دمشق - أحب الكثير من الفنانين التشكيليين أمثال فان غوخ وفريدا كاهلو وبيكاسو فن البورتريه لما فيه من قدرة على تصوير المشاعر الإنسانية بمختلف أنماطها ولقدرته على اقتناص اللحظة الشعورية وتخليدها بالتركيز على ملامح الوجه فقط دون المرور إلى حركاته وأجزاء أخرى من جسده. ولأن أمنية قلبها أن تسافر أحاسيسها المرهفة عبر لوحاتها إلى كل مكان، سعت الفنانة الشابة نغم حسن سلامة إلى الإتقان والتميز في مجالات الرسم التشكيلي والبورتريه والتصوير، ثم نقل خبراتها إلى الأطفال والطلاب من خلال تعليمهم أصول الرسم في مرسمها الخاص. منذ أن بدأت أنامل نغم تخطو فوق الورق لاحظت عائلتها موهبتها في الرسم، وحظيت بالاهتمام والرعاية وتقديم كل المستلزمات اللازمة لتبدأ في المرحلة الابتدائية رحلة دمج الألوان والخطوط بالريشة والقلم. ومن داخل مرسمها الخاص بدمشق الذي يحمل رونقا مليئا بعبق الصور والرسومات الجميلة تحدثت نغم كيف التحقت بكلية الفنون الجميلة لتنمي موهبتها بشكل أكاديمي، فأتقنت أصول الرسم، وكرّست جل وقتها في التدريب المستمر وتفادي الأخطاء بلا كلل أو ملل، ليغدو المرسم مركزا لتعليم الأطفال من كافة الأعمار، ومساعدة طلاب كلية الهندسة المعمارية في إنجاز مشاريع التخرج، إلى جانب فعاليات أخرى بالمرسم وخارجه مثل رسم جداريات للحدائق العامة ولرياض الأطفال وتصميم لوغو لعدة أعمال. وفي لوحات البورتريه تميزت ابنة مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية بالتعبير عن مشاعر الإنسان الداخلية في الوجه رغم دقتها وصعوبتها وتناقضاتها، لافتة إلى أنها تتقن الرسم على كل أنواع الخامات بالزيتي والرصاص والخشب والفحم والباستيل والمائي. بب شغف نغم (26 عاما) بالفن لا حد له، فمنذ سنتين رافقت الكاميرا كمصورة فوتوغرافية طموحة، إلى جانب عملها في التجميل والمكياج السينمائي مع إصرار كبير على أن تعطي لكل موهبة حقها وأهميتها لديها، إضافة إلى أنها طالبة الآن في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق. وبعد سنوات من العمل والاجتهاد، افتتحت نغم معرضا فرديا وثلاثة معارض تدريبية، وشاركت في أربعة معارض أخرى، كما تشارك بعدة فعاليات بالمراكز الثقافية وتم تكريمها من قبل السفارة الإيرانية ووكالة إيران الإخبارية وجمعية إحياء وحماية توثيق التراث الشعبي، كما باعت الكثير من لوحاتها داخل سوريا وخارجها. وأكدت الشابة الطموحة أنها تسعى دوما لتطوير ذاتها وقدراتها دون توقف رغم كل الصعوبات التي اعترضت طريقها وتجاوزتها بقوة وأهمها المحبطون حولها وارتفاع أسعار المواد. وقالت “كل من لديه شغف بأي شيء في هذه الحياة عليه أن يتمسك به مهما كانت العراقيل، فبعد جني الثمار يزول التعب وتعلو فرحة النجاح وإثبات الذات والمساهمة في بناء المجتمع”. انشرWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :