تصاعد اليمين المتطرف يزيد مخاوف المسلمين في فرنسا

  • 6/18/2024
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، يساور الناخبين المسلمين قلق من احتمال فوز اليمين المتطرف الذي يخشون أن يكونوا أولى ضحاياه، بحسب تقرير لفرانس برس. وقالت ساره، البالغة عمرها 23 عاما والعضو في تجمع للنساء المسلمات يحمل اسم «كفى» إن ثمة «خطرا فعليا» برؤية التجمع الوطني اليميني المتطرف يفوز في الانتخابات التشريعية مع ما قد يحمله ذلك من قوانين معادية للإسلام تدعو إلى تقييد «حرياتنا الفردية» على صعيد المعتقد والملبس. ولم يُخفِ التجمع الوطني في السابق معارضته للذبح الحلال، وفي 2021 حظر مقترح قانوني عرضه الحزب «التقاليد الإسلامية» ومنع وضع الحجاب في كل الأماكن العامة. طالبة مسلمة تستمع إلى درس في مدرسة ابن رشد الخاصة في فرنسا – رويترز   وتمنع التشريعات الفرنسية ارتداء الحجاب في المدارس الرسمية، وتمنع النقاب في الأماكن العامة. وفرنسا هي من الدول الأوروبية التي تضم أكبر عدد من المسلمين في القارة العجوز مع نحو ستة ملايين شخص. وأعربت ساره، التي رفضت الإفصاح عن كامل اسمها على غرار الكثير من الأشخاص الذين قابلتهم وكالة فرانس برس، عن خوفها من تشريع هذا العداء للمسلمين في حال زيادة الأعمال المناهضة للمسلمين مع وصول حزب يجاهر بعنصريته إلى رأس السلطة. ومساء السبت في ليون في جنوب شرق البلاد، سار نحو أربعين شخصا من اليمين المتطرف في الشوارع وهم يصرخون «نحن نازيون» و«المسلمون خارج أوروبا» على ما أظهرت مقاطع مصورة نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وندد عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيظ، بهذا التحرك داعيا السلطات إلى التحرك فورا حيال هذا التعبير المتطرف. وسبق لحفيظ أن ندد في 11 يونيو/حزيران بصعود اليمين المتطرف المقلق جدا، معربا عن خشيته من تحول «العربي» و«المسلم» إلى كبش فداء وتجسيدا لكل ما ينظر إليه على أنه مصدر تهديد وغير منسجم مع الهوية الوطنية التي يفترض أنها متجانسة. وقال إمام مدينة بوردو في جنوب غرب البلاد، طارق أوبرو، لوكالة فرانس برس «في ذهن الناس اختلط كل شيء فالهجرة باتت تعني الإسلام وغزو من مجموعة من السكان ومن ديانة معينة». وإزاء مستجدات الوضع، يأسف الكثير من المسلمين للصورة التي تنقلها عنهم وسائل الاعلام في حين تشهد فرنسا موجة هجمات عنيفة ترتكب باسم الإسلام منذ 2015. وأوضحت مريم، البالغة 46 عاما وهي واقفة أمام المسجد الكبير في باريس «ما أن أدير التلفاز أرى كم هو الأمر مأسوي فالحديث يدور دائما حول الإسلام الذي يُخلط مع التطرف الإسلامي… يوضع الجميع في السلة نفسها»، مؤكدة  أنها نصحت ابنيها البالغين «بمتابعة الدراسة ليتمكنا من المغادرة إلى مكان آخر». وعكس كتاب صدر أخيرا بعنوان «فرنسا تحبها لكنك تغدرها» الضيق الذي يشعر به جزء من الشباب المسلم في فرنسا. لكن حتى الفئات الأكبر سنا تعرب أيضا عن خوفها حيال الانتخابات التشريعية المقررة بدورتين في 30 يونيو/حزيران والسابع من يوليو/تموز. وقالت فاطمة، البالغة سبعين عاما «بطبيعة الحال نشعر بالخوف ليس على صعيد الدين بل على صعيد الحياة اليومية خصوصا». وأكدت زهرة، البالغة 75 عاما التي أتت من تونس إلى فرنسا قبل 46 عاما «استمعت إلى ما يقوله رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا. ما كان يقوله هو: الأجانب خارجا والعاطلون عن العمل خارجا! وهو يريد أن يصبح رئيسا للوزراء؟ نريد منع ذلك لكن كيف؟ لمن نصوت؟ ليس لدينا أحد». ورأى كريم تريكوتو، الفرنسي الجزائري البالغ 32 عاما، بعض الأمل الذي يستمده من الشعور في أن «أحزاب اليسار تتحالف وباتت أكثر قوة»، مؤكدا أنه سيصوت لها بالتأكيد. في الانتخابات الأوروبية في التاسع من يونيو/حزيران، صوت الناخبون المسلمون الذين توجهوا إلى مراكز الاقتراع، بنسبة 62 % لحزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي على ما اظهر استطلاع للرأي أجراه معهد إيفوب لحساب صحيفة «لا كروا». لكن نسبة الامتناع عن التصويت بلغت 59 % في صفوفهم. لذا يدعو المسؤولون الدينيون الناخبين إلى المشاركة في الاقتراع وعدم تصديق مقاطع مصورة تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتؤكد بأن الدين الإسلامي يدعو إلى الامتناع عن التصويت. وأضاف أوبرو «هذا هذيان»، منددا بمن أسماهم جهلة يحاولون الخوض في القوانين الدينية الإسلامية. وأكد حفيظ أيضا «على العكس من ذلك، الدين الإسلامي يدعو إلى احترام سلطة الدولة التي نعيش فيها». ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد

مشاركة :