خطيب المسجد الحرام: الاعتصام بالوحدة من عظيم وبديع القيم الإسلامية

  • 6/16/2024
  • 11:30
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى مع بزوغ فجر هذا اليوم العاشر من شهر ذي الحجة ، مهللين مكبرين، تملأ قلوبهم الفرحة والسرور، بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في "مزدلفة " تحفهم عناية الله تعالى ورعايته، وهم يعيشون الأجواء الإيمانية، وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية والخدمات المتكاملة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين ليؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بيسر وطمأنينة. وبعد وصول الحجاج إلى مشعر منى ، شرعوا في رمي جمرة العقبة ، اتباعا لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام. وأدى المصلون صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام وسط أجواء روحانية وإيمانية. من جانبه أكد خطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس خلال خطبة صلاة العيد أن من عظيم وبديع القيم الإسلامية، الاعتصام بالوحدة الدينية والوطنية، كما قال الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾، قائلا: قال الإمام البغوي: "بعث الله الأنبياء كلهم بإقامة الدين ، والألفة والجماعة ، وترك الفُرْقة والمخالفة"، فالحذر الحذر من الجماعات الحزبية، والتنظيمات الإرهابية، والانحلال والإباحية. مضيفا: "فلزوم الجماعة والإمامة ومحبة الأوطان فطرة الديَّان، وهنا يأتي دور وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز هذه اللُّحمة المتماسكة. والعناية بالمحتوى الإعلامي القيمي، واستثمار وسائل التواصل في خدمة الدين، وجمع الكلمة ووحدة الصف، وتجديد الخطاب الديني، ومكافحة ظاهرة الإسلام فوبيا، والرد على شبهات أهل الإلحاد والزيغ والضلال". وقال في خطبته وفود الحجيج المباركين: عيدكم مبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ها قد امتن الله عليكم ببلوغ هذا اليوم الأغرّ الأطهر، المحجّل الأزهر، يوم الحج الأكبر، يوم تهب نسائم عطره وتشرق السبل والدروب، وتطمئن الجوارح وتبتهج القلوب، وتزخر في النفوس أصدق العبارات، وتجاب الضراعات والدعوات، وتقال الهفوات والعثرات، وترفع الدرجات وتنال الحسنات، فطوبى لكم الحج المبرور، طوبى لكم الذنب المغفور، طوبى لكم السعي المشكور، طوبى لكم مباهاة الملائكة من العزيز الغفور، فافرحوا بعيدكم وابتهجوا، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد. وخاطب السديس حجاج بيت الله الحرام قائلا لقد جاء هذا الدين بأعظم القيم الإنسانية المنيفة، والأخلاق الوريفة، مرشدا العالم إلى القيم المزهرة، والمكارم الوضيئة المبهرة، أهمها على الإطلاق، وأعلاها باتفاق، توحيد رب العالمين، فهو أساس دعوة الرسل أجمعين، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، وذلك بإخلاص الدين لله: ﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾، وتعظيم سنة رسول الله: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾.

مشاركة :