شكلت نتائج الجولة ال 29 من دوري الدرجة الأولى مزيداً من الإثارة والتشويق للشارع الرياضي وذلك قبيل خطوة واحدة من إسدال الستار وسط ترقب الجميع لما ستسفر عنه جولة الحسم بعد أيام قليلة والتي يبدو أنها ستكون أكثر سخونة وندية، فإثارة هذا الدوري الغريب لازالت تواصل الحراك بين مد وجزر دون معرفة مصدر الخطر حتى الرمق الأخير بعيداً عن أي توقعات لتحديد وضع المنافسة المتقارب بين مراكز المقدمة والمؤخرة كما هو الحال خلال المواسم الأربعة المنصرمة خصوصاً أن لعبة الكراسي تهم فرقاً تبحث عن مقعدي الصعود ل "دوري عبد اللطيف جميل"، وأخرى تحاول سعياً للهروب من شبح الهبوط ومرافقة الدرعية لدوري الثانية، وهذا السيناريو اعتاد المتابع الرياضي أن يشاهده حتى جولة الختام، فيكون حينئذ لا مجال لتفريط بالنقاط، فحتى قبل جولة فك الارتباط السبت المقبل لايمكن الجزم بهوية الصاعدين أو الهابطين، نظراً لتقارب المستويات وتتابع النقاط، وهو ما يدلل على قوة الدوري هذا الموسم وصعوبة المنافسة التي تستمر وتحتد جولة بعد جولة. نتائج الجولة ال 29 شهدت احتدام المنافسة على خطف بطاقتي الصعود بين ثلاثي المقدمة المجزل والاتفاق والباطن، في ظل التقارب النقطي بينهم، وكذلك المعاناة الكبيرة للفرق المهددة بالهبوط، والتي أضحت تحاصر النجوم والحزم والنهضة والرياض. تصادم فرق المقدمة مع أندية تبحث عن تحسين مراكزها وأخرى تبحث عن الابتعاد عن الخطر أحدث حالة من التقلبات في مقاعد سباق المنافسة بتقدم المجزل والاتفاق للصدارة ب 51 نقطة بانتصاريهما الأخيرين على الطائي والوطني، ووقع الباطن ضحية التعادل مع الحزم ليتراجع ثالثاً ب 50 نقطة، وأصبح مصيره مرتبطا بنتائج منافسيه مما قلل من حظوظه بالصعود المباشر، خصوصاً وان المتصدرين أمام فرصة تاريخية بدعم جماهيرهما للابتعاد عن جميع الحسابات من خلال تحقيق آخر ثلاث نقاط وإعلان صعودهما سوياً. ما يميز الدوري هو عدم ثبات كرسي الصدارة والذي شهد حراكاً متواصلاً، وتغييراً مستمراً في تأكيد على قوة المنافسة وتقارب المستويات والنتائج. وبعيداً عن حسابات اللقاءات المباشرة أو حدوث بعض السيناريوهات المتوقعة في الجولة الأخيرة يمتلك فريقا المجزل والاتفاق فرصة الصعود بعيداً عن أي حسابات في حالة فوزهما على الطائي والجيل، والوصول إلى أعلى فارق نقاط في الدوري هذا العام وهو 54 نقطة، الأمر الذي سيمنح أبناء تمير لقب البطولة وترك الوصافة للاتفاق بفارق المواجهات حسب ما هو معمول به، فيما ستكون الحسابات مختلفة في حال تعثر أحدهما أو كلاهما، وفي حالة خسارة مزدوجة للمتصدرين وتعادل للباطن وهو أمر متوقع حدوثه في عالم المستطيلة، فإن الثلاثي سيلتقي عند نقطة التعادل فيما بينهم وهي 51 وعندها ستتدخل المواجهات المباشرة بين الثلاثي لحسم أمر الصعود، وفي المقابل خسارة ثلاثي المقدمة مع انتصار للعروبة في الجولة الأخيرة يتساوى فرق المجزل والاتفاق والعروبة، وهنا سيكون لتدخل اللائحة أمر واجب لحسم الأمور، وهذا الاحتمال سيقذف بالباطن خارج جميع الحسابات، وهو مطالب بالفوز على الوطني للحصول على بطاقة التأهل للملحق. وكذلك الحال بالنسبة لفوز المجزل والاتفاق الذي سيرمي بآمال الباطن بالصعود المباشر خارج المنافسة والانتظار للملحق وهو اختبار صعب مع فريق من دوري المحترفين، بينما انتصار الباطن مع تعثر لأي من المتصدرين سيقوده للصعود مباشرة بغض النظر عن بقية النتائج. وتشتد الأمور تعقيداً في منطقة المؤخرة، ويحاصر الصراع والخطر الداهم أربعة أندية يأتي في مقدمتها صاحب الفرصة الأكبر للبقاء فريق النجوم الذي يحتل المركز الثاني عشر برصيد 32 نقطة بعد تعادله مع الرياض في الجولة الماضية وسيضمن البقاء رسمياً في حال فوزه على الفيحاء بغض النظر عن نتائج منافسيه، فيما يحتل الحزم المركز ال 13 برصيد 30 نقطة بعد تعادله مع الباطن صفر-صفر ويحتاج كذلك للفوز على أحد مع خسارة النهضة في الجولة الأخيرة لضمان البقاء رسمياً، وتقدم النهضة للمركز ال 14 برصيد 30 نقطة بعد انتصاره الثمين على الشعلة ليتمسك بالأمل ويحتاج للفوز على ضمك مع تعثر للنجوم للوصول للنقطة 33 وضمان البقاء، وتبقى فرصة الرياض الأصعب في البقاء في ظل تراجعه للمركز ال 15 برصيد 29 نقطة بعد تعادله مع النجوم ويحتاج لحسابات صعبة ومعقدة تتطلب فوزه أولاً على الدرعية مع تعثر للنهضة والحزم والنجوم بالخسارة، وفي المقابل فوز النجوم يضمن له البقاء بغض النظر عن بقية النتائج فيما ستكون الحسابات معقدة للغاية في حال تعثره، وبفوز رباعي المؤخرة النهضة والرياض والحزم والنجوم بمواجهتهم الأخيرة سيهبط الرياض والنهضة للثانية مباشرة برفقة الدرعية.
مشاركة :