والتقنيات الحديثة، إضافة إلى تعلم الخط العربي والورش التي تنظمها دائرة القافة والسياحة في المجمع الثقافي العربي لهذا الخط الفني الجميل. مراحل متعددة ونتابع عرض لمحات من المعلومات التاريخية المهمة التي تضمنها هذا الدليل، فقبل اختراع الكتابة كان الصوت والكلام والمشاهدة هي وسائل التفاهم بين البشر، وباختراع الكتابة بدأ الناس يعبرون عن أفكارهم بكتابة بدائية بدأت بنقش الرسوم على ألواح الطين، أو الحجارة، أو جدران الكهوف، ثم تطورت الكتابة ومرت بمراحل متعددة: تصويرية، ورمزية، ومقطعية، حتى توصلت إلى ظهور أبجديات متنوعة في العالم. ويشير الدليل إلى أن الخط الكوفي يُنسب إلى مدينة الكوفة في العراق، وهو أصل الخطوط جميعها، ويوضح أن حكام الإمارات اعتمدوا منذ زمن بعيد على نظام الكُتّاب وكانوا يعينون من يمتازون بحسن الخط ليتولى شؤون كتابة المراسلات وقيد السجلات. بيت الخط العربي بعد قيام الاتحاد اهتمت القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً بالخط العربي، وانطلاقا من أهمية هذا الفن التراثي والحضاري العريق، أنشأت دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي، بيت الخط العربي في المجمع الثقافي عام 2019، للارتقاء بفنون هذا الخط وتعزيز مسيرته في التطور والازدهار.
مشاركة :