تجارب فنية متنوعة تحملها النسخة الـ14 من المعرض الصيفي الجماعي الأكبر «صنع في تشكيل»، الذي انطلق في مركز تشكيل في السيركال أفنيو بدبي، بمشاركة ما يزيد على 100 فنان. وتتنوع الأعمال الموجودة في المعرض من حيث المدارس والوسائط الفنية، إذ يروي الفنانون المشاركون حكاياتهم عبر الألوان والخشب والأقمشة والمعادن، وغيرها من المواد، ليقدموا للجمهور تجارب تتأرجح بين التجريد والرسم الواقعي، والنحت والتصوير والأزياء وغيرها الكثير. كان للفنون التشكيلية الحصة الأبرز من المعرض الذي يستمر حتى الـ27 من أغسطس، سواء الواقعي أو التجريدي أو القائم على رواية حكايات عبر الشخصيات. التجمع الأكبر شارك الفنان الإماراتي محمد الاستاد للمرة الأولى في «صنع في تشكيل»، بلوحة واحدة، وتحدث عن مشاركته لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً: «يمكن وصف هذا المعرض بالتجمع الأكبر لفنانين ضمن معرض، والغرض من مشاركتي كان فتح نوافذ وقنوات لتبادل الخبرات مع الفنانين المقيمين في الدولة، لاسيما أن المعرض يشكل مظلة فنية تجمع الفنانين على اختلاف جنسياتهم». ولفت إلى أن لوحته تحمل عنوان «البرقع» وتعود إلى مجموعة فن «دانات الشواطئ»، وهو فن إماراتي بحت، موضحاً أن اللوحة تجمع بين مدارس فنية متنوعة، ومنها السريالية والواقعية، والنحت والألوان المائية، وهي تعبر عن الثقافة الإماراتية، لاسيما أنه اختار اللون البني، فضلاً عن كونها تجمع الكثير من الرموز المحلية. وأشار الاستاد إلى أن اللوحة تحمل الكثير من الرموز التي تدعو المتلقي إلى التأمل فيها، ومنها البرقع والأسماك والجمل وغيرها من التفاصيل التي تعبر عن الهوية. رمز للتسامح من جهته، قدم الفنان حمد الشامسي، لوحة بعنوان «روح الغاف»، مشيراً إلى أن الشجرة باتت الرمز الوطني للتسامح في الإمارات، وقد حاول تجسيد الشجرة على هيئة فتاة، مستخدماً تقنيات معقدة، ومنها الحفر والتلميع والتذهيب، فضلاً عن استخدام الألوان الزيتية في رسم الفتاة وجعل الزخرفة متقاربة من الرسم دون أن يطغى الذهب على اللون. وأشار الشامسي إلى أن الشجرة لها أهمية كبيرة في الحياة الإماراتية، وقد اختار تقديمها، لنقل الثقافة الإماراتية، معتمداً على دمج الماضي بالحاضر، لاسيما أن ماضي الإمارات يُعدُّ جزءاً أساسياً من حاضرها. واستخدم الشامسي الخشب كمادة أساسية للعمل، كي يتمكن من طلائه بالذهب، وبعدها قام بحفر الزخارف، مبيناً أنه من الناحية التقنية، تعمد وضع الكثير من التفاصيل بأسلوب يقوم على الموازنة، مشدداً على أن مشاركته هي الثانية في مركز تشكيل، وأثنى على المعرض الذي يشكل فرصة للفنانين الشباب لعرض أعمالهم. تراث الإمارات فيما شاركت الفنانة حصة المعلا بعمل واقعي رسمت فيه الصقر، معبرة عن نزوعها إلى نقل تراث الإمارات من خلال الفن. وأشارت المعلا إلى أن مشاركتها في تشكيل هي الأولى، إذ دخلت عالم الفن من خلال ورش العمل التي خضعت لها بعد أن درست الإنتاج التلفزيوني، موضحة أنها تطمح إلى أن يكون هذا المعرض محطة للمشاركة في معارض فنية أخرى، لاسيما أنها حريصة على إبراز ثقافة الإمارات في أعمالها. أما الفنانة والمصممة العراقية جيهان علي، فقدمت تصميماً على الخشب ومن ثم نقلته على الأقمشة، حيث طورت رسم اليد إلى الديجتال، واعتمدت بعدها القص بالليزر للخشب. وأشارت إلى أن الرسومات الخاصة بالتصميم مستلهمة من الفن الإسلامي ومن زهرة الصحراء الموجودة في الإمارات، وقد نفذتها بأسلوب يجعل التصميم يتكرر وينتشر كي يصبح غير نهائي، لافتة إلى أن هذا النوع من العمل يتطلب الصبر، لكنه يقدم نتائج مميزة، مشيرة إلى أن هذه المشاركة هي الثالثة لها في المعرض، ولهذا أرادت التركيز على عناصر إماراتية وتحاكي الاستدامة. قهوة وألوان وبالقهوة والألوان وعبر التجريد والشعر، قدمت الفنانة اللبنانية ريما مكحل أعمالاً تجريدية تجمع الألوان بالقهوة، لتتحدث عن العلاقات الاجتماعية، وكيف تجمع القهوة البشر، مضيفة على اللوحات مجموعة من أشعار نزار قباني لاسيما التي كتبها عن القهوة. وأشارت إلى أنها تسعى إلى تسليط الضوء على العلاقات الاجتماعية في هذا العصر، سواء العلاقات التي تجمع الأم بأولادها أو حتى التي تجمع المتحابين، وأكدت أن الحياة اليوم باتت سريعة إلى الحد الذي أصبحت فيه بعيدة عن العادات والتقاليد وتغيرت أشكال العلاقات. وأشارت مكحل إلى أنها قدمت في لوحتها الثانية عبر أسلوب لوني تراكمي، العصر الحالي وما يحمله من تبدلات، حيث باتت الحياة الحالية تقتل الطبيعة والينابيع، ويتم الاستعاضة عنها بالآلات والمعامل والمعادن والذكاء الاصطناعي، وهذا يبرز الانتقال من زمن نزار والحياة الجميلة في اللوحة الأولى إلى هذا الزمن الصناعي وفي فترة وجيزة، فهي بالمجمل أعمال تحاكي الإنسانية. أزياء وإكسسوارات إلى جانب الفن التشكيلي، حمل المعرض مشاركة في تصميم المجوهرات وكذلك الأزياء، وقد أشارت مصممة الأزياء الإيرانية سحر بنيان بور إلى أنها قامت بتصميم عباءة بعنوان «الكرامة»، والتصميم يمثل القوة والثقة ومكانة المرأة، وهو مستوحى من الثقافة الإماراتية، ويبرز رحلة المرأة عبر السنوات. وأوضحت بأنه يحمل الكثير من الأساليب المعاصرة في التصميم، خصوصاً الأشكال الهندسية، بينما كانت الأقمشة من الحرير والتافتا، وقد تم الاعتماد على التقطيع بالليزر في التصميم. وأشارت إلى أنها إلى جانب التصميم، استخدمت الأقمشة في تصميم مجموعة من الإكسسوارات، ومنها التي تأتي على شكل قلادة، مع التشديد على اختيار الأقمشة العضوية، كي تكون التصاميم مستدامة. محمد الاستاد: . الغرض من مشاركتي هو فتح نوافذ وقنوات لتبادل الخبرات مع الفنانين المقيمين في الدولة، إذ إن «تشكيل» يُعدُّ مظلة فنية تجمع الفنانين على اختلاف جنسياتهم. حمد الشامسي: . شجرة الغاف تحمل أهمية كبيرة في الحياة الإماراتية، قدمتها لنقل الثقافة الإماراتية معتمداً على دمج الماضي بالحاضر. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :