ذكرت مجلة كومنتري الأمريكية على موقعها الالكتروني إن معادلة النفط في مقابل الأمن ظلت لفترة طويلة تحكم العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، لكن لم تعد تلك المعادلة سارية الآن، لا سيما بعد أن قل اعتماد واشنطن على البترول من دول الخليج بعد اكتشاف النفط الصخري وزيادة الإنتاج، وأيضًا بعد تصاعد موجة الإرهاب في المنطقة وعبر العالم. وأضافت أن محاولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته للرياض تبديد المخاوف السعودية من خلال الحديث الناعم والمزيد من مبيعات الأسلحة لن تجدي، وأن الأفضل له إعادة النظر في الأشهر العشرة المتبقية له في البيت الأبيض في السياسات التي تسببت في إلحاق الضرر بعلاقات واشنطن بحلفائها التقليديين، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية. وقالت في تقرير نشرته أمس إن تقارب أوباما مع إيران أتى بنتائج عكسية من خلال توقيع الاتفاق النووي معها، فبعيدًا عن دور طهران في دعمها للإرهاب بشكل عام، فإنها ضاعفت من دعمها لميليشيا القتل في سوريا والعراق وغيرهما مما دفع المزيد من السنة إلى الارتماء في أحضان جبهة النصرة وداعش. وقالت (كومنتري) انه بالرغم من أن الولايات المتحدة أصبحت تستورد في الوقت الراهن 24% فقط من احتياجاتها النفطية من الخارج (11 % منها من السعودية بمعدل مليون برميل يوميًا)، فإن منطقة الخليج بشكل عام والسعودية على الأخص تشكل أهمية كبرى لواشنطن لما يشكله الخليج من منطقة حيوية بالنسبة لأمريكا وحلفائها في أوروبا وآسيا خاصة فيما يتعلق بالناحية التجارية وأهمية استمرار تدفق النفط، وهو ما يمنح واشنطن حافزًا قويًا لتأمين وصول النفط إلى أولئك الحلفاء وبقائه بعيدًا عن أيدي أعداء أمريكا (مثل إيران وداعش)، الذين من الممكن استخدامهم الثروة النفطية لتمويل الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة وحلفائها.
مشاركة :