أحرق الجيش الإسرائيلي اليوم (الاثنين) صالة المغادرين ومرافق أخرى في الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الحدودي مع مصر ما أخرجه تماما عن الخدمة، الأمر الذي قوبل بتنديد من قبل حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح). وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الجيش الإسرائيلي أحرق صالة المغادرين ومرافق ومباني في الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري وبالتالي أصبح خارج عن الخدمة تماما. وأظهرت مقاطع مصورة تداولها نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صالة المغادرين ومرافق أخرى في المعبر محترقة بشكل كامل. ولم يصدر أي تعليق من قبل الجيش الإسرائيلي الذي أحكم سيطرته على المعبر قبل نحو 40 يوما على الحادث. من جهتها قالت حركة حماس في بيان إن إقدام الجيش الإسرائيلي على إحراق مبنى المغادرة ومنشآت أخرى داخل معبر رفح والتسبب في خروجه تماماً عن الخدمة هو عمل "إجرامي وسلوك همجي يأتي في إطار حرب الإبادة" المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. واعتبر البيان أن السلوك "جريمة حرب واضحة الأركان يستدعي إدانة دولية واسعة واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمحاسبة قادة إسرائيل على تدميرهم منشأة مدنية دون مبرر سوى التعطش للتدمير وزيادة معاناة الفلسطينيين". وحمل البيان إسرائيل تبعات "الجريمة" التي تتسبب في قطع تواصل الفلسطينيين مع العالم الخارجي وحرمان آلاف المرضى والجرحى من السفر لتلقي العلاج في الخارج. بدورها أدانت حركة فتح على لسان الناطق باسمها منذر الحايك حرق الجيش الإسرائيلي لعدد من المرافق في الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وقال الحايك في بيان إن "حرق مبنى الاستقبال والمغادرة في معبر رفح دليل واضح على نوايا الاحتلال فصل القطاع عن العالم الخارجي والسيطرة الأمنية على كامل القطاع". وأعلن الجيش الإسرائيلي في السابع من مايو الماضي السيطرة العملياتية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في إطار عملية مباغتة لـ"تحييد أهداف إرهابية" تابعة لحماس شرقي رفح. وجاءت هذه الخطوة غداة إعلان حركة حماس الموافقة على مقترح مصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما رفضته إسرائيل. إلى ذلك قالت الإذاعة العبرية العامة إن الجيش الإسرائيلي بات يسيطر "عملياتيا" على نحو 70 % من مدينة رفح على أن يستكمل "في غضون أسابيع قليلة" عمليته العسكرية هناك. وذكرت الإذاعة أن الفرقة 162 تقوم بمناورة برية في رفح منذ 40 يوما وتمكنت حتى الآن من السيطرة العملياتية الكاملة على حوالي من 60 إلى 70 % من رفح. وتابعت أنه خلال احتلال الجيش الإسرائيلي محور فيلادلفيا، تم رصد عشرات الصواريخ بعيدة المدى عليه، وحقيقة أن الجيش الإسرائيلي سيطر بسرعة على المحور وذلك حال دون إطلاق الصواريخ من رفح، مشيرة إلى أن قوات الجيش عثرت على أكثر من 200 فتحة نفق و25 نفقا. ولم يصدر أي تعليق من قبل حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ صيف 2007 على تلك التطورات. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في قطاع غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت إلى مقتل أكثر من 37 ألف شخص ودمار هائل في المنازل والبنية التحتية، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.