على مدى سبعين عاماً، وفي كل مرة يجري فيها فتح باب الترشيح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، يبدأ المهتمون بشغل هذه الوظيفة بالضغط على الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وتملقهم. وكان المجلس يختار الفائز النهائي، ويقدم اسمه إلى الجمعية العامة باعتباره أمراً محسوماً. السباق لإحلال أمين عام جديد مكان بان كي مون، الذي سوف يتنحى في نهاية العام، سيكون مختلفاً هذه المرة! وتحت إصرار الدول الصغيرة، التي تقليدياً ليس لها رأي في القضية، فإن الأمم المتحدة طلبت من الحكومات، التي ترغب في ترشيح شخص للوظيفة القيام بذلك علناً.بين المرشحين هناك خمسة خبراء من الأمم المتحدة من نيوزيلاند، وبلغاريا، والبرتغال، وسلوفانيا، ومقدونيا، أما المتنافسون الثلاثة الآخرون، فهم وزير خارجية كرواتيا فيسنا بوسيك، وكبير الدبلوماسيين في مولدوفا ناتاليا غرمان، ووزير خارجية مونتينغرو، ايغور لوكسيك. معظم المرشحين من أوروبا الشرقية، لأنه يعتقد بشكل واسع أن هذه المنطقة هي التالية على اللائحة بممثل على رأس الأمم المتحدة، وتمارس على مجلس الأمن أيضاً ضغوطاً للنظر بجدية في أسماء المرشحات، لأنه لم يسبق لامرأة أن تولت إدارة الأمم المتحدة. وسيواجه الأمين العام المقبل سلسلة من التحديات، التي تتطلب قيادة حاذقة ومثابرة. ويتعين على الأمم المتحدة أن تلعب دوراً مركزياً في إنهاء الحروب في سوريا، وليبيا، واليمن، وأماكن أخرى، حتى في الوقت الذي تكافح من أجل توفير الموارد والمساعدات لملايين اللاجئين، الذين فروا من سوريا ودول أخرى تعكرها الحروب. والأمين العام الجديد سيرث أيضاً مشكلات داخلية، وكانت الأمم المتحدة بطيئة في الاعتراف والرد على مزاعم، بشأن اعتداءات جنسية على نطاق واسع من قبل قوات حفظ السلام في أفريقيا، كما إيلاء انتباه مستمر لمنظمة الصحة العالمية، التي تعرضت لانتقادات لعدم كفاية استجابتها لأزمة إيبولا عام 2014. وأولئك الذين يتنافسون للحصول على هذه الوظيفة سوف يحتاجون إلى أن يحددوا بوضوح أولوياتهم، كما رؤيتهم للوظيفة، التي كانت تزداد صعوبة أخيراً في ظل عالم يعاني من الصراعات.
مشاركة :